مسيرة حاشدة ومحاولات انتحار للمطالبة بالترحيل في ساحة السلاح عشرات العائلات قضت ليلتها في العراء خوفا من سقوط البنايات على رؤوسها خرج أمس السبت، المئات من أفراد العائلات القاطنة في سكنات آيلة للانهيار تقع بساحة السلاح بالمدينة العتيقة، في مسيرة حاشدة جابت شوارع ساحة الثورة وسط عنابة بشكل عرقل الحركة المرورية لعدة ساعات· ووجدت وحدات مكافحة الشغب صعوبات كبيرة للسيطرة على الوضع أمام فهيجان” المحتجين المطالبين بالترحيل، حيث اضطرت لاستعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم· وطالب الغاضبون بضرورة الحصول على توضيحات من السلطات المحلية بشأن وضعيتهم الراهنة لاسيما بعد حلول فصل الشتاء ومشكل انهيار الأسقف والجدران أصبح مطروحا بحدة، سيما بعد حادثة فجر الخميس الماضي، عند انهيار جزء من جدار بناية محاذية لحظيرة سيارات، وهو الانهيار الذي جعل مخاوف السكان تتزايد، بحكم أن جزءا كبيرا من الحائط المنهار لا يزال في مكانه، وأصبح يشكل خطرا على البناية المجاورة له، والتي تقطنها 6 عائلات، الأمر الذي دفع المحتجين إلى تجديد مطلب الترحيل الفوري من المساكن الهشة التي يقيمون فيها، خاصة أن مصالح الدائرة كانت قد كشفت منذ نحو شهرين عن قائمة ضمت 160 مستفيدا من حصة سكنية أولى، تندرج في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، والمحتجون كانوا خارج هذه القائمة· وقد تدخلت وحدات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الأمن على جناح السرعة، وقامت بتطويق ساحة الثورة والشوارع الفرعية المؤدية لها، تحسبا لأي طارئ، من دون أن تتدخل الجهات الأمنية في المسيرة السلمية التي قام بها المحتجون، رغم أن العشرات من سكان ضاحية ساحة السلاح أقدموا على رشق عناصر الأمن بالحجارة، مما تسبب في اندلاع مناوشات جانبية على مستوى بعض المسالك الفرعية، قبل أن تتطور الأوضاع، مما استوجب قيام وحدات الأمن بحملة مطاردة للمحتجين، والإقدام على تفريقهم باستعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، مع عقد جلسة عمل طارئة مع ممثلين عنهم، تم خلالها تقديم وعود تقضي ببرمجة اجتماع لممثلين عن سكان ”البلاص دارم” مع السلطات المحلية لولاية عنابة في غضون الأسبوع الجاري، يتم فيه طرح كافة المطالب، والحصول على التوضيحات اللازمة بشأن عملية الترحيل التي ما فتئ يطالب بها قاطنو السكنات الهشة· هذه الحركة الاحتجاجية جاءت عقب تهاطل كميات معتبرة من الأمطار على مدينة عنابة منذ منتصف الأسبوع المنصرم، وهي الأمطار التي أثارت مخاوف السكان، وأجبرت العديد من العائلات على قضاء لياليهم في العراء خوفا من سقوط أسقف المنازل، سيما بعد تصاعد موجة الخوف من تسبب الأمطار في حدوث بعض التشققات في جدران السكنات القديمة لحي البلاص دارم، على خلفية حادثة سقوط جدار بناية هشة على حظيرة سيارات، مما أدى إلى تحطيم تسع مركبات كانت مركونة في ”الباركف، وهي الحادثة التي جعلت السكان يسارعون في ساعة مبكرة من فجر أمس السبت إلى ساحة الثورة، حيث قاموا بمسيرة سلمية جابوا من خلالها ”الكور” وطالبوا بضرورة تحرك السلطات المحلية للاستجابة إلى انشغالاتهم·