تداعيات انهيار بناية تقطنها 6 عائلات بالمدينة القديمة تسجيل حادثتين في ظرف 3 أيام والمصالح التقنية تحصي 75 عمارة مهددة بانهيار وشيك اهتزت بلدية عنابة ظهيرة أول أمس، على وقع حركة احتجاجية عارمة قام بها المئات من سكان بنايات هشة وآيلة للانهيار بضاحية ”البلاص دارم” بالمدينة القديمة، عبروا من خلالها عن استيائهم من الظروف المزرية التي يعيشونها، خاصة بعد تزايد حالات الانهيارات لجدران بعض السكنات، وقد بلغت الأمور حد قيام عشرات المحتجين بمحاولة اقتحام مكتب رئيس البلدية، مما استدعى تدخل وحدات مكافحة الشغب التي قامت بتفريق المحتجين، مع تعزيز تواجدها في الشوارع المحاذية لمقر البلدية، لاسيما أن السكان المحتجين طالبوا بضرورة التدخل الفوري والعاجل للسلطات المحلية، واتخاذ الإجراءات الميدانية الكفيلة بضمان أمن أفراد عائلاتهم، على اعتبار أنهم كانوا قد استيقظوا في ساعة مبكرة من فجر الخميس على وقع حادثة انهيار جزء من جدار بناية محاذية لحظيرة سيارات، وهو الانهيار الذي جعل مخاوف السكان تتزايد، بحكم أن جزءا كبيرا من الحائط المنهار لا يزال في مكانه، وأصبح يشكل خطرا على البناية المجاورة له، والتي تقطنها 6 عائلات، الأمر الذي دفع بالعائلات المتضررة إلى التوجه إلى مقر البلدية ومحاولة اقتحام مكتب ”المير” تعبيرا منها عن تذمرها من الوضعية التي تعيش على وقعها· إلى ذلك، سارعت وحدات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الأمن للتدخل على جناح السرعة، وقامت بتفريق المحتجين الذين طوقوا مقر البلدية، قبل أن تشن الجهات الأمنية حملة مطاردة أسفرت عن توقيف 10 أشخاص من بين المحتجين، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و53 سنة، حيث تم اقتيادهم إلى مقر الأمن للتحقيق معهم· ودفعت ”الكارثة” سكان المدينة القديمة بعنابة للاستيقاظ منذ الساعات الأولى لفجر الخميس على وقع صراخ الجيران من قاطني السكنات المجاورة للبناية المنهارة، وكذا أصحاب السيارات التي تحطمت في الحظيرة المحروسة، حيث إن سقوط جدار فندق مهجور على تسع سيارات كانت مركونة في الموقف فجر موجة من الغليان في أوساط السكان الذين طالبوا بالتدخل الفوري والعاجل للسلطات المحلية، خاصة أن المصالح المختصة سجلت حادثي انهيار بسكنات المدينة القديمة في ظرف ثلاثة أيام، الأمر الذي دفع بالمحتجين إلى إطلاق صفارات الإنذار خوفا من تواصل انهيار المباني الهشة، على اعتبار أن مصالح البلدية كانت قد أحصت 75 بناية مهددة بالانهيار على المدينة القديمة· بالموازاة مع ذلك، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة، أن مصالحه لا تتحمل أية مسؤولية في حادثة الانهيار التي شهدتها ضاحية ”البلاص دارم”، موضحا أن أصحاب هذه البنايات يتحملون كامل المسؤولية في الحادثة، لأن البناية التي انهار جزء من جدرانها، لم يحترموا الأمر بالهدم الذي صدر في حقهم من طرف الجهات المختصة، الأمر الذي جعله يلمح إلى إمكانية لجوء البلدية إلى التقدم بشكوى رسمية ضد مالكي هذه البناية المنهارة، على خلفية عدم احترام الحكم الصادر عن العدالة·