أنتجت فرقة ”استجمام” لوهران مسرحية جديدة بعنوان ”قصص نسين” تكريما للفنان والكاتب المسرحي الراحل عبد القادر علولة الذي اغتاله الإرهابيون سنة ,1994 وذلك في سياق موجة التقتيل التي طالت رموز الفكر والثقافة الجزائرية خلال الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد· ويعتبر هذا الإنتاج الجديد الذي برمج عرضه مساء الأحد القادم بالمعهد البلدي للموسيقى ”أحمد وهبي”، اقتباسا لنص علولة المستلهم من عمل الروائي التركي عزيز نسين ”1915-.”1995 وأشرف على إخراج قصص نسين، جميل بن حماموش بمساعدة رحاب علولة ابنة عبد القادر علولة، ومن أداء الممثلين الشباب عبد الله نميش وأمين حبيب هادف ومليك بن شيحة ومصطفى غوثي ويوسف قواسمي· واختارت فرقة ”استجمام” في هذا العرض الجمع بين روايتي ”الواجب الوطني” و”الوسام” وتروي الأولى قصة ”حسن فازلين”، وهو سارق تائب أفرج عنه بعد سجنه من قبل محافظ الشرطة ”حيدر لحلو”، من أجل القيام بمهمة ذات مصلحة وطنية· أما رواية ”الوسام” فتتطرق إلى قصة ملك يقرر في فترة المجاعة مكافأة شعبه بشتى أنواع الميداليات حتى ينسيه معاناة الجوع· وفي السياق ذاته، أوضحت ابنة الفنان الراحل عبد القادر علولة أنه بغض النظر عن فكرة الجمع بين النصين والجانب الفكاهي، فإن القصتين تعكسان بعد مرور عشريتين؛ العبقرية الإبداعية لعلولة· وتعمل ”مؤسسة عبد القادر علولة” منذ 1999 على دعم المشاريع الإبداعية للفرق المسرحية الشابة مع وضع الرصيد الوثائقي الذي تتوفر عليه في متناول الجامعيين والباحثين· ولهذا الغرض أنشأت مركزا للتوثيق والأرشيف المسرحي يضم أزيد من 800 كتاب متخصص في المسرح والفنون والثقافة، إلى جانب رصيد سمعي بصري حول تجربة الفنان الراحل· وتتعاون المؤسسة في هذا الإبداع الجديد مع الفرقة المسرحية ”استجمام” لتبادل تجربتهما وتدعيم الخشبة الجزائرية بممثلين شباب موهوبين·
من ناحية أخرى، أبدع الراحل عبد القادر علولة طيلة مشواره كممثل ومخرج ومؤلف للعديد من الأعمال الناجحة مثل ثلاثية ”الفوال” و”الأجواد” و”اللثام” التي لا تزال تؤديها العديد من الفرق المسرحية· أما عزيز نسين؛ فقد كان مؤلفا وإعلاميا وكاتبا مسرحيا وفكاهيا ويشمل رصيده ما لا يقل عن مائة رواية ومسرحية وقصائد شعرية جعلت منه رابع كاتب تركي الأكثر ترجمة في العالم·