لن ينتهي العالم في سنة 2012 مثلما تصوّره السينما الغربية، والأساطير المذهبية هناك، بل إن الذي قد ينتهي في العام 2012 ويزول إلى الأبد ذلك الصنم الذي أجبروا العرب على عبادته منذ زمن طويل، وبعد ثورات ,2011 لم يعد للوصاية وجود، رغم ما تقوم به بقايا تلك النظم من محاولة بعث غول آخر اسمه المؤامرة الأجنبية أو التدخل الخارجي· العالم سيكون أكثر استقرارا بزوال الديكتاتوريات، وبعودة الكلمة للشعوب، لكن شريطة أن تحافظ القوى الجديدة على مكتساباتها· صحيح أن العرب أمام تحديات ورهانات كبرى، أوّلها مسألة السلام مع إسرائيل، أو مستقبل القضية الفلسطينية، على أمل أن تتحول في العام الجديد إلى المصطلح السابق الذي يسمى بالقضية العربية، لأن فلسطين قضية العرب وليست قضية الفلسطينيين، ومع سقوط جدار مبارك وآله من بقية النظم العربية الأخرى، لا شك أن القوى السياسية الجديدة الصاعدة في عواصم عربية عديدة ستعمل جاهدة على إبراز قدراتها وترك بصماتها بشأن قضية القدسوفلسطين، وستكون المصالحة الفلسطينية الفلسطينية دافعا قويا للضغط على المجتمع الدولي من أجل حث إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات الحقيقية مع العرب· ستحاول الكثير من القوى أن تراهن على فشل الإسلاميين الذين منحتهم الثورات شرعية شعبية عبر انتخابات شفافة ونزيهة في مصر وتونس والمغرب، وقد نرى ذلك في الأردن وفي الجزائر مستقبلا، إن توحدت تلك القوى وعملت على استقطاب الناخبين الصامتين إلى قواعدها بشكل سلمي· وأمام القوى الإسلامية تحديات حساسة في الداخل والخارج، فهي مدعوة لتجنب الكثير من المسارات والأروقة الملغمة التي تضعها القوى الغربية وإعلامها، حيث لا تزال تجربة التسعينيات في الجزائر فزاعة يشهرها الكثير لتخويف الشعوب من الإسلاميين ونمط حكمهم، لكن إسلاميو الألفية الجديدة يعرفون القصة جيدا، لذلك لن نرى أصواتا متطرفة تدعو إلى الانغلاق على ضوء تجارب كثيرة أبرزها التجربة التركية التي ستلهم هؤلاء الكثير من المعاني· ما يحدث في العام 2012 سيكون تكملة لما جرى في عام ,2011 حيث لم نصل إلى الصورة الكاملة لنهاية تلك الثورات التي غيرت موازين القوة في العالم·· وكل عام وأنتم بخير·