أعلنت باماكو أنها طلبت من الجزائر مساعدتها في مجال مكافحة الإرهاب كما قررت السلطات المالية تكثيف التنسيق مع الجزائر لتخوض حربا ''بلا هوادة'' كما وصفها مسؤول مالي، على عناصر السلفية بقيادة أبو زيد السوفي بعدما اتخذ هذا الأخير من الأراضي الصحراوية خاصة في شمال مالي . حيث شساعة المناطق الرمادية بين بلدان المنطقة، قاعدة خلفية لنشاطاتها الإرهابية ومصدر لتمويلاتها اعتمادا على التجارة غير المشروعة من تهريب وغيرها من الأنشطة التجارية الأخرى العابرة للحدود. كما أكد المسؤول في الداخلية المالية، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، أن بلاده التي وصفها بأنها وقعت في ''فخ منطق الجماعات الإرهابية''، قد شرعت في إجراء محادثات مكثفة مع كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا وبالأخص الجزائر لتنسيق العمليات الميدانية في مجال مكافحة الإرهاب بشمال مالي مجددا، حيث المناطق الرمادية. وبشأن الجزائر تحديدا، قال المتحدث إن بلاده ''ستكثف من عدد الدوريات المشتركة في نقاط التماس الحدودية بين البلدين'' وإضافة للمساعدات الأخرى التي تتلقاها من الجزائر الحكومة المالية في إطار مكافحة الإرهاب. من جهة أخرى، كشف المسؤول المالي أن بلاده تعتزم الاتصال بزعماء التوارف لينخرطوا بدورهم في الحرب التي تعتزم السلطات المالية شنها ضد العناصر الإرهابية وعلى رأسها عناصر السلفية التي يقودها -حسب آخر المعطيات- أبو زيد الجزائري، المسؤول عن قتل السائح البريطاني ''ادوين داير'' انتقاما لرفض السلطات البريطانية الإفراج عن الإرهابي أبو قتادة الفلسطيني، أحد منظري ''الجيا'' سابقا. وحسب ما أكد المسؤول الفرنسي السابق لمديرية حماية الإقليم لوي كابريولي، لوسائل إعلامية فرنسية، فإن ''الدي اس تي'' كانت قد اكتشفت منذ أواخر سنة 2002، مراكز تدريب للجماعات الإرهابية في المنطقة، حيث كشفت التقارير الأمنية بالجزائر أن الجماعات الإرهابية وعناصر السلفية كثيرا ما اعتمدت على الأراضي المالية والنيجرية في محاولة تمرير الأسلحة إلى الجزائر. وكانت عدة مصادر أمنية وإعلامية قد توقعت أن تكون مالي بعد سابقة قتل الرهينة البريطاني، محل انتقادات لاذعة وضغوط كبيرة من قبل الحكومات الغربية، رغم أن المسؤول المالي كشف أن ''الحكومات الغربية هي التي طلبت من بلاده عدم اللجوء إلى القوة لتحرير السياح المحتجزين''، إلا أن تصريح المسؤول المالي لا ينفي المؤاخذات المسجلة على بعض الحكومات الإفريقية، خاصة مالي والنيجر في مجال مكافحة الإرهاب خلافا لدول المغرب العربي وبالأخص الجزائر. من جهة أخرى، أوردت وكالة الأنباء السويسرية، نقلا عن مسؤول دبلوماسي في هذا البلد، أن الرهينة السويسري لازال على قيد الحياة. فيما تلقت السلطات السويسرية ضمانات من لندن بأن هذه الأخيرة لن تتخذ أي إجراء قد يعرض حياة الرهينة السويسري للموت.