تمكنت القوات المسلحة المالية من القضاء على 26 مسلحا في عملية نفذتها ضد مخيم لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال البلاد على الحدود مع الجزائر، وتعبر العملية الأولى للجيش المالي ضد التنظيم الإرهابي، وقد تشكل منعرجا حاسما في اندماج باماكو ضمن المساعي الهادفة إلى مواجهة نفوذ القاعدة، خاصة بعد المساعدات العسكرية التي حصلت عليها من الجزائر، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية بالمنطقة من خلال تكثيف عملياتها ولجوئها إلى اختطاف الرعايا الغربيين. شن الجيش المالي أول أمس الثلاثاء هجوما ضد مخيم تابع لتنظيم القاعد ببلاد المغرب الإسلامي بشمال البلاد قرب الحدود مع الجزائر حيث تمكن من القضاء على 26 عنصرا مسلحا، وقالت القوات المسلحة المالية أمس حسب ما تداولته وكالة الأنباء الفرنسية أنه بعد استيلاء الجيش على قاعدة التنظيم الإرهابي تم إحصاء 26 قتيلا بعضهم دفن في قبور جماعية من قبل زملائهم قبل أن يلوذوا بالفرار، وأكدت مصادر مستقلة في شمال مالي اتصلت بها وكالة الأنباء الفرنسية خبر استيلاء الجيش المالي على معقل لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كان يعتبر منطقة نشاط الجماعة السلفية، يضيف نفس المصدر. وهي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات المالية بهجوم على عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي شمال البلاد، أي على الحدود مع الجزائر، وكانت السلطات في باماكو قد أعلنت منذ حوالي أسبوعين عن نيتها في محاربة العناصر الإرهابية دون هوادة بعد قيام التنظيم الإرهابي في 31 ماي المنصرم بإعدام الرهينة البريطانية إدوين داير والذي كان محتجزا لدى مجموعة من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقبل أيام قليلة فقط كشفت مصادر مطلعة أن ميلشيات مقربة من حكومة باماكو قامت بتسليم 4 إرهابيين من إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، للمخابرات الأمريكية قرب مدينة إنيفيس، و انتقاما لذلك قام مسلحون بتصفية العقيد لمانة وهو قيادي ترقي وعسكري سابق في الجيش المالي، اتهمه القائد العسكري لقاعدة المغرب في الصحراء أبو زيد بأنه وراء تدبير الكمين لعناصره، مقابل حصوله على مبلغ مالي بقيمة 4 ملايين أورو، وقتل العقيد لمانة بعد 3 أيام فقط على يد مسلحين يعتقد بأنهم ينتمون لكتيبة طارق بن زياد الإرهابية في منطقة. وأفادت مصادر أخرى أن الإرهابيين الأربعة وقعوا في 5 جوان الجاري في كمين نصبته لهم المخابرات الأمريكية بالتعاون مع مليشيات مالية مقربة من الحكومة المالية، وأضافت أن من بين العناصر المسلحة المقبوض عليهم يوجد قيادي نيجري من إمارة الصحراء يدعى تنوو أبو القاسم وهو مسؤول سرية في كتيبة طارق بن زياد التي تضم نحو 50 إرهابيا، فضلا عن موريتاني ونيجيريين، وقالت مصادر إعلامية أن عناصر المجموعة المسلحة الذين ألقت المخابرات الأمريكية القبض عليهم كانوا بصدد شراء قطع غيار سيارات ووقود من وسيط يتعامل مع لمانة . واعتبرت العملية التي تم تنفيذها بالاشتراك مع مليشيات مالية ثاني عملية ناجحة تقوم بها المخابرات الأمريكية ضد عناصر تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى بعد تلك التي وقعت منذ عدة أسابيع في جمهورية البنين وأدت إلى اعتقال مصريين من تنظيم القاعدة الأم كانا بصدد التسلل إلى موريتانيا ومنها إلى الجزائر. وتعتبر العملية العسكرية للجيش المالي والتي مكنته من تحييد 26 عنصرا مسلحا جد هامة، خاصة وإنها تأتي بعد تكثيف العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم عبد المالك درودكال، المكنى أبو مصعب عبد الودود من عملياتها على الحدود بين الجزائر ومالي، من خلال تهريب السلاح والقيام بعمليات ضد الأجانب من خلال اختطاف العديد من الرعايا الغربيين في نهاية السنة المنصرمة وبداية السنة الجارية، علما أن الجزائر كانت قد أرسلت مساعدات عسكرية هامة إلى مالي منذ فترة قصيرة، هي عبارة عن أسلحة وعتاد عسكري لمساعدة الجيش المالي على القيام بدوره في مكافحة نفوذ القاعدة بالمنطقة. للإشارة فإن عملية إعدام الرهينة البريطانية إدوين داير كانت كافية لاستنفار القوى الغربية بمنطقة الساحل الإفريقي، وقد تعتبر كمنعرج حاسم في الحرب على عناصر القاعدة الذين يتخذون من منطقة الساحل الإفريقي ميدان لنشاطاتهم خاصة في مجال التهريب واختطاف الأجانب التي تحولت إلى سلعة رائجة يلجأ لها الإرهابيون من أجل الحصول على الفدية من الدول الغربية، في وقت يؤكد فيه بعض الملاحظين أن ظاهرة اختطاف الأجانب في الساحل الإفريقي قد تجلب المزيد من التدخل العسكري الأجنبي بالمنطقة شأنها شأن ظاهرة القرصنة بالسواحل الصومالية.