في ردة فعل من رجل منتصر لأهله ولبني الأغواط الذين لا يشك أحد في امتدادهم التاريخي والحضاري، هاتفني الأستاذ الكبير النائب الوطني بوعزارة محمد، الأغواطي الحر، ليصب علي جم غضبه وعتابه من عمود يوم الخميس المعنون ب: ”الأغواط للأغواطيين فقط” الذي أثار ردود فعل ”أغواطية” محلية التأطير تجاوزت مساحة تكفير كاتبه لتصل إلى المطالبة بالقصاص من هذا البليد المسمى ”أسامة وحيد” على رأي العديد من الرسائل التي وصلتني محتجة على ما اعتبر أكاذيب واتهامات وإهانات طالت ”أغواطا” من أعرق المناطق تاريخا وتحضرا وامتدادا·· ولأن الأستاذ بوعزارة قارعني بحجة الملم والعارف بخبايا الإنسان و”النسيان” من سوابق التاريخ القريب منه والبعيد حيث الأغواط الشماء وكل منطقة شماء في هذه الجزائر، حولتها النعرات القبلية والعصبية إلى مساحة مفتوحة أمام اللعب الانتخابي الحر، لأجل الوصول إلى منصب أو مركز لا يهم إن كان ثمنه ”جماجم” الأخوة والمصير والدم المشترك، فالهدف في عرف بعضنا الطامح انتخابيا إلى أن يصل، أما عن الوسيلة فإن الغاية تبرر استدعاء القبيلة وكل قبيلة وقبلية نظنها لأوقات معينة قد أصبحت من الماضي التليد فإذا بالتفريخ يعيد نفسه وإذا بال”رجس” القريب والمقيت يكشف كم هي تافهة تلك الانتخابات وذلك التنافس الذي يمكنه في حالة أستاذنا محمد بوعزارة أن يبحث له عن ”قبر” جده بتجاموت وجده الأكبر بمسعد، كما كتب لي، ليؤكد لأهله أنه منهم وأن الأرض أرضه والعرض عرضه، والانتخابات نزال ودول·· بصدق لم أكن أظن أن العمود السالف الذكر والعنوان يمكن أن يثير كل تلك الضجة المحلية التي ذكرتني بواقعتنا مع ”العزيزة” مصر يوم كان للكرة ”عبيد” منا ومنهم ينتشون بنفخها حتى تنفجر الأوطان، ففي عرفي أنه كما كتبت ”البلاد” أكثر من افتتاحية وأكثر من تغطية تؤيد مطالب المحتجين وتحمل السلطات المحلية مسؤولية ما آل إليه الوضع من تدويل لتجاوزات تحتاج المراجعة والإلغاء، فإن الرأي الآخر عن ”التعصب” المقيت، كان ضرورة يوم عرفنا أن الأمور التي بدأت في احتجاج واضح الأهداف، قد أخذت منحى تعالت فيه أصوات من ”ميدان المقاومة” كما أطلق عليه المحتجون، للمطالبة، بطرد كل ”براني” من الأغواط·· والشواهد موجودة والتصريحات متوفرة وموثقة، والانزلاق كان لا بد له من ”مرآة” عاكسة، حتى يفهم أخواننا بالأغواط أنه كما الجزائر لكل الجزائريين، فإن الأغواط كذلك لكل الجزائريين، وحتى لا أعمم فإن ما أثار حفيظة أحرار الأغواط وأولهم وليس آخرهم الأستاذ الفاضل بوعزارة، فإنه يكفي أن أوضح أن العمود الآنف الغضب لم يكن يقصد إلا من رفعوا يوما قصيدة في وجه الأستاذ بوعزارة لإسقاط نسبه الأغواطي، بجرم أن والديه الأصيلين أغواطيا أنجباه في بلكور وليس في الأغواط· ترى إذا كان هذا هو حال ابن من خيرة أبناء تلك المنطقة فكيف لنا ألا نغار على الأغواط من هواة و”هاوية” عروشية بدأت بمطلب شرعي وانتهت إلى نعرة وفتنة قبلية تم تدويلها إعلاميا حتى ينزع عن ”أغواط” التاريخ والملاحم والحضارة وقارها وامتدادها وبعدها المتأصل·· الأمر ليس كم فُهم، والشخوص أنفسهم الذين استصرخوا في الأغواطيين الأحرار نعرة بائدة، هم من استثمروا في حصة سكنية لا تتجاوز ال180 سكنا، أمراض تجاوزوتها الأرض بأمر من السماء، فإذا بالانتخابات تعيد ريمة إلى عادتها اللئيمة وإذا بخفافيش الفتنة”النائمة” تستنسخ لها أمام كل موقعة كابوسا عروشيا ضيق الأفق و”النفق” لتحجز لها مشهدا في القادم من مواعيد انتخابية دقت طبولها في الأغواط، كما دقت طبولها في أكثر من ولاية ومنطقة، فتلاعب بمصير وتاريخ الأوطان والمواطنين· فحادثة الأغواط التي فصل فيها ”البراني” بوعزارة في تعقيبه علي غنية عن أي تعليق، وعن أي تهديدات طالت هذا العبد الفقير لأغواطه ولربه من أجل القصاص منه بتهمة أنه وضع المرآة أمام الوجه البشع الذي يراد له أن يكون لسان الإنسان قبل الأوطان·· كيف نفسر، وأين نضع تكالبا و”كلبا” إعلاميا تم تدويله من أجل حصة 180 سكنا، وما الغاية من تركيز فرانس 24 وقناة ”المغاربية” على قضية بدأت بكشف تجاوز سكني ”تافه” المضمون أصبح قشة تم عبرها المرور إلى الرمي بكل ملفات الجزائر القديمة منها والجديدة في ساح الابتزاز الإعلامي، مع تأطير هاتفي متقن، نزل مستواه إلى الحضيض بعدما سمعنا ”هما” وكما من التدخلات الهاتفية التي لم تنتقد البرامج ولكنها ”شخصت” المشاكل لتطعن في شرف ”فلان وعلان” باسم حرية ”الإعدام” لوطن أريد له أن يكون من ”أغواط” يعلم الجميع أهميتها التاريخية والاقتصادية؟ ما حدث في الأغواط لم يستهدف الأغواطيين الأحرار فقط، ولكنه استهدف زيارة رئيس الجمهورية ذاته منذ أيام، حيث الرسالة غنية عن كل تنميق وتزويق، فالزيارة التي أدرت ”لبنا وعسلا” على بوابة الصحراء، تم إفراغ مضمونها من أجل 180 سكنا، فمن استهدف الرئيس في الأغواط؟ وهل هناك من ”مبرر” ومن فائز لما جرى في قصة ” المندبة كبيرة” والميت فأر·· فمن العدم ركب الطامحون والطامعون في الأغواط ثورة أريد لها أن تأخذ طابع ”الربيع السكني” في احتجاج كان يمكن ألا يتعدى صداه مكتب الوالي أو مكتب رئيس المجلس الولائي حتى تحل المشكلة وتضع ”القبلية” والعصبية أوزارها خدمة لأغواط لا نظن منها إلا الخير ل”البراني” قبل بوعزارة المطلوب منه إثبات نسبه بعد أن برهن على”حسبه” وحسبه أنه ”بوعزارة” الأغواطي والجلفاوي والغرداوي والبشاري ··فالجزائري··