القوات الخاصة حددت مكان المختطفين ومكنت الليبيين من تحريره وزير الدفاع الليبي تنقل شخصيا لاستقبال الوالي دخل أمس في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، والي ولاية إليزي محمد العيد خليفي، إلى التراب الوطني عبر الممر الحدودي الدبداب، عائدا من ليبيا بعد 24 ساعة من اختطافه على يد مجموعة مسلحة اقتادته إلى عمق التراب الليبي. وذكر نائب رئيس بلدية الدبداب، العيد ماضوي، في لقاء مع “البلاد” والذي كان من بين الوفد الذي انتقل إلى ليبيا لاستقبال الوالي، أن عملية تحرير الوالي جرت بمنطقة وادي الوفاء القريبة من بلدة دبش التابعة لمدينة غدامس الليبية، على بعد 110 كلم عن الحدود الجزائرية، وأضاف ماضوي أنه مباشرة بعد اختطاف الوالي قام أعيان منطقة الدبداب بإجراء اتصالات بأعيان مدينة غدامس الليبية للتحرك الفوري من أجل محاصرة المجموعة الخاطفة قبل توغلها في العمق الليبي أو تغيير وجهتها نحو الحدود مع النيجر، حيث انتشر بعد ذلك مئات من الثوار الليبيين في عملية تمشيط للمنطقة، حيث تم ضرب طوق أمني يمتد على مسافة 200 كلم عن الحدود الجزائرية وهي أكبر مسافة قد يصل إليها الخاطفون بعد دخولهم إلى ليبيا، وأضاف أن الخاطفين أدركوا وجود مئات المسلحين الليبين يبحثون عنهم، ما دفع بهم إلى الاختباء بواد الوفاءنظرا لمسالكه الوعرة وفي حدود منتصف نهار أول أمس، اكتشفت فرقة استطلاع للثوار الليبيين مكان تواجد الوالي المختطف، حيث قام الثوار بمباغتة المجموعة الخاطفة وإجبارها على إلقاء السلاح وتسليم الوالي دون مقاومة، حيث تم مباشرة بعد ذلك نقل الوالي إلى بلدة دبش. وكان من المنتظر أن يتم تسليم والي ولاية إليزي محمد العيد خليفي إلى السلطات الجزائرية، مساء أول أمس، غير أن مصادر أكدت ل”البلاد” أن وزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي ألح على ضرورة التنقل من طرابلس إلى مكان تواجد والي اليزي لإقامة مأدبة عشاء على شرفه وذلك من باب الضيافة، باعتبار أن وزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي ينحدر من منطقة الزنتان القريبة من مكان تحرير الوالي وفي حدود الساعة التاسعة صباحا من نهار أمس، انتقل رئيس المجلس الشعبي الولائي علي ماضوي رفقة أخيه نائب رئيس بلدية الدبداب إلى مدينة غدامس الليبية لاستقبال الوالي قادما من بلدة دبش، حيث أجهش والي إليزي بالبكاء بعد معانقته لرئيس المجلس الشعبي الولائي، لينتقل بعدها الوفد باتجاه المعبر الحدودي للدبداب، وقد رافقه رئيس المجلس المحلي لغدامس مانع قاسم والممثل العسكري لكتائب الزنتان كما تم تخصيص فرقة عسكرية لتأمين موكب الوالي خلال عودته إلى الجزائر. من جهة أخرى، أكدت مصادر ل”البلاد” أن القوات الخاصة الجزائرية كانت على أهبة الاستعداد للقيام بعملية سريعة وخاطفة لتحرير والي اليزي بعد أن قامت بتحديد مكانه عبر طائرات الاستطلاع وأضاف المصدر نفسه أن الجيش الجزائري كان حريصا للغاية على احترام حرمة التراب الليبي، وأعطى فرصة للسلطات الليبية من أجل تحرير الوالي كما وضعت قوات الأمن الجزائرية في أهبة الاستعداد للتدخل في حالة ما طلب منها ذلك من قبل السلطات الليبية كما كان للجيش الوطني الشعبي دور هام في محاصرة المجموعة الخاطفة، حيث قام بغلق جميع المسالك التي يعتاد المهربون على استعمالها، ما دفع بالخاطفين إلى التوغل داخل التراب الليبي ومحاصرتهم من قبل ثوار غدامس. مبعوث البلاد إلى إليزي سمير بطاش