أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، أمس، أن عملية اختطاف والي إليزي السيد محمد العيد خليفي ليس لها علاقة بالتهديدات الإرهابية الحاصلة بمنطقة الساحل، موضحا بأن الذين نفذوا العملية هم ثلاثة أشخاص لهم علاقة بالمجموعة التي حوكمت بالجزائر العاصمة مؤخرا في قضية تهريب أسلحة ومساندة الإرهاب. وأشار السيد ولد قابلية في تصريح للصحافة على هامش جلسة التصويت على مشروع قانون الولاية بالمجلس الشعبي الوطني، إلى أن عملية الاختطاف التي قام بها الأشخاص الثلاثة لم تكن مدبرة وليس لها أي علاقة مع العمل الإرهابي، وإنما هي متصلة بمشكل محلي له علاقة بقضية محاكمة عناصر منحدرة من منطقة الدبداب بإليزي، في محكمة بالعاصمة بتهمة دعم الجماعات الإرهابية، ''فقد تبعت تلك المحاكمة حركة احتجاجية، عبر فيها بعض سكان المنطقة عن رفضهم للمحاكمة، مما دفع الوالي إلى التنقل في مرات متكررة إلى منطقة الدبداب في محاولة للتحاور مع المحتجين، كما أشار الوزير إلى أن ''الوالي اعتاد على التنقل لوحده دون أن يأخذ احتياطات كبيرة تتعلق بأمنه الشخصي''. وأكد أن عملية الاختطاف ''لم تكن مدبرة وتمت بطريقة غير احترافية''، وأن الخاطفين اضطروا إلى الدخول برهينتهم إلى الأراضي الليبية، هروبا من مصالح الأمن التي طاردتهم، ''مما أوقعهم في قبضة ثوار منطقة الزنتان الذين دخلوا في مشاورات مع قياداتهم المركزية المتواجدة بالعاصمة الليبية طرابلس حول مسألة إطلاق سراح الوالي، وتحديد خيار نقله إلى الجزائر العاصمة أو إليزي، قبل أن يتقرر في الأخير بعد أن انتقل مسؤول ليبي كبير إلى المنطقة، تحرير الوالي وإعادته إلى ولايته، فيما تم احتجاز المختطفين الثلاثة. وبخصوص مصير هؤلاء المختطفين وما إذا كانت السلطات الجزائرية ستطلب تسليمهم لها، فقد اكتفى الوزير بالقول بأنه ينبغي التريث إلى حين، على اعتبار أن المهم اليوم هو الوصول إلى حل مرض لقضية اختطاف الوالي، فيما يبقى مصير المختطفين بين أيدي معتقليهم، موضحا في نفس الصدد بأن الوالي المختطف يوجد في صحة جيدة وأنه أكد بنفسه بأنه لم يتعرض إلى أي أذى من قبل خاطفيه. وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد أكدت، منتصف نهار أمس، في بيان لها تسليم الوالي محمد العيد خليفي من قبل السلطات الليبية على الساعة العاشرة و50 دقيقة على مستوى المركز الحدودي للدبداب بولاية اليزي، وذلك بعد أن أعلنت في بيان سابق أن الوالي المعني تم تحريره مساء أول أمس الثلاثاء، من قبل السلطات الليبية. وأشارت إلى أن المختطفين تم توقيفهم داخل التراب الليبي على بعد 150 كلم من الحدود الجزائرية الليبية، مؤكدة بأن الوالي المختطف تمكن من الاتصال بعائلته عن طريق الهاتف ليطمئنها. وللتذكير، فقد تم اختطاف والي إليزي يوم الاثنين الفارط على الساعة الرابعة مساء بمنطقة تيمروالين التي تبعد ب80 كلم عن منطقة الدبداب الحدودية، وذلك من قبل 3 شبان جزائريين مسلحين قالت الوزارة بأن هويتهم تم تحديدها.