حذر مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس من أن ليبيا قد تكون في طريقها للسقوط في ”هوة لا قرار لها”، وذلك عقب قيام مجموعة من المتظاهرين باقتحام مقر المجلس في بنغازي ليلة السبت عندما كان هو (عبد الجليل) يرأس اجتماعا للمجلس فيه· وأضاف عبد الجليل أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي عقب الاقتحام، وإنه سيصار إلى إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد لبلدية المدينة· وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي ”نمر في مرحلة سياسية قد تقود البلاد إلى هوة سحيقة لا قرار لها”· وكان حشد من المتظاهرين الغاضبين قد اقتحموا مقر المجلس الانتقالي الحاكم في بنغازي ليلة السبت، وقال مراسلون إن المقتحمين كانوا يتظاهرون منذ أسابيع للمطالبة بإقالة مسؤولي نظام العقيد الليبي معمر القذافي المخلوع الذين ما زلوا في مناصبهم· ويطالب المتظاهرون أيضا بالشفافية في طريقة إنفاق المجلس الانتقالي الليبي لأموال الدولة· وقال مسؤول في المجلس في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن المتظاهرين هاجموا المبنى وقلبوا محتويات المكاتب فيه رأسا على عقب· وقال شهود عيان إن المتظاهرين حاصروا المبنى ساعات عدة ثم استخدموا الحجارة والقضبان الحديدية في تحطيم الأبواب ودخوله· وقد سبق ذلك إلقاء قنابل يدوية على المبنى· ولم ترد تقاير تفيد بسقوط مصابين· يذكر أن بنغازي كانت مقر انطلاقة الثورة التي أطاحت بنظام القذافي· وكان المجلس الوطني الانتقالي قد شكل رسميا في 27 فيفري، ويرأسه مصطفى عبد الجليل وزير العدل الذي انشق عن نظام القذافي أثناء الثورة· ويتعرض أسلوب المجلس في إدارة البلاد لانتقادات في الفترة الأخيرة· وكان مئات من الإسلاميين قد تجمعوا في العاصمة طرابلس الجمعة للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من أحكام الشريعة الإسلامية· وقال المتظاهرون إن تجمعهم رد على ظهور أحزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم القذافي العام الماضي· وتظاهر أشخاص معظمهم شبان ملتحون يرفعون المصاحف في ميادين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي وفي سبها في الصحراء الجنوبية وقد نظمتهم جماعات سياسية ودينية إسلامية· وفي ميدان الجزائربطرابلس أحرق إسلاميون نسخا من الكتاب الأخضر الذي كتبه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية لتأكيد أن القرآن يجب أن يكون المصدر الوحيد للتشريع في البلاد· وفي المقابل، هتفت مجموعة من ”المعتدلين” الذين اعتصموا في الميدان لأكثر من شهر قائلين ”نريد دولة مدنية”· وكان من بين المتظاهرين يطالبون بتطبيق صارم لأحكام الشريعة الإسلامية ومعتدلون ينادون بدولة مدنية تستوحى أحكامها من الشريعة الإسلامية·