ربراب الذي يمكن لإشارة من سبابته أن تقلي الحكومة في صحن زيت جاهز، كما يمكنها أن تجعل أيامها سكرا في سكر، رافع أمام نواب، لا زيت ولا سكر عندهم،ومن موقعه كرجل أعمال لا يرفع أصبعه ولا يبسط يده إلا لكي يرجعها ملأى بما لذ وسال، فإن سيادته قال كل شيء ولم يقل شيئا وسط تصفيق ''زياتين'' تعودوا أن ''يتزيتوا'' لكل من يعصر خمرا أو سكرا! ملك السكر الذي لا يذوب ولكنه يطفو، قال لنائبات الأمة ونواب الحكومة بأنه يدفع يوميا للخزينة عشرة ملايير سنتيم من خالص عرقه وزيته. وبعبارة أدق أراد الرجل أن يقول للمجتمعين حوله بأن الثلاثين مليون سنتيم التي يغتصبونها كل نهاية شهر مصدرها زيت يدر سكرا! حينما يرسم ربراب صورة ''زيتية'' بذلك الإتقان الذي يدر على الدولة يوميا عشرة ملايير ويصفق النواب عن الإنجاز بلا سؤال عن مكمن ومكامن أن ينجح رجل واحد وتفشل حكومة لا تعرف غير ''هات''.. يحق لنا أن نسأل هل كان ربراب يعرض تجربته في برلمان دولة أجنبية أم أمام برلمان.. المفروض أن يستنفر زياري لكي يستدعي أويحيى على عجل حتى يستفتيه النواب في رؤيا أن رجلا واحدا استطاع أن يصنع دولة داخل دولة، بينما فشل الرسميون، بكافة الإمكانات المتوفرة والأموال المصروفة، في حماية الدولة من إطارات الدولة.. فترى هل يدري مصفقو البرلمان بأن صاحبنا ''الربراب'' قد شتمهم في منبرهم ومن منبرهم بالتفصيل الممل؟!