تعرف حاليا بعض أقاليم ولاية الشلف انتشار ظاهرة سرقة السيارات النفعية والثقيلة بشكل لافت للانتباه، إلى حد أن استفحالها أصبح حديث الساعة وموضوع يشغل قلوب الراغبين في شراء سيارة وهم يحمله السائق أثناء ركنه السيارة في أقرب زاوية إلى منزله، الشيء الذي جعل مختلف الأجهزة الأمنية في هذه الولاية تحرك آلاتها وتغير إستراتيجيتها وطريقتها في التحري لمسايرة تطور الجريمة قصد محاربة الظاهرة من خلال ترصد وتتبع تحركات المشبوهين ومداهمة بؤر المجرمين للوصول إلى الجناة آخر الأخبار تؤكد أن رئيس حظيرة مخبر وطني للسكن بالولاية، راح ضحية سرقة سيارته من نوع طويوطا 44 بالقرب من الحظيرة ذاتها، حيث تؤرق العملية اللصوصية مضاجع عمال وإطارات المخبر، بسبب قدرة الجناة على جر السيارة إلى وجهة غير معلومة في وضح النهار، وقبلها بثلاثة أيام تعرض شرطي إلى سرقة بحي جنوبي تابع لبلدية وادي سلي بعدما استغل اللصوص هدوء الحي لينقضوا على سيارته من نوع ”اكسنت”· كما تعرض أستاذ في الطور المتوسط بمدينة بوقادير غرب عاصمة الولاية إلى سرقة في وضح النهار إثر اقدام العصابة الإجرامية المختصة في سرقة السايرات على سرقة سيارته التي تحمل ماركة ”اكسنت”· واستمرت ظاهرة تجريد المواطنين من مركباتهم على أكثر من صعيد بعدما اشتهرت بلدية سيدي عكاشة شمال عاصمة الولاية نفسها بالظاهرة المذكورة في اعقاب سرقة سيارة من نوع هيليكس لتاجر يقيم وسط المدينة ومحاولة سرقة سيارة تحمل نفس الماركة بمحاذاة المركز الأمني الحضري الخارجي لسيدي عكاشة قبل شهر ونصف، الأمر الذي أدى بالمصالح الامنية إلى استنفار كل وسائلها ومواردها الظاهرة منها والخفية للتصدي للظاهرة التي عرفتها جل جهات الولاية، بعد تقدم عدد من الضحايا بشكايات في الموضوع، رغبة منها في القبض على أفراد عصابة سرقة السيارات التي توظف على مايبدو ”جواسيس ” يعرفون جيدا الضحايا لإسقاطهم في مخالبهم وسرقتهم· وتشير المعطيات الأولية إلى أن الظاهرة آخذة في التزايد، حتى وصل معدل عدد السيارات المسروقة في الشهر الواحد إلى حوالي 4 سيارات· ويرجح مصدر أمني وقوف أشخاص مسبوقين قضائيا في سرقة السيارات والاعتداء على الأشخاص والممتلكات بكل من الجهتين الغربية والشمالية، وسجلت مصالح أمن ولاية الشلف قبل شهر قضية توقيف عصابة إجرامية مكونة من خمسة أشخاص مختصين في سرقة السيارات وتفكيكها وبيعها في اسواق ”الخردة”، وتم حجز سيارة كانت في طرقها إلى وهران·
كما نجحت ذات المصالح في الإطاحة بعصابة مكونة من 3 أشخاص كانوا يقومون بسرقة السيارات وتزوير وثائقها في ورشة سرية وسط المدينة كان أخطر أفرادها شخص في العقد الرابع من العمر وقد تربع على عرش الإجرام بالمنطقة لسنتين· وقد خلف اعتقاله ارتياحا كبيرا في أوساط السكان·
والملاحظ أن جل المتهمين بسرقة السيارات من ذوي السوابق العدلية في ميدان السرقة والاتجار في المخدرات والخمور بشتى أنواعها، وحررت في حقهم مذكرات بحث وأنجزت في حقهم محاضر قانونية عديدة في موضوع السرقة الموصوفة وتعدد الجنايات واستعمال السلاح·
وكيفما كان الاحتمال، فإن الواقع الأمني بالشلف مرة أخرى امام خيار صعب وواحد، وهو اعتقال كل الذين يقومون بهذه السرقات، فكل الطرق التي تسلكها عصابات سرقة السيارات إلى الجزائر باتت معروفة، باعتبارها صارت تنتهج وسائل المؤامرات وتوظف الجواسيس المقيمين بجوار الضحايا ممن يفقدون سياراتهم أحيانا في وضح النهار·