كشفت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي مرت بولاية باتنة والمناطق المجاورة لها، والتي ميزها التساقط الكثيف للثلوج التي فاق سمكها العشرين سنتيمترا بالمدينة وزاد عن ذلك في كثير من نواحي الولاية، عن الحجم الحقيقي لمعاناة المواطنين بكثير من البلديات والمناطق الجبلية النائية، وهي ذات المناطق التي توجه قاطنوها خلال السنوات الأخيرة وفي كثير من المناسبات بنداءاتهم إلى المنتخبين المحليين من أجل تفعيل التنمية وفك العزلة عن المداشر والمحيطات الفلاحية بمد المسالك وتهيئة الطرقات الواقعة بين الأحراش والمسالك الصعبة، حيث لم تصمد كثير من المناطق بباتنة لأزيد من 24 ساعة من التساقط المتواصل للثلوج بدء من مطلع الأسبوع المنصرم، حتى أعلن المئات من المواطنين دخولهم في حالة نكبة تامة بعد أن عزلت الثلوج منازلهم وقراهم وحالت دون وصول المواد الغذائية وقارورات غاز البوتان لاستعمالها في التدفئة والطهي، خصوصا بعد أن أعلنت مصالح الدرك الوطني غلق العشرات من الروابط والطرق الولائية والوطنية، لا سيما بالضاحية الشرقية من الولاية والمؤدية إلى مرتفعات آريس، إيشمول، كيمل وإينوغيسن· وقد أجمع المواطنون على أنهم كانوا سيواجهون مصيرا مجهولا لولا أن قوات الجيش الوطني الشعبي تجندت لمجابهة هذه الظروف بتسخير كل الوسائل المتاحة من المعدات والآليات الخاصة بإزالة الثلوج وفتح الطرقات، والجنود الذين اخترقوا الأحراش والثلوج والمسالك الوعرة من أجل الوصول إلى العائلات المنكوبة ومد يد المساعدة للمتضررين بإيصال الغذاء والمؤونة·