تعيش الأوساط الإسلامية حالة من الترقب حيال الوضع الصحي للداعية الإسلامي المعروف فتحي يكن، بعد أن تحدثت مصادر إعلامية عن وفاته أمس إثر إصابته بأزمة صحية حادة، وهو الأمر الذي أسرعت عائلة الداعية إلى نفيه، في حين أكدت أن الداعية يكنئفي ''حرجة جدا'' بعد دخوله في حالة موت سريري بالمستشفى تحت أجهزة الإنعاش الاصطناعي. وكانت قبل ذلك جبهة العمل الإسلامي في لبنان، قد أعلنت نبأ وفاة رئيسها فتحي يكن، وهو ما جاء على لسان مدير مكتبه الذي أفاد بوفاة رئيس جبهة العمل الإسلامي صباحا في مستشفى ''أوتيل ديو'' في بيروت إثر أزمة صحية كان يعاني منها منذ مدة. وتناقلت النبأ وسائل إعلام لبنانية وعربية لعل أبرزها الخبر العاجل الذي بثته قناة الجزيرة القطرية. لكن المسؤولين في الحزب الإسلامي الذي يمثل تيار الإخوان في لبنان، سرعان ما استدرك الأمر وأصدر في وقت لاحق بيانا نفى من خلاله خبر وفاة رئيسها، مشيرة في المقابل إلى أن وضعه الصحي حرج للغاية، خاصة بعد تأكيد الأطباء أن حالته ميئوس منها. ونقلت قناة ''العربية'' عن مصدر قريب من يكن أن هذا الأخير وهو في السابعة والسبعين من العمر ''في حالة موت سريري، على الرغم من أن قلبه موصول إلى آلات بواسطة أنابيب''، وقال بأن اللغط والتضارب في تحديد حالته حصل نتيجة تأكيد الأطباء حالة الموت الإكلينيكي ورفض أقارب الداعية في اللحظة الأخيرة ''نزع الأنابيب عنه''. الداعية فتحي يكن، المعروف بقربه من جماعة ''الإخوان المسلمين''، انخرط في حقل العمل الإسلامي في لبنان منذ خمسينيات القرن الماضي، حائز على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، متزوج وأب لأربع بنات وابن. أنشأ ''الجماعة الإسلامية'' التي تمثل تيار الإخوان في لبنان، وتولى أمانتها العامة ثم رئاستها في المرحلة الأخيرة. يعرفه جميع أبناء التيار الإسلامي في الجزائر، خاصة أولئك الناهلين من نهج حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين الفكرية، كما تتلمذ على يده آلاف الشباب ممن عايشوا أيام الصحوة نهاية الثمانينات، من خلال كتبه المعلمية التي انتشرت حينها على غرار ''ماذا يعني انتمائي للإسلام''، ''أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي''، ''نحو حركة إسلامية عالمية واحدة''، إضافة إلى عدد كبير من الكتب الفكرية والدعوية. تجدر الإشارة إلى أن الداعية يكن، كان من المفترض أن يشارك في ملتقى الراحل محفوظ نحناح الذي ستشرف على تنظيمه حركة مجتمع السلم نهاية الأسبوع، قبل أن يعتذر في آخر لحظة عن حضوره وهو الذي اعتاد على المشاركة الدائمة فيه، وفاء للصداقة الشخصية القديمة التي كانت تربطه بزعيم حمس الراحل.