الدكتور فتحي يكن في ذمّة الله توفي، السبت، الداعية الإسلامي ورئيس جبهة العمل الإسلامي اللبنانية الدكتور فتحي يكن، وذلك إثر وعكة صحية ألمت به، حيث نُقل إلى المستشفى في ضواحي بيروت، ولم تفلح التدخلات الطبية في إنقاذه، وفارق الدكتور يكَن الحياة عن 76 عاما. * * ولعل أبرز ما ميز تاريخ يكن الحركي، هو صلاته بالسنة والشيعة مجتمعين، صلاة جمعة وسط بيروت، في أوج الأزمة السياسية في لبنان العام 2006. * * وقد نعت كل من جبهة العمل الإسلامي وحزب الله رحيل الدكتور يكن على الأمة العربية الإسلامية، في بيانين منفصلين، أكدا فيهما على أن "الوفاء للقائد الكبير يكون عبر المزيد من التمسك بنهجه الإسلامي الأصيل خدمة لقضايا المقاومة والوحدة والنهوض". * وبرحيل فتحي يكن، تكون حركة الإخوان المسلمين-التي ينتمي إليها- قد فقدت ثاني أكبر منظّر لها، بعد الراحل سيد قطب. * * من هو فتحي يكن؟ * وُلد الداعية الدكتور فتحي يكن في طرابلس بلبنان في التاسع من فيفري 1933، وهو حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، متزوّج و أب لولد وأربع بنات. * بدأ العمل الإسلامي في العشرينيات من عمره، حيث انخرط في الجماعة الإسلامية في لبنان في بداية الخمسينيات والتي كان من مؤسسيها، وهي إحدى فروع تنظيم الإخوان المسلمون، وواصل العمل في الجماعة إلى أن صار أمينها العام ، وبات المسؤول الأول عن تنظيم الإخوان في لبنان. * وفي العام 1992 نجح الدكتور يكن في الانتخابات النيابية، مما اضطره لتقديم استقالته من أمانة الجماعة الإسلامية حتى يتفرّغ للعمل النيابي. وبعد أن أنهى عهدته النيابية الأولى، آثر الخلود إلى الراحة ولم يشأ الترشح مرة أخرى وذلك بعد دخوله في خلافات مع الجماعة الإسلامية، حيث يعرف عن الدكتور الطبع الهادئ وتجنّب الدخول في المواجهات، وقد أهلته هذه السلوكات لأن يحظى باحترام كل الطوائف في لبنان. * انفصل عن الإخوان المسلمون وشكل في العام 2006 جبهة العمل الإسلامي التي صارت وعاء يجمع تلامذته والمنتمين لفكره. * * المُنظّر الثاني للإخوان بعد سيد قطب * يوصف يكن بأنه الرجل الثاني في تنظيم الإخوان بعد سيد قطب، فبعد اغتيال رئيس التنظيم الإمام حسن البنا بقيت الجماعة مشدودة إلى سيد قطب الذي استطاع أن يملأ الفراغ الذي تركه البنا، حيث صار المنظر الأول للجماعة والمحدّد لأطرها التفكيرية وأدبياتها العملية، وشكّلت كتاباته "خارطة الطريق" لكل منتمٍ للتنظيم، وبعد إعدامه في 1966، تحوّلت الأنظار إلى فنحي يكن الذي كانت كتباته شبيهة إلى حد بعيد بما كان يكتبه قطب، وهو ما دعا المراقبين للعمل الإسلامي في تنظيم الإخوان إلى أن يطلقوا على يكن اسم "صاحب الصحوة الثانية" والتي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في سبعينيات القرن الماشي وبداية الثمانينيات. * بعد انقسام لبنان إلى فريقين، عارضة وموالاة، اختار يكن صف المعارضة التي كان يرى فيها نبض الشارع العربي والمسلم هناك بعيدا عن أية حسابات طائفية أو مذهبية، ووقف مصليا بالسنة والشيعة معا في إحدى الجمعات في قلب بيروت. * رحل يكن وترك خلفه مؤلفات كثيرة منها: مشكلات الدعوة والداعية، كيف ندعو إلى الإسلام؟ ونحو حركة إسلامية عالمية واحدة، وحركات ومذاهب في ميزان الإسلام، ونحو صحوة إسلامية في مستوى العصر، والمناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين، والشباب والتغيير، والموسوعة الحركية،... لكن كل من انتسب للحركة أو درس تاريخها سيتوقف كثيرا أمام بعض كتبه التي تحمل بصمات منهجه ومنها: الإسلام فكرة وحركة وانقلاب، وأبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، وماذا يعني انتمائي للإسلام، وقطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية، والمتساقطون على طريق الدعوة.