سجلت حالة انهيار عصبي لأستاذة متعاقدة نقلت على وجه السرعة إلى المستشفى، ووضعية صحية حرجة تميزت بآلام وتشنج العضلات وإرهاق وانخفاض الضغط الدموي وانخفاض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 60 غ ل يعيشها المتعاقدون المضربون، هذا ما سجله بيان رقم 27 للأساتذة المضربين عن الطعام منذ شهر تقريبا، رافضين بأي حال من الأحوال إيقاف هذا الاحتجاج إلا إذا تمت تلبية مطلبهم الوحيد المتعلق بإدماجهم في مناصبهم الشاغرة. وعبر المضربون عن الطعام عن استغرابهم الشديد للصمت المطبق من طرف وزارة التربية الوطنية، متسائلين عن أسباب رفضها التحرك نحو تسوية المشكل ومن تم تفادي احتمال تسجيل وفيات وبالتالي الوقوع في الندم حين لا ينفع، داعين في ذات البيان إلى ضرورة إدماج الأساتذة المتعاقدين في مناصبهم الشاغرة مهما كانت تخصصاتهم وإلى إعادة إدماج الأساتذة المفصولين إلى مناصبهم ودفع المستحقات المالية المتأخرة والسعي لتجديدها شهريا، إلى جانب الاستفادة من راتب العطلة السنوية مثلما تنص عليه قوانين المنظمة الدولية للشغل وتثبيت الأساتذة بعد سنة واحدة من توظيفهم. هذا ويعتزم الأساتذة مرة ثالثة الاعتصام هذا الثلاثاء أمام مقر رئاسة الجمهورية، إلحاحا منهم على ضرورة التفاف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا حول مطلبهم المعروف وهو إدماجهم في مناصبهم الشاغرة، وبالتالي وضع نقطة نهاية لما أسموها بمأساتهم وانتشالهم من مصير أسود أمام تمسكهم بخيار الإضراب عن الطعام الذي شنوه منذ شهر تقريبا. وجددت مريم معروف تساؤلاتها حول الصمت المطبق من طرف وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد حيال قضيتهم واتجاه الإضراب الذي شنوه، داعية إياه إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار وضعهم المهني والاجتماعي المزري والرأف بحالهم إذا ما أراد فعلا الهدوء لقطاعه. وقالت المكلفة بالإعلام في اتصال هاتفي ب '' الحوار '' '' الصمت المطبق من طرف الجهات الوصية حيال وضعهم، الأساتذة المتعاقدون يصابون بإحباط نفسي حاد، بل وأشعر أنهم غرباء عن هذا الوطن '' وتستطرد المتحدثة '' لكن مهما كلفنا من خسارة في أرواحنا فإن صمت السلطات المعنية لن يعيدنا لنقطة الصفر ولن يغير قناعتنا بأن الإضراب عن الطعام رغم أنه انتحار بطيء يظل خيارنا الوحيد كوسيلة لبلوغ هدفنا في حياة الدنيا أو الموت '' . وكان الأساتذة المتعاقدون قد تنقلوا الثلاثاء الفارط أمام رئاسة الجمهورية لأجل التجمع ولفت انتباه رئيس الجمهورية، غير أنهم فشلوا في الاعتصام، لكنهم في الوقت نفسه نجحوا في تسليم رسالتهم لممثلي الرئاسة الذين بدروهم طمأنوهم ووعدوهم بالتدخل لدى وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد وتبليغه برسالتهم، لأجل فتح معهم قنوات حوار جادة وفض مشكل إدماجهم في مناصبهم الشاغرة.. وقد عبر المتعاقدون عن سخطهم وتذمرهم الشديدين، واصفين فشلهم في التجمع أمام مقر رئاسة الجمهورية لتبليغ رسالتهم، خنقا للحريات النقابية وخطوة خطيرة لقهقرة تطور النشاط النقابي في الجزائر بعد أن سجل في السنوات الأخيرة تحسنا ملحوظا، ملفتين في الوقت نفسه إلى أن نضالهم النقابي حق يكفله القانون الجزائري والدستور، مما يعني أن تجمهرهم شرعي وضروري ويجب السماح لهم بالاعتصام والتعبير عن مواقفهم وآرائهم، داعين السلطات الوصية إلى إلزامية إسقاط كل الحواجز وفتح قنوات الحوار التي من شأنها تهدئة الأوضاع داخل قطاع الوظيف العمومي.