طمأن والي ولاية غليزان قاضي عبد القادر سكان الولاية بأنه تم تسطير سياسة محكمة وخطة دقيقة للاستجابة لانشغالاتهم، مشيرا إلى أن التنمية في حد ذاتها هي المعادلة المتطورة وليست الهدف المنشود الذي نطمح الوصول إليه ثم التوقف، وأن التنمية هي الهدف الذي لا يمكن تحقيقه دفعة واحدة أو الوصول إليه في لحظة ما، لأن الاحتياجات مطردة ومتزايدة فكلما تم تحقيق هدف إلا وظهرت أهداف أخرى نطمح إلى الوصول إليها· كما طمأن الوالي، عبر ”البلاد” إثر اللقاء الذي جمعنا به بمقر الولاية، المواطنين بأن الدولة سطرت سياسة تنموية واعدة من خلال البرامج المتعددة والتي سيسلم البعض منها، وهناك ما هو قيد الدراسة، ومنها ما هو قيد الإنجاز، ومنها ما سينطلق قريبا· كما طمأن الوالي المواطن الغليزاني بالتكفل بانشغالاته الموضوعية التي تهتم بحياته اليومية من خلال البرنامج الخماسي الذي وضعه فخامة رئيس الجمهورية· كما أشار الوالي خلال حديثه معنا أن غليزان تعتبر من الولايات السهبية التي تمتاز بالأراضي الفلاحية الشاسعة، إذ إن الكثير من سكان الولاية يعتمدون على الأراضي التي تدر عليهم الكثير· كما تمتاز غليزان بالعديد من المواقع السياحية التي لاتزال لحد الساعة مغمورة ولم يفسح المجال لذوي الاختصاص للكشف عنها وجعلها مزارا للسياح، وتعتبر نقطة عبور للعديد من ولايات الغرب الجزائري من خلال موقعها الجغرافي الهام· وللحديث عن آفاق التنمية بهذه الولاية الفتية كانت لنا دردشة مع الرجل الأول في الجهاز التنفيذي الذي تحدث معنا عن الآفاق المستقبلية للولاية·
بداية، ولاية غليزان من الولايات السهبية والفلاحية المعروفة، كيف تقيمون المردود العام، وهل هناك خطة للنهوض بالقطاع ألفلاحي؟ ٌ قاضي: بالفعل، غليزان ولاية فلاحيه لكن العشرية السوداء التي مرت بها البلاد عموما أثرت بالسلب على القطاع الفلاحي· وغليزان تضررت كغيرها من الولايات من تلك العشرية من خلال النزوح الريفي الذي عرفته كافة أطراف الولاية وبقيت الأراضي جرداء لمدة سنوات وتم التفريط في الفلاحة من طرف الفلاحين الذين هجروا الأراضي، لكن السنوات الأخيرة بدأت الأمور تعود إلى مجاريها وعرف القطاع الفلاحي تحسنا كبيرا خاصة في هذا الموسم، وعرف القطاع انطلاقة كبيرة برجوع أغلب الفلاحين إلى القرى والمداشر التي نزحوا منها قبل هذا الوقت وبدأت الحياة تدب من جديد، وبإذن الله ستعود الفلاحة إلى الازدهار من جديد· لدينا مخطط مدروس للنهوض بالفلاحة في المساحات الفلاحية بالجبال، وسيتم تزويد الفلاحين بقطعان المواشي كالبقر والغنم والماعز، إضافة إلى تزويد الفلاحين بكميات من النحل بغية إنتاج العسل، وهذا كله سيكون بإعانة من الدولة، وكل الإعانات المالية التي تقدمها الدولة للفلاحين والموالين ستشمل أيضا التشجير بغرس أشجار الزيتون· وتم الانطلاق في هذه العملية بغية إعطاء وجه جديد للقطاع الفلاحي وتشجيع الفلاحين وأصحاب الأراضي للتشبث بها والعودة مجددا لخدمتها· وحسب المعطيات المتوفرة لدينا فالأمور تسير بخطى ثابتة وستعود الفلاحة إلى سابق عهدها· لكن ما يمكن التركيز عليه في كل ما قيل هو أن الاختيار سيعود بالدرجة الأولى إلى صاحب الأرض أو الذين يريدون خدمة الأرض، فالأبواب مفتوحة والمساعدات المالية ستعطى لكل فلاح يريد خدمة الأرض· للإشارة فإن التجربة تمت على أرض الواقع وأعطت دفعا جديدا للفلاحة، وعليه فخدمة الأرض تبدأ من الفلاح مرورا بالعديد من الهياكل حتى تصل إلى وزارة الفلاحة التي هي المنبع الحقيقي لتوفير كل ما يحتاجه الفلاح· للإشارة فإن وزارة الفلاحة وفرت كل الإمكانيات المادية للكثير من الولايات التي تمكنت من النجاح في خدمة الأرض· كما أضاف الوالي أن أمله هو أن تستفيد غليزان من دعم وزارة الفلاحة خاصة أن كل الظروف متوفرة لإعطاء دفع قوي للفلاحة·
بلغة الأرقام هل لنا معرفة الإنتاج الفلاحي والحيواني بهذه الولاية؟ ٌ الأرقام الخاصة بالإنتاج الفلاحي والحيواني متوفرة لدينا ويمكننا أن نعطيها لكم، لكن في الحقيقة النتائج كانت ضعيفة في السابق، لكنها حاليا بدأت تتحسن تدريجيا، والملفات الخاصة بالأرقام موجودة وعلى العموم النتائج عرفت تحسن فات المعقول خاصة فيما يخص فلح وحرث الأراضي التي كانت في السابق بورا، كما أن تربية الحيوانات استعادت حيويتها من جديد خاصة وان الظروف الأمنية تحسنت كثيرا، والدولة وفرت كل الإمكانيات المادية لمساعدة الفلاح على خدمة الأرض وتربية الماشية من جديد وعلى العموم الأرقام المتوفرة لدى المعنيين بالأمر تجعلنا متفائلين بمستقبل الفلاحة، كما لاتفوتني الفرصة هنا لأذكر بأن الولاية وفرت كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي يحتاجها الفلاح، من جهة أخرى لا بد أن يعلم الفلاح أن الدولة تتكفل بتوفير الإعانة، وما على المواطن سوى التقدم إلى المصالح الفلاحية وسيستفيد من كل الحوافز التي تخص الأسمدة والتشجير بدون فوائد، ويدخل ذلك في إطار تثبيت الفلاح في محيطه، بتوفير الضروريات اللازمة التي يحتاجها وهذا حتى نمكن كل الفلاحين من العودة إلى أراضيهم والعمل بها بغية ضمان دخل يقيه شر البطالة·
إذن هل يمكن القول إن ولاية غليزان قادرة على التكفل بالشباب البطال؟ ٌ الشباب معني بهذه التحفيزات والتسهيلات التي توفرها الدولة، زيادة على الأجهزة المسخرة له لينطلق في الحياة الكريمة بدعم من الدولة على غرار لكناك، ولونساج، ولونجام، وللشباب الذي يفضل اقتحام الحرف والورشات اليدوية على مستوى كل القطاعات سواء على مستوى الغابات أو الري أو الأشغال العمومية· كما لايفوتني التذكير هنا بأن المبلغ المالي المقدم للشباب البطال لم يمنح دون مقابل، لكن الدولة تمنح هذا المبلغ المالي للفئات الشبانية التي تلتحق بالمصالح المحلية أو التي توجه لأداء خدمة يحصل من خلالها على منحة، لكن التنمية المستدامة تخص الشباب والفلاحين أكثر للعمل في أراضيهم·
هل تعاني غليزان من وجود سكنات هشة وفوضوية كغيرها من ولايات الوطن؟ ٌ ككل ولايات التراب الوطني،· غليزان بها سكنات هشة تتطلب عملية كبيرة للقضاء عليها، وبرنامج السكن المخصص لغليزان يقدر بأكثر من أربعين ألف سكن بمختلف الصيغ، كالسكن الاجتماعي والسكن الريفي والسكن التساهمي، وهذا العدد الكبير من السكن المخصص للولاية كنا في السابق لا نسمع به إلا في العاصمة، لكن اليوم بعض الولايات الداخلية استفادت من هذا الكم من السكن والهدف منه هو القضاء على ندرة السكن· الأرقام المتوفرة لدينا حاليا تفيد بأن السكن الهش بالولاية يقدر بحوالي 13 ألف وحدة سكنية، لكن البرنامج الخماسي لفخامة رئيس الجمهورية سيعطي دفعا قويا للولاية·
هل يمكن القول إن غليزان مكتفية في مجال السكن بصيغه المختلفة؟ ٌ لا بد من الإشارة إلى أن ولاية غليزان استفادت من مشروع ضخم في مجال السكن بصيغه المختلفة يتعدى 40 ألف سكن، وهذا المشروع الضخم كافٍ لاستفادة كل المحتاجين، لكن المشكل الذي نعاني منه هو التصرفات غير المسؤولة للمواطن وحتى بعض المسؤولين· وسنشرع بإذن الله في إنجاز هذا العدد الضخم من السكنات، وقد قمنا بإحصاء عدد الطلبات على مستوى الشؤون الاجتماعية بالبلديات، لكن الغريب في الأمر أنه عندما قمنا بعملية الإحصاء تبين أن الكل غير ساكن، لكننا قمنا بمراجعة كل الطلبات المتواجدة على مستوى اللجان لأن هناك من قدم اكثر من 5 ملفات· وللحد من الاستفادات العشوائية وضعنا لجنة خاصة للقيام بعملية التحقيق على كل مستفيد من سكن خلال الثلاثة أشهر التي تلي استفادته من السكن، فاكتشفنا من خلال التحقيقات التي أجريناها أن كل الذين استفادوا من السكنات لايقيمون بها، وبالتالي فهناك علامة استفهام، لأن الذين استفادوا هم غير محتاجين، وهم ينتظرون الوقت المناسب للقيام ببيعها، لكن من جهتنا قمنا بسحب هذه السكنات من أصحابها بغية ردع كل المتحايلين على القوانين·
ماذا عن الحالة العامة لطرقات الولاية خاصة البلدية منها، وماذا عن واقع ربط المناطق الريفية بشبكات المياه وغاز المدينة؟ ٌ من ناحية الكهرباء الجزائر تعتبر أحسن دولة في العالم من هذا الجانب· وغليزان استفادت من مادة الكهرباء بحوالي 98 بالمائة· وشخصيا لم أتلق أي طلب من مواطن يشتكي من عدم استفادته من الكهرباء· أما من ناحية الغاز فولاية غليزان مستفيدة بحوالي 58 بالمائة، أما فيما يخص الماء الشروب فغليزان كانت تعاني من نقص في هذه المادة لكن منذ فترة قصيرة استطعنا أن نقضي على مشكلة نقص المياه وأصبح أكثر من 80 بالمائة من سكان الولاية لايعانون من نقص الماء الشروب 24 ساعة على 24 ساعة·
ما جديد التنمية بالولاية، وهل هناك توازن في المشاريع على مستوى أرجاء الولاية؟ ٌ بالفعل هذا أمر لا مفر منه، فالتوازن في المشاريع على مستوى أرجاء الولاية موجود، ونحن في ولاية غليزان قمنا بتحضير البرنامج الخماسي، وقدمناه للحكومة وتم التأشير عليه من طرف مجلس الحكومة تبعا لقرار رئيس الجمهورية الذي أقر البرنامج الخماسي للنهوض بكل القطاعات، والبرنامج الخاص بولاية غليزان انطلق· كما أن غليزان كغيرها من ولايات الوطن لها مشاريع إنمائية تم الانتهاء منها، وأضفنا بعض المشاريع الجديدة التي تدخل ضمن البرنامج الخماسي الذي سيعطي نهضة حقيقية للولاية التي كانت تعاني من بعض النقائص في بعض المجالات· وعليه يمكن القول إن بلديات ودوائر غليزان أصبحت اليوم عبارة عن ورشة حقيقية بفضل المشاريع التي تقام هنا وهناك بدءا من تهيئة الطرقات وإنجاز الجسور أو بناء المؤسسات التعليمية أو البرامج السكنية الضخمة التي عرفتها الولاية في السنوات الأخيرة·
غليزان من الولايات الفلاحية، ماذا عن الجانب السياحي، وهل هناك بعض المواقع الأثرية التي تشتهر بها الولاية؟ ٌ فيما يخص السياحة، فإن الجزائر كلها تعتبر مناطق سياحية، ولكل منطقة من الجزائر تقاليدها، والصحراء الجزائرية يكفيها فخرا أنها مضرب الأمثال في المجال السياحي، دون أن ننسى المناطق الأخرى كالشرق الجزائري الذي يزخر بالعديد من المواقع السياحية كتيمقاد وجميلة وغيرها، دون أن ننسى مناطق الساحل التي لها طابعها السياحي الخاص بها· وغليزان من هذا الجانب لا تختلف عن الولايات الأخرى خاصة أنها تتوفر على العديد من الآثار الرومانية·
هل هناك تكفل بالشباب البطال ومساعدته على ممارسة الفلاحة والمهن الأخرى؟ ٌ لا بد أن نكون صرحاء وأن نقول الحقائق لبعضنا البعض، فمثلا بولاية غليزان الشغل ليس مشكلا إطلاقا، لكن المشكل يتمثل في شبابنا، والمشكل معروف لدى الجميع وكلنا نريد أن نكون مسؤولين ولسنا عمالا، كما أنه يجب الإشارة إليه أن أبناءنا يبحثون عن الإدارة فقط أو البحث عن وظيفة عون أمن· كما أصبح الكثير من أبنائنا يلجأون للحلول السهلة، والمتمثلة في الاقتراض من الدولة وتكوين مؤسسة حتى ولو كانت غير ناجحة منذ البداية وهو الأمر الذي لايؤدي بنا إلى الطريق الصحيح، كما أصبحت الكثير من الشركات الكبرى الخاصة بالبناء أصبحت تعاني عجزا في اليد العاملة وأصبحنا نبحث عن اليد العاملة من خارج الوطن، وبالتالي فمشكلة البطالة لاتعاني منها الجزائر إطلاقا· بكلمة مختصرة كيف تقيمون التنمية بالولاية؟ ٌ ما يمكن قوله هو أن ولاية غليزان خصص لها برنامج يمتد إلى 2014 ككل ولايات الوطن، وبه يمكن الوصول بالولاية إلى الرقي والتقدم شريطة أن يكون أبناؤنا في مستوى الطموحات المعلقة عليهم، خاصة أن الدولة خصصت مبالغ مالية ضخمة بغية النهوض بكل القطاعات والقضاء على التبعية· وما يجب التنويه به هو أن غليزان خصصت اكثر من 2700 هكتار للفضاء الصناعي الذي يعتبر من أكثر القطاعات ليس على مستوى الجزائر بل على مستوى إفريقيا، لأن الوعاء العقاري المخصص يعتبر هاما جدا ولا·