على الرغم من أن ديوثة المصريين في مطار القاهرة ترمي جوازات سفر الرعايا الجزائريين كما يرمي البائع الدلاع من الشاحنة ويحتفل بعض الجزائريين بذكرى انتصار قائد بربري مزعوم على فرعون قبل 2959 سنة ويؤرخون وفق حساباتها، على الرغم من ذلك أقول، فإن مصر أم الدنيا شكلت بالنسبة للجزائر نموذجا يقتدى في ميدان فبركة الرجال والمال وطيب الحال فيها يتنافسون ويتبارون ويغنون وليس فقط في ميدان الجلدة المنفوخة التي تصنع نخوة الأنصار لمدة محدودة، قبل أن يعود كل طرف للنجيب والخوار على نفسه أو على غيره! مصرأم الدنياأو أم العرب كما يلح المصريون أنفسهم على تسميتها أمة بتعداد 70 مليون، بعضهم يعانون من مشكلة بطون وهذا بعد أن أوكلت مهمة توفير منصب العمل والعيش لرجال الأعمال بدل الدولة نفسها التي نفضت يدها ممن يسمونهم هناك قططا سمانا! أو رأس فكرون عندنا وفوق ذلك تعاني من غياب مشروع علمي كبير، دون أن ينقصها لا الماء لأن النيل بين يديها ولا الرجال وهم بالقنطار. والجزائر التي كانت كعبة الثوار نسجت على المنوال المصري وليس التركي ولا الكوري ثورة ثروة، ونظام جديد لم يعد فيه حضور للدولة إلا كحضور الرعيان في أستراليا لمراقبة قطعان الأغنام من الطائرة! وهكذا ناب عنها القطط السمان الذين يخرجون في كل مرة رؤوسهم كالفئران من الجحور لإعلان جملة مشاريع آخرها في العمران بواسطة أموال بنوك عمي موح! الأخبار تفسر عجز هؤلاء بكونهم لا يحسنون اللغة وهو المجال الذي حثث عليه السلطة... ليس من باب من تعلم لغة قوم آمن شرهم، وإنما من باب أن يصبح الواحد خماسا عندهم. وحين يتضح بأن واحدا لا من هؤلاء ولا هؤلاء يحسنون اللغة، والأصح ليسوا مثقفين أن مستواهم التعليمي والثقافي صفر كحدوة الحصان، يتضح أولى خطوط البلاد الذي أصاب هذه البلاد في الأحشاء! مصر التي قدم لها فاروق الباز عالم الفضاء الشهير مشروعا من 11 نقطة للخروج من التخلف يقول إنه حوله إلى درج العسكر عامين قبل أن ينسوه! وتونس التي قدمت أحد العلماء وهو الذي صمم الكاميرات التي أرسلت الصور الأولى من المريخ، عزف صاحبها عن تقديم أي شيء لبلده الأصلي لأنه يعرف مصيرها! في حين أن الجزائر ضحكت على أفضل عالم عندها هو بوناطيرو في الكراف ولمراقبة الزلازل وفي الترشح للانتخابات.وعندما توكل مهمة العلم والشغل للقطط السمان، ويمشي العالم الذي يزن رأسه دولة وراء خباط كراعو الذي يتوقف العلم عنده فعلى كل شيء السلام