كشفت تقارير وتسجيلات ”فيديو” بثت عبر شبكة ”الانترنت” أنه يجري التنكيل في ليبيا بمرتزقة أفارقة معتقلين لدى فئة من الثوار، على وقع هتافات ”الله أكبر”، حيث خرجت هذه الممارسات، وفق تقرير لقناة ”العربية”، على القانون العام والتعامل الإنساني، وحتى عن تعاليم الإسلام بضرورة التعامل السمح مع الأسير· ويظهر في الفيديو الذي تم وضعه في ”يوتيوب” منذ 10 أيام، شاهده خلالها 93 ألفا، أن ”الثوار” وضعوا المعتقلين الذين قادهم فقر مدقع للتعامل مع القذافي، داخل أقفاص مخصصة أصلا للحيوانات، ربما بعد أن ضاقت سجونهم بمعتقليها، ونراهم وقد سدوا أفواههم بقطع قماش من علم ليبيا القذافية الأخضر، ثم راحوا يتجبّرون عليهم وهم مذعورون· والفيديو شاهده الأجانب بشكل خاص، وفق ما يبدو من تعليقاتهم على لقطاته بالإنجليزية، وجميعها تعكس الاستغراب من التنكيل الذي يلحق بمن جاؤوا كمرتزقة بشكل خاص من تشاد والنيجر، وهي بلاد فقيرة وجائعة على الحدود مع ليبيا، ومعظمهم قد لا يدري ما هي ليبيا ومن هو القذافي· ونقرأ التعليقات التي كتبها من شاهدوا الفيديو من الأجانب، فنجدها تربط المعاملة الوحشية بالإسلام فتسيء بعباراتها للدين الحنيف، خصوصاً أن تقريرا صدر الأسبوع الماضي عن الأممالمتحدة يؤكد استمرار احتجاز الثوار لأكثر من 60 بالمائة ممن تم اعتقالهم زمن الثورة على يد العقيد القتيل· ولا ندري، وفق تقري قناة ”العربية”، ما هو هذا الصوت الذي صدر في الفيديو، وبدا كأنه رصاصات أطلقوها على أحدهم داخل القفص الحيواني، أو ربما ضربة سيف هوى على عنقه، أو لعلها بداية لحفلة جلد بالسياط، وبها انتهى الشريط· وفي الأثناء، فشلت لجنة الأممالمتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بليبيا في تحديد أسباب معمر القذافي ونجله معتصم· وخلصت لجنة التحقيق الدولية بشأن ليبيا في تقرير نشر ليلة أول أمس، إلى أن العقيد القذافي ونجله اللذين أسرهما بشكل منفصل في العشرين أكتوبر الماضي مقاتلون من مصراتة، ماتا بعد ذلك بقليل في ظروف غير واضحة· وأوضح التقرير أن ”اللجنة غير قادرة على الجزم بأن موت معمر القذافي كان اغتيالا غير قانوني، وتطالب باستكمال التحقيق”·
كما كشف التقرير الأممي أن العقيد الذي حوصر في الصحراء بعد أن أصاب هجوم صاروخي شنته قوات المعارضة وحلف شمال الأطلسي قافلته التي حاول الهروب فيها في أكتوبر الماضي كان يريد فيما يبدو خوض معركته الأخيرة عندما ضيق أعداؤه الخناق عليه· وحاول نجله المعتصم ومساعدوه إقناعه بمحاولة الفرار بينما كانوا يزحفون فوق الرمال وسقطت أسلاك كهرباء من محول مدمر على رأسه وإصابته شظايا قنبلة أخطأت هدفها بعد أن رماها واحد من رجاله· وجاءت تفاصيل الساعات الأخيرة لحياة الرجل الذي حكم ليبيا لأربعة عقود في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي شكلت في مارس العام الماضي بعد اندلاع الانتفاضة ضده· وقال التقرير إن القذافي الذي عزل مع عدد قليل من رجاله داخل منزل تحاصره قوات المعارضة من كل جانب ”قيل إنه كان يريد البقاء والقتال لكنه اقنع بالفرار”·
من ناحية أخرى، أسست جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بالاشتراك مع ”إسلاميين” آخرين، حزبا جديدا من المنتظر أن يكون طرفا رئيسيا في أول انتخابات تجرى في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي· وستتنافس أحزاب ”إسلامية” و”علمانية” في الانتخابات التي تجري في جوان القادم لعضوية جمعية وطنية ستضع مسودة دستور جديد لليبيا· ويقول محللون سياسيون إن من المرجح أن تظهر جماعة الإخوان المسلمين، كأكثر القوى السياسية تنظيما وطرفا رئيسيا في ليبيا المصدرة للنفط التي قمع فيها بشدة ”الإسلاميون” مثل كل المعارضين طوال 42 عاما·