توعّد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قادة الثوار والمجلس الانتقالي في ليبيا، بتحويل نهارهم إلى ليل وحياتهم إلى جحيم انتقاما وثأرا لتعذيب والده وشقيقه المعتصم، وكل من كان معهما، وقتلهم بطريقة بشعة. وقال سيف الإسلام الذي ما يزال مكانه غير معروف لقادة الثوار وحلف الناتو، أنه لن يكف عن المقاومة والسعي للانتقام لدم والده وشقيقه وكافة ضحايا الحرب في ليبيا ولو ''بعد خمسين عاما''. وخاطب سيف الإسلام، في رسالة نشرها موقع الإخباري ''سيفن دايز نيوز'' ، المقرب من نظام والده، الثوار وقادة ليبيا الجدد بشكل مباشر، بقوله لهم ''لقد أشعلوا النار فليتحملوا الحريق، ولقد أهدروا الدم فليجر نهر الدم، فلن نرحمهم أبدا''، ملمحا لأنصاره وأتباعه باستهداف أماكن تواجدهم في المنازل والسيارات وأماكن العمل، في رسالة واضحة تشير إلى إعطائه الضوء الأخضر للشروع في عمليات ثأرية باستعمال السيارات المفخخة والكمائن من طرف فرق خاصة بالاغتيالات. وأضاف سيف الإسلام الذي تردد بشأنه أنه حمل لواء المقاومة في ليبيا، خلفا لوالده المغتال، في معرض خطابه وتهديده ووعيده لقادة الثوار والمجلس الانتقالي، أن حلف الناتو حتى وإن لم ينسحب فإنه لن يستطيع حماية هؤلاء في بيوتهم وفي سياراتهم وفي أعيادهم وفي أماكن عملهم. وبدا من خلال ما سلف ذكره أن سيف الإسلام القذافي أصدر رسالته خلال الساعات القليلة الماضية، من خلال حديثه عن تأجيل انسحاب قوات حلف الناتو من ليبيا. كما خاطب النجل الأكبر للقذافي من زوجته الثانية، أنصاره والموالين لنظام والده، قائلا ''لن أقبل عزاء في والدي ولا في إخوتي حتى أنهي مهمتي وأنجز واجبي ولو بعد خمسين سنة''، قبل أن يضيف بالقول ''أما الأوفياء من الشعب الليبي فإنّي أقول لهم لو كنا نريد التراجع لتراجعنا قبل أن ندفع كل هذا الثمن، لكن الآن نحن تجاوزنا خط الرجوع بزمن، تجاوزناه بالدم الذي سال، وبالتفنن في محاولة إركاع رجال شامخين لا يعرفون الركوع إلا لله''. كما تضمنت رسالة سيف الإسلام القذافي شقا موجها لأفراد عائلته المتواجدين بالجزائر والنيجر، حيث قال ''إنني أطمئن عائلتي، والدتي وإخوتي أنني على ما يرام، وإنني كما عرفوني دائما لا يمكن أن أخون وصية والدتي حيا، فكيف أخون وصيته ودمه ميتا''. وأشارت سيف الإسلام في رسالته، إلى أن القضية لم تعد اليوم مسألة استرجاع تاج ضائع، وإنما ''قضية مقاومة واسترجاع وطن واسترداد شرف''، مركزا على أنه ينظر للأمور في الوقت الراهن من زاوية أخذ بالثأر وانتقام لضحايا الحرب على ليبيا. وفي هذا الإطار، شدد صاحب الرسالة على أن الحرب في ليبيا لم تنته، مشيرا بقوله ''البعض يرون أن كل شيء قد انتهى، لكن الحقيقة أن كل شيء قد بدأ الآن''، مضيفا أن ما حدث من تنكيل وتعذيب لشقيقه ووالده من طرف قوات الانتقالي يدفعه ''بكل قوة إلى أن أحول نهارهم إلى ليل وحياتهم إلى جحيم، وأن أزرع حولهم الموت زرعا أينما كانوا''. وكشف سيف الإسلام في ختام رسالته، عن أنه اقترح على والده المغتال قبيل سقوط العاصمة الليبية بأيدي الثوار، نسف مطار طرابلس، غير أن العقيد الليبي رفض ذلك، على حد قوله، مضيفا بلغة غضب مشحونة بالرغبة في الثأر ''لقد كان معمر القذافي رحمه الله ينهانا عن حرقهم وكنا نستطيع ذلك، وينهانا عن حرق آبار النفط وقد اقترحت عليه قبل سقوط طرابلس نسف المطار فرفض، لكن اليوم من يحميهم منا؟ ومن يرحمهم''. كما وعد نجل العقيد الليبي والدته وشقيقته بالثأر لدم القذافي والمعتصم، بقوله ''سأحرقهم حتى تبتسم الوالدة، الحاجة صفية وترضى.. وحتى تزغرد عائشة ويفرح قلبها.. وحتى يرجع الفرح إلى كل قلب زرعوا فيه الحزن في ليبيا''. المجلس الإنتقالي يدفن جثماني القذافي ونجله في مكان سرّي وسط الصحراء أكد متحدث باسم المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا، أنه تم دفن جثة ''الزعيم'' الراحل معمر القذافي، في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، في الوقت الذي ما زالت فيه كثير من التساؤلات حول الظروف التي تحيط بمقتله، إضافة إلى أنباء عن ''إعدام'' عشرات آخرين. وذكرت التقارير أنه تم كذلك دفن ابن القذافي معتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس في ذات المكان ''غير المعلوم''، حسب ما ذكر أنيس الشريف، المتحدث باسم المجلس العسكري لطرابلس التابع للمجلس الإنتقالي الليبي. وقال الشريف إن السلطات الليبية الجديدة سمحت لأعضاء في قبيلة القذافي بأداء صلاة الجنازة على جثمانه، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. يأتي دفن القذافي بعد خمسة أيام على مقتله في مدينة ''سرت''، مسقط رأسه، والتي سيطر عليها الثوار الخميس الماضي، وبعد عرض جثته أمام العامة في سوق للحوم بمدينة ''مصراتة''، إلى جانب جثة نجله المعتصم ووزير دفاعه السابق أبو بكر يونس. وبعد يوم على مقتله، أصدرت أسرة القذافي بياناً دعت فيه الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى الضغط على قادة ليبيا الجدد لتسليم جثث ''الشهداء'' إلى قبيلتهم، من أجل دفنهم وفقاً للشعائر الإسلامية. وفي وقت سابق الإثنين، قال المتحدث باسم الذراع العسكري للمجلس الوطني الإنتقالي في طرابلس، أنيس الشريف، إن القذافي قد يوارى الثرى الثلاثاء، بينما كان مسؤولون آخرون قد ذكروا أن دفنه قد يتأخر بضعة أيام، للسماح لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية التحقق من جثته، إذا ما طلبت المحكمة ذلك. وكان رئيس المجلس الإنتقالي، مصطفى عبد الجليل، الذي يقود البلاد حالياً، قد أعلن الإثنين تشكيل لجنة لبحث كيفية التعامل مع جثة الزعيم السابق. وقد جاءت تصريحات عبد الجليل رداً على دعوات متزايدة من قبل المفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ''أمنستي''، لإجراء تحقيق حول مقتل القذافي. وقالت مفوضية حقوق الإنسان ''نحتاج للمزيد من الأدلة من أجل معرفة ما إذا كان القذافي قد قتل خلال المعركة أم بعد اعتقاله''، وأضافت ''هناك تسجيلات فيديو للقذافي يظهر في بعضها على قيد الحياة، ولكنه يعود فيظهر ميتاً في أخرى، وهذا أمر مثير للإرتباك''.