اهتزت عشية أول أمس المنطقة الصناعية 24فيفري (بالما سابقا) على وقع انفجار ضخم سمع دويه من مسافات بعيدة بمصنع للمواد العازلة و كان وراء نشوب حريق مهول أتى على جزء كبير من محتويات المؤسسة ومخازنها بعد اشتعال مادة ''البولستيرال'' واختلاطها بمادة الزفت مما تسبب في وفاة عاملين وفقدان ثالث وإصابة آخرين بجروح خطيرة. واستنادا إلى شهود عيان التقتهم االبلاد''، فإن الأمر يتعلق بانفجار إحدى الحاويات المحملة بالمادة الأولية لصناعة البوليستيرين، التي بقيت لأكثر من أسبوع بالميناء قبل أن تشحن إلى مصنع الرمال العازلة لصناعة الفلين و''البولستيرين'' وهو مصنع تابع لأحد الخواص، وحسب أحد العمال - نجا بأعجوبة من الحادث- فإن انفجار الحاوية حدث لحظة قيام أربعة عاملين بفتحها وهو الأمر الذي سمح للأكسجين بالتسرب إلى داخل الحاوية المضغوطة بفعل بقائها لمدة طويلة عرضة لأشعة الشمس وكان وراء الانفجار، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية التي سخرت جميع وحداتها دون أن تتمكن من السيطرة على الحريق المهول، إلا بعد منتصف الليل أي بعد 5 ساعات كاملة وبعد 12ساعة، تمكنت عناصر الحماية المدنية من إخراج أولى الجثث وتتعلق بشخص المرحومئ''سليم بن ساسي ''36 سنة في حالة متقدمة جدا من التفحم نقل إلى مصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي ابن باديس أين تم التعرف على هويته وقبلها توفي المدعو ''عمي رشيد'' في العقد السادس من العمر يشتغلئ سائقا متأثرا بجروحه بعد انفجار الحاوية وسقوطها فوق مقطورة الشاحنة التي كان على متنها وقد تفحمت جثته أيضا. وقد استمرت جهود عناصر الحماية المدنية في البحث عن عامل ثالث اعتبر في عداد المفقودين إلى ساعات متأخرة من مساء أمس. وعلمت ''البلاد'' أن أحد عناصر الحماية المدنية تعرض بدوره إلى جروح خطيرة بعد أن كان يقدم الدعم والمساندة لزملائه بعد دقائق من اندلاع الحريق الذي غطى الدخان المتصاعد بسببه مساحات واسعة من فضاء المدينة ويخضع حاليا إلى العناية بمصلحة الحروق بالمستشفى في انتظار إجرائه لعملية جر احية حسب مصادر طبية، إضافة ذلك تعرض عاملان آخران إلى جروح متفاوتة الخطورة وقد تم إسعافهما بعد نقلهما إلى المستشفى وقد غادراه في نفس الأمسية. إلى ذلك، قامت مصالح الأمن بتطويق المكان ومنع الدخول إليه خوفا من انفجارات أخرى على اعتبار أن المصنع به مواد سريعة الالتهاب. وحسب ما اطلعت عليه ''البلاد'' فإن الحريق مس جزءا كبيرا من المخزن التابع للمصنع والذي كانت به بقايا مادة ''البولستيران'' وشاحنة نصف مقطورة احترقت بصفة كلية، وقد فتحت المصالح المختصة تحقيقا في ملابسات الحادث المأساوي الذي أرعب القسنطينيين.