أكد أول أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أنه ''لا يمكن لأي سياسة أن تنجح إلا إذا كان أساسها ومحورها وهدفها الشباب''. وشدد على الأخذ بعين الاعتبار عنصر الشباب كمحور مهم في رسم أي سياسة مستقبلية، وهذا وفقا للمتغيرات والمستجدات الوطنية من خلال التكفل بطموحاته والاهتمام بتطلعاته''، مؤكدا أن ''الاهتمام بالشباب هو الاهتمام بالمستقبل''. وأضاف بلخادم أن ''الشباب ليس مشكلة للجزائر وليس نقمة عليها بل هو نعمة وذخر للبلاد وهو عمادها ومستقبلها. وقال عبد العزيز بلخادم، خلال كلمته في افتتاح فعاليات الجامعة الصفية بالمركب السياحي ''الأزرق الكبير'' بتيبازة: ''علينا ألا ننساق وراء الطروحات السوداوية والنزعات التشاؤمية التي تثبطّ العزائم والهمم''، منتقدا بالقول إن مثل هذه ''الطروحات ترمي الشباب إلى الضياع وعدم الإحساس بالمسؤولية ونكران الذات والكفر بالانتماء والتشكيك في وطنيته''. ودعا الأمين العام لحزب الأغلبية الشباب الجزائري إلى التغلب على نزعة اليأس والقنوط ونزعة السلبية والاتكالية، وحثه على المبادرة والمساهمة في صنع مستقبله. كما شدّد في السياق ذاته على ضرورة مساهمة النخب السياسية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام في إثراء وتوسيع فضاءات الحوار والتواصل مع الشباب. وعدّد عبد العزيز بلخادم في سياق اعترافه بالواقع المر الذي يعيشه الشباب الجزائري الآلام والمفاسد التي تنخر المجتمع بالقول: ''لا يمكننا أن نخفي الحقائق وهي حقائق مؤلمة، هناك ظاهرة الحرافة وآفة المخدرات والعنف وإحساس الشباب بالتهميش والغبن والإقصاء''. وأردف مؤكدا أن ''معاناة الشباب هي معاناة المجتمع والدولة''، مذكرا بأن لهذه الآفات أسبابها ودوافعها ولها كذلك علاجها، مشيرا إلى أن المشكلات التي يعانيها الشباب الجزائري يعانيها منها الشباب في مختلف بلدان العالم . ولكن، يضيف الأمين العام للحزب العتيد، ''هذا لا يخفي أو يدفعنا لتجاهل وجود مليون و200 ألف طالب على أن يصل هذا العدد إلى مليوني طالب جامعي قريبا وتسعة ملايين تلميذ في مختلف أطوار التعليم و600 ألف متربص في قطاع التكوين المهني''. وعرج الأمين العام للأفلان على التذكير بمآثر شباب الأمس الذين كانوا أبطالا للمقاومة والتحرير، لأنهم آمنوا بوطنهم وعبقرية أبنائه التي كانت عاملا حاسما في اندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة. كما حث شباب اليوم على استلهام العبر والدروس من جيل نوفمبر لبناء نهضة جديدة، مؤكدا أن الاستقلال أمانة يجب صيانتها، ورسالة مقدسة يجب أن تتجسد في القيّم والأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الشهداء. وأشار بلخادم إلى أن الحزب يريد من خلال الجامعة الصيفية إحداث نقاش معمق وواع ومسؤول، يحلل ويقترح وللخروج بمقاربة عملية هادفة تستند إلى رؤية سياسية واضحة في فائدة الشباب بإشراكهم في طرح قضاياهم وتقديم تصورات لحلول ناجعة وموضوعية.