استعرض أمس مشرعون أمريكيون خبراتهم في التعامل مع القضايا التي تهم ناخبيهم أمام نواب المجلس الشعبي الوطني في دورة تكوينية من ثلاثة أيام. وأظهرت تدخلات الوفد البرلماني الأمريكي الذي يضم أعضاء في المجالس التشريعية في ولايات أيوا ، كولورودو، وتكساس واركنساس، توفر المشرعين الأمريكيين على هامش تحرك وحرية واسعة في التعامل مع الملفات المطروحة بشكل يضعهم أحيانا في تناقض مع أحزابهم والحكام وهم من نفس الحزب والصدام أحيانا مع زملائهم من نفس الأحزاب في ولايات أخرى في الصراع على الاحتفاظ بالمصانع في مقاطعاتهم عند قيام شركات صناعة بإعادة هيكلة وحداتها الإنتاجية. وأجمع المتدخلون الأمريكيون في استعراض سياسي يروج للديمقراطية الأمريكية على أن مصلحة الناخبين والمبادئ الشخصية ثم تأتي مصالح الولاية التي يعمل العامل الأساسي في عملية صنع السياسة العامة والتشريع. وقال السيناتور جاك هاتش عن ولاية ايوا إنه حدث له أن صوت ضد توجهات حزبه في البرلمان مشيرا إلى المناورات التي تتم عند التصديق على المشاريع وعمليات الاستقطاب التي تتم بين ممثلي الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري وقال إن ما يتم هوما يجعل العمل السياسي مثيرا وممتعا. وقالت ايلين روبرتس النائبة الجمهورية في مجلس الممثلين لولاية كولورادو إن الأولوية في سلوكها التشريعي للناخبين ولأفكارها وقيمها. ولم يدرج المتحدثون أي عوامل أخرى تحرك مشاركتهم في صنع السياسة العامة وخصوصا جماعات الضغط الفاعلة جدا في توجيه المشرعين الأمريكيين. وفي تدخل له في المناقشة لفت النائب محمد خندق عن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الانتباه إلى الفوارق الكبيرة في النموذجين الجزائري والأمريكي، فالحاكم في الولاياتالأمريكية منتخب بعكس الولاة في الجزائر المعينين. وأضاف أن التعليمة الصادرة مؤخرا عن رئيس الحكومة للولاة لإشراك المنتخبين الوطنيين في القرار لن يكون لها اثر عملي على الميدان لأن التنفيذ في الأخير يرجع لتقدير الوالي في غياب تقاليد حوار مع ممثلي الشعب. وطرح المتحدث عائق غياب قانون أساسي لممثلي الشعب في أداء مهمتهم. لكن ممثلة مجلس نواب كولورادو ردت عليه بالقول إنه رغم اختلاف النموذجين الجزائري والأمريكي فإن الهدف واحد هو خدمة الناخب والدفاع عن مصالحه. وأكد نائب حركة الإصلاح الوطني رشيد يايسي في تدخله على وجود اهتمامات مشتركة وكذا حاجة البرلماني الجزائري إلى اكتساب تجارب في المجال التشريعي. للإشارة افتتاح أشغال هذا اللقاء اشرف عليه الدكتور مسعود شيهوب نائب رئيس المجلس واكد خلاله أن هذا اللقاء يهدف إلى ''نسج علاقات جوارية بين المنتخب والشعب'' قصد تطوير علاقات ثقة مؤسسة على الاستماع والتفهم الضروريين لمساهمة أعضاء المجموعة المحلية (...). وأعرب عن أمله في أن تمكن مثل هذه الورشات الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية من التعرف كل منهما على تجربة الطرف الآخر بخصوص كل ما يتعلق بالعمل البرلماني ومجريات العمل التشريعي. كما سيسمح هذا اللقاء بتبادل ''التطبيقات المفيدة وتكثيف العلاقات بين المجالس التشريعية (نوابا ومساعدين برلمانيين)''. وأكد ''يكمن أملنا في الاستفادة المتبادلة من تجارب بعضنا البعض بما يقوي الأداء التشريعي مع حفاظ كل طرف على خصوصياته''.