تواصلت أمس أشغال الورشة التكوينية حول عمل البرلماني على مستوى دائرته الانتخابية حول كيف وبأي طريقة يمكن للمنتخب التقرب من المواطنين، التي ينظمها المجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع مؤتمر المجالس التشريعية للولايات الأمريكية، بالتطرق إلى مناهج وطرق الاتصال وترقية مبادئ الديمقراطية التمثيلية وكذا موضوع البرلماني بوصفه وسيطا وفاعلا أساسيا في البحث عن مشاركة المواطنين، وجهة النظر الجزائرية بخصوص هذه المواضيع. وقد استعرض البرلمانيون الأمريكيون في جلسات اليوم الثاني للورشة، الممارسات الجيدة التي جمعوها من خلال العمل على المستوى المحلي وعن طريق الاستماع إلى وجهات نظر هؤلاء وانشغالاتهم وتظلماتهم وأبرزوا الدور الذي يمكن أن تلعبه النشرات الإخبارية والمكاتب الانتخابية واستخدام التكنولوجيا للمساعدة على فهم القضايا وطنية كانت أم محلية، كما تناول المتحدثون دور الموظفين في تعزيز هذه الممارسات وتنفيذها على أرض الواقع. وفي جلسة ترقية مبادئ الديمقراطية التمثيلية، تم استعراض أفكار لفهم مسائل حساسة مثل الأخلاقيات، نفوذ المصالح الخاصة، الصراع السياسي والاتصال بين المشرعين، والمجهودات التي يقوم بها المشرعون كزيارة المدارس لتعريف الطلاب بقيم الديمقراطية التمثيلية. وتناولت الجلسة الثالثة الخاصة بالبرلماني كوسيط بين الحكومة والمواطنين صلاحيات المشرع وقدرته على تحديد أو بناء ما يسمى بالإرادة الجماعية، من خلال الدور الذي يؤديه البرلماني في جمع المواطنين حول المصلحة العامة والتوصل الى بناء توافق في الآراء لحل المشاكل. وركزت هذه الجلسة على الجانب التطبيقي مع تقديم الأمثلة لمشرعين تمكنوا من توصيل مواطنيهم بنجاح إلى معالجة قضايا هامة. كما تناولت الإمكانيات الأساسية والوسائل التي يحتاجها المشرعون من أجل تحقيق مشاركة المواطنين. وبشأن طرق الاتصال لدى البرلماني الجزائري، أكد لنا رئيس كتلة الأحرار بالمجلس الشعبي الوطني السيد غضبان خير الدين، أنه بقدر ما يحتاج النائب الجزائري إلى تنويع الطرق المتعددة للاتصال بالناخبين والمواطنين بصفة عامة. بقدر ما يحتاج أكثر إلى الامكانيات التكنولوجية لنقل ونشر رسالته التشريعية وطنيا ومحليا. واقترح في هذا المجال أن يتم ترقية القناة التكنولوجية البرلمانية إلى قناة فضائية، على غرار القنوات الفضائية الأخرى، ويتم إخراجها من داخل جدران البرلمان، من أجل تعزيز الاتصال المباشر بين الشعب ونوابه، وبين المنتخبين والناخبين على مستوى الدوائر الانتخابية. أما النائب عن الجالية الجزائرية بالمجهر (دائرة أمريكا وآسيا) السيد محمد قعش، فقد أكد لنا استعماله في عملية الاتصال بأفراد الجالية مثل هذه الوسائل التكنولوجية مثل الشبكة العنكبوتية والانترنت والاتصال المباشر من خلال التجمعات والمناسبات المختلفة، مؤكدا لنا أهمية الإمكانيات المادية في عملية الاتصال والتواصل. للإشارة، تختتم اليوم أشغال الورشة بعد التطرق إلى موضوعات تطوير المهارات التي يتطلبها عمل المنتخب مع مواطني دائرته الانتخابية، الشبكة الجمعوية بوصفها أداة للتواصل مع المواطنين، وأخيرا كيفية إيجاد الشركاء المناسبين في المجتمع المدني، ليتم بعد ذلك تسليم شهادات المشاركة.