ترى مخرجة الفيلم الوثائقي ”من هي فاطمة” سمية بن شيخ أن اختيارها لشخصيات عملها الذي تناول موضوع ”صورة المرأة السياسية المغاربية في وسائل الإعلام”، لم تكن انتقائية بقدر ما كان الهدف جمع مقاربات حول المرأة المغاربية· وقالت المخرجة خلال مناقشة هذا الفيلم الوثائقي بفضاء صحيفة ”الجزائر نيوز” في العاصمة، إن فكرتها لم تكن بغرض طرح الصورة التمثيلية للمرأة في المغرب العربي أو إبراز صورة سلبية عنها وفق ما ذهبت إليه بعض الانتقادات خصوصا من طرف الجزائريين، مضيفة أن غرضها لم يكن لإرسال صورة المرأة الجزائرية بمضامين سلبية كإبراز أنها محصورة بين أسوار ”القصبة”؛ وإنما أخذ عينات للنساء الناجحات في المغرب والجزائروتونس، وجمع المقاربات المختلفة· وأوضحت بن شيخ أن فيلمها تعرض لانتقادات كثيرة سواء خلال عرضه بعدد من ولايات الجزائر مثل الطارف وعنابة والبليدة وتيزي وزو، أين أكد المشاركون في النقاشات التي تلت العرض بأنه ”لا يعبر ولا يعكس بتاتا الصورة الحقيقية للمرأة الجزائرية أو في تونس بعد الثورة”· ومن جهتها؛ أكدت مساعدة المخرجة أنيسة تليلي أن الفيلم ”وفق إلى حد ما في اختيار الإنثربولوجية فايزة بن حديد التي تحدثت عن المرأة الجزائرية”، وقالت إنها ”محصورة بين حيطان القصبة”، مضيفة أن العمل تطرق أيضا إلى عامل مهم وهو ”القصبة” بحد ذاتها التي تعد القلب النابض للجزائر العاصمة، كما تم التحدث فيه عن الشهيدة حسيبة بن بوعلي· من ناحية أخرى، حظي فيلم ”من هي فاطمة” الذي أنتجته منظمة الأممالمتحدة باهتمام نوعي ببسكرة لدى عرضه مساء أول أمس في إطار ندوة فكرية نظمتها اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بعنوان ”من أجل مشاركة قوية للمرأة في الحياة العامة”· ويروي هذا الوثائقي الذي يستغرق 23 دقيقة؛ قصة حقيقية لشخصية ”فاطمة” واسمها الكامل ”أم البنين فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري”، وهي إحدى نساء القرن التاسع ميلادي بمدينة ”القيروان” التونسية· واضطرت هذه المرأة تحت ضغط الحرب إلى الهجرة برفقة أفراد من عائلتها سنة 824 ميلادية إلى مدينة ”فاس” بالمغرب التي أسست بها جامع القرويين عام 859 ميلادية، وبرعت في الأدب واللغة العربية والعلوم وتوفيت سنة 880 ميلادية·