جدد عبد المجيد مناصرة تأكيده القطيعة النهائية مع حركة مجتمع السلم ومساعي الصلح القائمة بقوله ''الخلاف قد انتهى بالنسبة إلينا بإنشاء حركة التغيير'' وأضاف نائب رئيس الكيان المنشق عن حمس لقناة الحوار '' لو أعطونا المكتب التنفيذي ورئاسة حمس فلن نأخذها فالحركة لا تعنينا''. وليقطع مناصرة الشك باليقين واصل مؤكدا ''هذا رأي الجماعة وليس رأيي الشخصي فقط''. وليدعم مناصره توجهه أعاد عرض شريط التهم التقليدية التي كالها المنشقون عن حمس منذ انعقاد المؤتمر الرابع. وتأتي خرجة مناصرة أشبه بالرد على المكالمة التي أجراها أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم مع مصطفى بلمهدي رئيس حركة الدعوة والتغيير لتحديد موعد لقاء بينهما بشأن قضية الصلح وهو اللقاء الذي كان قد فضل بلمهدي إرجاءه لظروف وصفها بلمهدي بالقاهرة بعدما سبق له أن حدد موعدا لسلطاني، حسبما ورد في بيان توضيحي لحمس . وحسب القراءة الأولية لموقف بلمهدي ثم موقف مناصرة المتحدث في لقائه مع قناة الحوار بصيغة الجمع، فإن بلمهدي يكون قد وقع تحت ضغط رفض شركائه في الكيان المنشق عن حمس بعد موافقته على اللقاء مع سلطاني. وفي انتظار موقف بلمهدي رئيس حركة ''الدعوة والتغيير'' من خرجة مناصرة ''التصعيدية''، فان الأخير يكون قد نسف أول مبادرة عملية للقاء بين الأطراف الأساسية في الأزمة وهو الأمر الذي يرتقب أن تكون له تداعياته على مواقف الفاعلين في الكيان المنشق عن حمس إن عاجلا أو آجلا ، خاصة وأن موقف بلمهدي الأول الموافق على لقاء سلطاني يوحي بان المنشقين عن حمس ليسوا على قلب رجل واحد وهو ما تؤكده الأسماء الثقيلة التي التحقت بالحركة عندما وصل الأمر حدود إنشاء حزب بديل. كما يرتقب أن يترتب عن موقف مناصرة المعاكس لما كان ينبغي أن تتجه إليه الأمور على الأقل سياسيا، تداعيات أخرى على مساعي الصلح من حيث الجملة، خاصة في ظل تجاوب المكتب الوطني وقيادة حمس مع مساعي الصلح ووجود إرادة عملية جادة لاحتواء الأزمة. وبرأي المراقبين للملف الحمساوي، فإن مناصرة الذي ما فتئ في الآونة الأخيرة يردد أن كيان ''التغيير'' وحمس حزبان مختلفان دون أن ينفي استعداده للقاء بزعماء الحركة الأم ولكن ليس لبحث الأزمة، بل للتعاون في مسائل سياسية أخرى يكون بخرجته الأخيرة هذه قد سجل بلغة الرياضة الشائعة هذه الأيام ''هدفا ضد مرماه'' بعد الأهداف التي سجلتها عليه حمس وكان آخرها تجمع استعراض القوة والسواد بملعب 20أوت الذي وضع حدا لحلقات ''مسلسل الاستقالات الجماعية''. وهي النقاط الثمينة التي من شأنها التأثير على مجريات أطوار ملف حمس وهذا ليس عند المرشد العام الذي برأي المتتبعين قد أحبط محاولة ''الانقلاب'' على حمس من خلال تجميد اعترافه بالطرفين، بل حتى عند أولئك الذين شجعوا مناصرة ودفعوه للإعلان عن كيانه الجديد . ومهما يكن من أمر، فإن مناصرة يكون، برأي المراقبين، قد قدم خدمة جليلة لأعضاء مجلس شورى حمس الذين سيجتمعون في دورة عادية بداية الشهر المقبل للفصل في مستجدات الأزمة وتداعياتها.