أضحى مستقبل عميد الأندية الجزائرية (مولودية الجزائر) على صفيح ساخن بعدما برز إلى الواجهة اسم المستثمر إيدير لونغار صاحب شركة «بودي غارد» والذي أراد أن يشتري جميع أسهم النادي العاصمي ليرد له الاعتبار، لكن خرجة هذا المستثمر أحدثت زوبعة في فنجان وجعلت الأراء تتضارب وتنقسم بشأن بيع المولودية، فالبعض أضحى متخوفا من هذه الخرجة وبدا متحفظا خاصة أن المولودية لها تاريخها ولن تنتعش إلا بوجود رجالها، فيما أيد البعض الآخر الفكرة واعتبر قدوم لونغار جرعة الأوكسجين التي ستنقذ العميد من دخول الإنعاش وأن ضخ الأموال في هذا الفريق يجعله ينتعش ويعود إلى واجهة التألق ويرتقي إلى درجة الاحتراف، خاصة أن العميد كان ولا يزال بؤرة توتر وصراعا شبيها بأزمة سياسية يصعب حلها من ناحية التسيير بسبب تضارب الآراء. إن بيت العميد كان ولا يزال شبيها ببيت الأشباح الذي كان ولا يزال يعيش على وقع «السوسبانس»، حيث كان يتكهن البعض بأن الحل في زوال المشاكل التي تلاحق الفريق كانت تكمن في انفصال الفريق عن شركة سوناطراك وإنهاء تبعيته لها، إلا أنه وبعد مرور فترة على تجسيد الفكرة على أرض الواقع، بقيت دار لقمان على حالها ولا حياة لمن تنادي، فهل قدوم لونغار سينقذ المولودية وينعشها أم هي بداية لعهدة مشاكل أخرى؟ غريب: «مستعد للرحيل بمجرد قدوم رجل الأعمال لونغار» كشف منسق فرع المولودية أنه يتحمل كامل مسؤولياته فيما يخص النتائج التي حققها فريقه هذا الموسم سواء في البطولة أو الكأس مشيرا إلى أن حصيلته إلى حد الساعة إيجابية في ثالث سنة يشرف فيها على الفريق، حيث أكد أنه تمكن من الحصول على لقب البطولة، التأهل إلى دوري مجموعات رابطة الأبطال الإفريقية، وخوض نهائي كأس شمال إفريقيا، وأضاف في تصريحه: «أتحدى أي شخص حقق مع المولودية ما حققته أنا في ظرف ثلاث سنوات، لقد سيرت الفريق بإمكانيات محدودة وبإعانة من أصدقائي وذلك بإقراضي مبالغ مالية من أجل تسديد مستحقات اللاعبين، وليكن في علم الجميع أن جميع الرؤساء الذين كانوا من قبلي لم يقدموا أي شيء للمولودية سواء من حيث الألقاب أو شيء آخر»، وأضاف: «لدي ممول فقط هو «جيزي» الذي يعتبر الممول الرسمي والبعض يحمل المسؤولية لشركة سوناطراك، فهل قدمت هذه الأخيرة شيئا للمولودية هل أنشأت لنا ملعبا أو مقرا. وفيما يخص النتائج المحققة هذا الموسم قال: «أنا إنسان طموح وأحب فريقي، إذ وضعت اللعب من أجل اللقب هدفا لنا نظرا للاستقدامات الجيدة التي قمنا بها. وواصل غريب مبررا تراجع نتائج فريقه بسوء الحظ والظروف العسيرة التي جعلت عميد الأندية الجزائرية يضيع عدة نقاط: «لم نفقد الأمل وسنسعى لإنهاء الموسم في مرتبة مشرفة أي الثانية أو الثالثة قصد المشاركة في منافسة إفريقية الموسم القادم»، وختم غريب كلامه: «لقد وفقت في مهمتي إلى حد الساعة وتمكنت من إحراز لقب المشاركة في دوري أبطال لإفريقي والتأهل إلى دوري المجموعات بعد 35 سنة بالإضافة إلى لعب نهائي كاس شمال إفريقيا لكن أنا مستعد للرحيل عند قدوم المستثمر إيدير لونغار لأنني فعلا تعبت». عمر بتروني: «تدخل الدولة ضروري لرد الاعتبار للمولودية» أعرب نجم المولودية عمر بتروني في السبعينيات، أن هذا الموسم كان كارثيا للفريق من جانب النتائج، مشيرا إلى أن إدارة الفريق ارتكبت خطأ فادحا عندما سطرت مع بداية الموسم اللعب من أجل اللقب كهدف لها، حيث يرى بتروني أن مسيرين غالطوا الأنصار وهو ما جعل علاقتهم باللاعبين تتدهور في الآونة الأخيرة وقال: «المسيرون تحدثوا كثيرا ووضعوا اللعب من أجل اللقب كهدف لكن في الأخير النتائج كانت كارثية، حيث ضيع اللقب وتبعها إقصاء في منافسة السيدة الكأس وهو أمر لا يشرف نادي كبير مثل المولودية وإذا لم تخني الذاكرة فعندما كنت لاعبا في السبعينيات لم تكن لدينا الكثير من الإمكانيات لكن كنا نحرز ألقابا بمعدل واحد في كل موسم وذلك بداية من 71 حتى 78 وعليه فليس من المعقول أن يعيش وضعية كهذه». وأضاف فيما يخص المستثمر فيدير لونغار: «في الحقيقة لا نعرف إيدير لونغار لكن إذا كان فعلا يحب المولودية وجاء بنية صافية من المفروض أن يتركوه يجسد المشروع لأنه يعلم أن المولودية ستجلب له الأرباح ونحن مستعدون لإعانته والوقوف إلى جانبه ومرحبا به ونتمنى أن ينقذ المولودية وفقط». وأضاف: «هناك حل وحيد في حالة إفلاس المولودية فبالنظر إلى تاريخ الفريق، أرى أن تدخل الدولة ضروري لإعادة الاعتبار لهذا النادي ونحن قدامى اللاعبين مستعدون لو تستجيب السلطات العليا لمطالبنا بداية من منحنا بضعة هكتارات، نحن مستعدون لإنقاذ المولودية وليكن في علمك أن هناك مستثمرين جاهزين للاستثمار حاليا ووعودنا بإنشاء ملعب، فندق ومركز تكوين»، وختم كلامه: «مشروعنا نحن قدامى اللاعبين الذي يبغ عددنا 15 حقيقة وننتظر فقط التفاتة السلطات العليا وفي الوقت الراهن لا يمكنني إعطاءك تفاصيل أكثر». نور الدين زكري: «المولودية بحاجة إلى رجالها وهي ملك للجمهور وليس للمسيرين» أقر المدرب السابق للمولودية نور الدين زكري أن الفريق بحاجة إلى نفس جديد وإلى رجالها مشيرا إلى أن جمهور المولودية سئم من الوضعية التي أصبح يعيشها الفريق في ظل الصراعات والمشاكل حيث قال: «من هو غريب هل هو رجل أعمال أو شيء من هذا القبيل إنه يسير الفريق بأموال الممولين و«جيزي» وعلى كل من أحس بنفسه مهانا بعد التصريحات التي أطلقها هذا الرجل عليه أن يتدخل وأعني بذلك من صنعوا تاريخ المولودية»، وأضاف: «المولودية بحاجة إلى رجالها الآن أكثر من أي وقت مضى وبحاجة إلى من سيعطي الاعتبار لأنصار المولودية الذين سئموا من الوضعية وهناك نقطة مهمة وهي أن العميد ملك لأنصاره وليس للمسيرين». سفيان.ب عبد الحميد زدك: «أصبحت حاليا عدوا لمعريف والجميع يشعر بقدوم الكارثة» أعرب عبد الحميد زدك أن الجميع في بيت المولودية يحسون بقدوم الكارثة، مشيرا إلى أن جميع أندية العالم تمر بحالة جيدة وأخرى يكون فيها العكس، لكن في المولودية الأمور مختلفة وكل شيء ليس في مكانه، حيث كشف زدك أن سوء التسيير تسبب في تدهور وضعية الفريق وقال في تصريحه: «الجميع يشم رائحة عكرة ويحس بقدوم الكارثة، فالمولودية «مابقاتش» مولودية والحل في تغيير جذري في الإدارة والأمر نفسه ينطبق على اللاعبين لأن المشكل حقيقة يتمثل في سوء التسيير»، وأضاف: «لا أعرف إدير لونغار ولا يمكنني التعليق عليه لأنه سيكون سوء تقدير لشخص لا أعلم عنه الكثير وفيما يخص الاجتماع الذي عقده مجلس الإدارة بحر الأسبوع الفارط مع رشيد معريف فلم أكن معنيا به، لأنني أصبحت ربما في الآونة الأخيرة عدوا لهذا الرجل وبعض الأشخاص لا يحبون من يعمل بالنية والقلب الصافي»، وتابع زدك في حديثه:«لم أعد أتمكن من التنقل إلى الملعب من أجل مشاهدة فريقي المحبوب والظروف أصبحت لا تطاق في بيت المولودية وحتى الأنصار أصبحوا عصبيين كثيرا». سفيان.ب شعبان لوناس: «أعضاء مجلس الإدارة يسخنونالكراسي وغريب أهان الجميع» فتح شعبان لوناس المسير الفاعل في بيت المولودية النار على منسق الفرع عمر غريب على خلفية التصريحات التي أدلى بها الأخير والتي أكد من خلالها أنه أحسن رئيس مر على المولودية، حيث كشف شعبان أن غريب أهان جميع الرؤساء الذين مروا على الفريق، مؤكدا أن المولودية أصبحت مهزلة حقيقة نظرا للمشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها، وقال في هذا الصدد: «المولودية حاليا في الشارع وأصبحت مهزلة ولم تسير أبدا بالطريقة التي تسير بها الآن، حيث ما قاله غريب في قناة «نسمة» مؤخرا عيب سيما أنه أهان جميع الرؤساء الذين مروا على المولودية فهل انتهوا الرجال ليقول إنه الأحسن في المولودية فأين هم بيلامان وظريف وجواد»، وأضاف: «الإدارة الحالية الآن تخسر الأموال بدون نتيجة والاستقدامات أتحدى أي شخص يقول إنها كانت في المستوى كما أن هناك نقطة مهمة أخرى وهي أن أعضاء المجلس هم حاليا يسخنون الكرسي فقط. عبد القادر ظريف: «المولودية تمثل تاريخ الجزائر ويجب بيعها لإيدير لونغار» كشف الرئيس السابق للمولودية عبد القادر ظريف الذي حقق الثلاثية مع العميد سنة 1976، أنه لا مفر من بيع شركة المولودية لرجل الأعمال إيدير لونغار، مشيرا إلى أن ذلك هو الحل الوحيد قصد تجنب الإفلاس، حيث قال: «المشكل المطروح حاليا هو أن إيدير يريد أن يحمل المشعل وهناك أطراف تريد عرقلة ذلك وقلتها سنة 2001 إن المسيرين أمضوا مع شركة سوناطراك على ممات المولودية»، وتابع: «لا يمكننا التهرب من الحقائق والمولودية في حالة إفلاس في الوقت الراهن ويجب أن تنتهي في بيت العميد ويجب فسح المجال أمام إيدير لأنه أظهر كفاءته في مجال التسيير وكما قلت سابقا أتمنى أن يكون غريب عاقلا ويترك مكانه لهذا الرجل». سفيان.ب عامر بن علي: «المولودية تسير بالطريقة نفسها منذ سنوات .. والمشاكل ليست جديدة علينا» أكد اللاعب السابق للمولودية عامر بن علي الذي ترك بصمات من ذهب في النادي العاصمي، أن المشكل الحقيقي في تدهور نتائج العميد هذا الموسم هو التغييرات التي أحدثتها الإدارة على مستوى الطاقم الفني، حيث كشف أن مرور 5 مدربين على الإشراف على العارضة الفنية أمر مبالغ فيه، كما دافع «مامي» على اللاعبين حيث قال: «أظن التغييرات الكثيرة التي طرأت على العارضة الفنية أثرت سلبيا على نتائج الفريق كما أن الضغط الذي عاشه اللاعبون في الآونة الأخيرة جعلهم يلعبون بعقدة وهذا أمر ليس بالسهل لأنني كلاعب عشته مع المولودية»، وأضاف: «الإقصاء من منافسة الكأس على حساب وداد تلمسان أشعل النار في بيت المولودية وجعل الأنصار يصبون جام غضبهم على اللاعبين سيما أنهم كانوا يطمحون لإحراز اللقب وإنقاذ الموسم، وذلك على خلفية النتائج التي كانت أقل ما يقال عنها إنها في المستوى»، و تابع: «المولودية لديها فريق جيد وفي الأوقات الصعبة اللاعبون دائما يرفعون التحدي لكن من ناحية التسيير أظن أن العميد منذ عدة سنين وهو يسير بالطريقة نفسها ورغم الدخول في عالم الاحتراف إلا أن المشاكل لا تزال نفسها وهي معروفة»، وتابع قائلا: «أظن أن المشكل الحقيقي يكمن في الديون، ولا يمكننا تحميل المسؤولية للإدارة الحالية لأن جميع الرؤساء الذين أشرفوا على تسيير الفريق تركوا وراءهم ديونا عالقة وغريب الآن يدفع الثمن وأنا شخصيا أؤيده وأشاطره الرأي فيما يخص الترحيب بالمستثمر إدير لونغار خاصة أنه أعطاه جميع الصلاحيات سواء هو أو غيره من المستثمرين وأتمنى أن نخرج من الأزمة وأن يذهب إيدير إلى أبعد نقطة في مشروعه».