«الشكارة» أصبحت منطقا في الجبهة وهذا أمر خطير تنبأ محافظ حزب جبهة التحرير الوطني بولاية وهران، العقيد مصطفى عبيد، بأن تتلقى قائمة الأفلان في الانتخابات التشريعية المقبلة ضربة موجعة. وأرجع المتحدث ذلك إلى ما وصفه بحالة الغضب الواسعة التي تجتاح غالبية المناضلين، بالنظر إلى التركيبة البشرية لقائمة المرشحين، التي ضمت حسبه عددا من الغرباء عن الحزب. وتوقع عبيد أن يعزز ذلك روح الانتقام في السلوك الانتخابي لدى كل المناضلين بعاصمة الغرب، وكشف عبيد بوصفه أحد الأعضاء في اللجنة المركزية بأنه انضم مبكرا إلى الفريق المطالب بعقد دورة استثنائية من أجل الإطاحة بالأمين العام عبد العزيز بلخادم، مؤكدا في لقاء مع «البلاد»، أن نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون كارثية بالنسبة لحزبه، وأن نتائجها سيتحملها المسؤول الأول عن الأفلان لوحده «لأنه هو من قرر وضع تلك الأسماء الموجودة حاليا في القائمة» وهو أيضا من قرر حسبه الدوس على رغبة جميع المناضلين بحزب الأفلان بوهران. وأضاف العقيد مصطفى عبيد «لقد أخليت مسؤوليتي وغسلت يدي من القائمة مباشرة، بعد أن أطلعني الأمين العام عليها وقررت الانسحاب منها، رغم أنني كنت مترئس القائمة احتراما لإرادة المناضلين». وتساءل الرئيس السابق للجنة الدفاع الوطني بالبرلمان عن الخلفيات التي اعتمد عليها الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم في تحديد الأسماء الحالية الموجودة في القائمة وأيضا ترتيبها، رغم علمه المسبق أن أغلب التيارات الموجودة في الحزب بعاصمة الغرب ترفض وتنفر من العديد من الأسماء فيها، وأعطى الأخير مثالا على ذلك بالقول «هل يعقل أن أستاذا جامعيا مثل الذي يحتل المرتبة الثالثة حاليا، والذي لا أعرفه أنا كمحافظ ومجهول بالنسبة لعدد كبير من المناضلين. كما أنه لم يضع قدميه قط في مقر المحافظة ولا في أي قسمة أخرى، يمكنه الترشح باسم حزب الأفلان في وهران؟»، مضيفا أن ذلك تم على حساب عشرات المناضلين الآخرين الذين ظلوا صامدين في مواقفهم وقاسمونا جميع مشاكل الحزب في هذه العشرية، ونفس الأمر أيضا أقوله بخصوص الوالي الأسبق للمشرية الذي حل هو الآخر ضيفا غريبا على هذه القائمة». وبنبرة غضب، قال محافظ الأفلان بوهران «أعتقد أننا منحنا الوقت الكثير للأمين العام حفاظا على مصلحة الحزب ثم لمنحه الفرصة لاستدارك أخطائه السابقة، لكن يبدو أنه مصمم على المضي في طريق آخر غير المصالح العليا للحزب أو تلك التي تحافظ على استقراره وتطوره». وقال عبيد إن منطق «الشكارة» صار هو الغالب في معادلة تسيير حزب جبهة التحرير وهو أمر لا ينبغي التوقف عنده، بل وجب على الجميع التحرك من أجل توقيفه وتوقيف النزيف الذي يتسبب فيه، بدليل أن أغلب المرشحين المحتلين للقوائم تسببوا في كارثة تنظيمية جديدة للأفلان، على حد تعبيره.