بدأت الإرهاصات الأولى للاستحقاقات المحلية المرتقبة سنة 2012 القادم تلوح في الأفق، بعدما تحوّلت القواعد النضالية لحزبي الأفلان والأفانا بعدد من ولايات الوطن، إلى جبهة غليان مفتوحة على جميع الاحتمالات، وحلبة صراع واسعة النطاق بين تكتلات المناضلين بالتشكيلتين، حيث وبعد أن صنعت هجرة منتخبين من حزب الجبهة الوطنية الجزائرية الحدث، نحو حزب الأرندي، على غرار ما حدث بوهران وغيرها من الولايات، جاء دور التشكيك في مصداقية عدد من المحافظين الولائيين للحزب العتيد، وتحوّل المشهد العام مع نهاية الأسبوع المنقضي داخل 4 محافظات ولائية وقسمات بلدية بمختلف ربوع الوطن، إلى احتجاجات لم تكن متوقعة عشية الانتهاء من أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي شدّد أمينه الوطني عبد العزيز بلخادم، على ضرورة تأمين الاستقرار والابتعاد عن كل أشكال المناورات، وهذا ما لم يتحقق تماما بالمكاتب الولائية والقسمات البلدية للأفلان هذه الأيام، والتي فضّلت لغة التراشق والسباب وحتى التطاحن. نظم نهاية الأسبوع بالقسمة رقم 02 مئات المُناضلين المُنتمين إلى حزب الأفلان بوهران، لقاءا ضمّ منتخبين وأعضاء من اللّجنة المركزيّة، لتجديد الثقة في الأمين العام الوطني عبد العزيز بلخادم، بحسب ما صرّح به مُمثلون عن هؤلاء ل "الوطني"، وللتنديد في الوقت ذاته، بالوضع العام الذي يعيش على وقعه حزب جبهة التحرير الوطني المُسيّر حاليا من طرف العقيد "سي عبيد"، وذلك على خلفية جملة من الدواعي والأسباب التي لخّصها محدثونا في محاولة بعض الأطراف، ضرب مصداقية ما تمخض عن المُؤتمر التاسع من نتائج وتوصيات، سيّما ما يتعلق بشق تعديلات القانون الأساسي ومن زوايا متعددة. فتح معارضون من داخل بيت الأفلان بوهران، النّار على العقيد سي عبيد، وحملوه مسؤولية التسيّب القائم، متهمين إياه باتخاذ القرارات المصيريّة بصفة أحاديّة، ودون إشراك بقيّة المُناضلين، الذين مسّهم الإقصاء بطريقة توحي أنّ محافظ وهران، يعمل على تشكيل محيط لبلوغ أهداف شخصية، تخص الاستحقاقات المقبلة، التي قال محدثونا بشأنها، أنّها ستكون لا محالة كارثية، إن استمر الوضع على حاله بمقر محافظة الافلان بوهران، وذلك من خلال تحضير أشخاص غرباء عن الحزب، لتصدر القوائم الانتخابية، سواء الولائية أو البلدية، ما اعتبره هؤلاء "بزنسة" على حساب حرص الأمين العام الوطني، فرض الشفافية في مواعيد الاستحقاقات. وفي سياق مُماثل، اعتبر مجموعة دعاة التغيير، أنّ الطريقة التي ينتهجها سي عبيد في تجديد هياكل قسمات الحزب بوهران، تنافي جملة وتفصيلا بنود النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب، ما يؤكد، حسبهم، نزول الحزب إلى الحضيض في نيل حصص المناصب ببلديات وهران خلال الانتخابات المقبلة، مستدلين في ذلك بما حدث سنة 2007 حين تمّ الظفر فقط ب 6 بلديات، مقابل الحصول على 22 بلدية سنة 2002، موعزين هذا التراجع في النتائج، إلى طريقة التسيير التي وُصفت بالعشوائية، فضلاً عن الصراعات الّتي كان فيها العقيد سي عبيد طرفاً أساسياً. وراح مناضلو الأفلان المطالبين بالتغيير واحترام لوائح المؤتمر التاسع، إلى أبعد من ذلك، في وضع مطالب قالوا بشأنها إنّها تهدف إلى وضع حد للرداءة ومنع تحقيق المآرب الشخصية وملأ "الشكارة" على حساب الماضي العتيق لحزب الأفلان بوهران، مؤكدين أنّ هناك مجموعة تنشط من داخل الحزب همُها هو وضعه داخل المتحف. وعلى صعيد آخر، تعرف عدد من ولايات الوطن نفس الوضع الذي تعيشه محافظة وهران، حيث وقعت أول أمس مشادات وصراعات بالأيادي بين مناضلين بمنطقة غريس بمعسكر خلال انعقاد الجمعية الانتخابية العامة، وبتبسة وجّه عدد من المناضلين اتهامات للمحافظ الولائي بتوزيع بطاقات العضوية بطريقة عشوائية، ما أدى إلى إقصاء غير مبرر لقدامى الحزب، في حين ينطبق نفس الوضع على محافظة العاصمة، حيث شهدت تنديدا بإقصاء غالبية المناضلين من المشاركة في القوائم الانتخابية الداخلية، الخاصة بتعيين أمناء القسمات. لتنتقل عدوى الاحتجاجات إلى ثاني أكبر عاصمة بالجزائر، في أعقاب التشديد على مطلب التغيير وإشراك الكُلّ في التحضير للاستحقاقات المقبلة.