تتسم أجواء ما قبل الإعلان عن نتائج تطهير قوائم الترشيحات بهدوء حذر. فهل هو من النوع الذي يسبق العاصفة أم من ذلك الذي يرتّب لسماء صافية؟ الأخبار القادمة من هنا وهناك تقول إن الإداراة جنحت إلى الاجتهاد الإيجابي في تعاطيها مع القوائم، بينما قالت مصادر أخرى إن عملية القص شملت القوائم التي يتصدّرها أولئك الذين انشقوا عن حزبي الأفلان والأرندي وخصوصا هذا الأخير، وأن هؤلاء وبحكم مدرسة واجب التحفظ لا يمكنهم إثارة أي وجع في دماغ ولد قابلية. أما حكاية الخطر على العام، فيبدو أن رياح الربيع العربي أو نسماته التي قطفت الرؤوس في العديد من البلدان العربية أثرت على رواتها، وجعلتهم يتخلون عن مطرقة وسندان الرؤية الأمنية للممارسة السياسية في البلاد. وإذا صحت رواية الاجتهاد الإيجابي للإدارة في التعامل مع القوائم والتعاطي مع متصدريها، وتجاوز أساليب حرق الرؤوس لتمهيد الطريق أمام حزب أو حزبين لحصد غالبية الأصوات، فإن زمن الغرف المغلقة والعلب السوداء والنتائج الجاهزة قد مضى. أما إذا كانت القضية مجرد هدنة مؤقتة ستكشف عن مذبحة انتخابية قبل الأوان، فهذا سيؤدي إلى نتائج وخيمة تمس بشكل مباشر إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، مثلما تمس بسمعة العملية الانتخابية التي تضعها مراكز المتابعة والرصد تحت المجهر، لدرجة أن بعض القوى الغربية وضعت فرقا للمتابعة الدائمة وتحسس كل كبيرة وصغيرة في الجزائر عشية الانتخابات.