طغى موضوع فتح الحدود الجزائرية المغربية على ساعات الانتظار التي قضاها الوفد الجزائري الشعبي وشبه الرسمي في انتظار قافلة المساعدات البريطانية لغزة. التي وصلت منتصف نهار أمس إلى الحدود الجزائرية المغربية قادمة من مدينة وجدة المغربية، وسط استقبال شعبي حافل قاده رئيس المجلس الشعبي لولاية تلمسان مرفوقا برئيس الديوان وعدد من المنتخبين، حضروا حفل الاستقبال الذي شهده مركز العقيد لطفي الحدودي، هذا المركز الذي لم يعش لحظات مثل هذه منذ 1994 تاريخ قرار غلق الحدود المشتركة بين الجزائر والمغرب على إثر حادثة فندق مراكش.. القافلة التي كانت مزينة بالأعلام الفلسطينية وشعارات التضامن مع غزة والقضية الفلسطينية، ضمت أكثر من 115 شاحنة محملة بمواد وأدوات طبية وملابس وأغطية تتجاوز قيمتها (1.4 مليون دولار)، وتشمل 12 سيارة إسعاف وقارب وأدوية وأدوات منزلية، وملابس، وأغطية وأحذية وهدايا للأطفال وكذا 280 شخصا مرافقا ومؤطرا للعملية. وأشار منظمون للعملية إلى أن نجاح القافلة البريطانية يعود أساسا إلى دعم الجمعيات البريطانية المسلمة والتحالف البريطاني الناشط تحت عنوان أوقفوا الحرب وحزب ريسبيكت، الذي يتزعمه النائب البرلماني البريطاني جورج غالوي، قائد القافلة، والذي طار إلى لندن ليعود مجددا نهار اليوم إلى الجزائر العاصمة والمنظمة الأنجلو عربية، واتحادات نقابية بريطانية عدة. ومن أبرز الشخصيات التي رافقت القافلة رئيسة حملة نزع الأسلحة النووية كاتي هيدسون. وبدا أن موضوع العلاقات الجزائرية المغربية أكثر بروزا على أجواء يوم أمس. وفي هذا السياق تجنب النائب البريطاني جورج غالوي خلال نزول القافلة في المغرب الخوض في موضوع الحدود الجزائرية المغربية المغلقة منذ 15 سنة. وحسب مصادر إعلامية مغربية، فإن صحفيين مغاربة طرحوا سؤالا على غالوي بشأن موقفه من الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، إلا أنه فضل عدم الخوض في هذا الموضوع، مكتفيا بالقول أتمنى أن تشكل القضية الفلسطينية حافزا للوحدة العربية.. السؤال الذي طرح عليه في مدينة طنجة المغربية كان فخا سياسيا قبل أن يكون فضولا إعلاميا نجا منه بأعجوبة. على صعيد آخر، تجمعت عشرات العائلات المغربية على الطرف الآخر من المركز الحدودي رافعة شعارات مطالبة بإعادة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب. فيما أفادت مصادر إعلامية من المغرب أن العديد من سكان الإقليم الشرقي للمملكة المغربية قدموا بدافع رؤية الحدود الجزائرية وهي تفتح. من جانبه سرد مراسل قناة الجزيرة القطرية الذي رافق القافلة إلى غاية المركز الحدودي مع الجزائر، قصص أمهات مغربيات لهن أبناء من جنسية جزائرية. وعلى الجانب الجزائري لم يخف العديد من السكان في المناطق الجزائرية رغبتهم في بقاء الحدود مفتوحة بعد ذهاب القافلة التي توجهت نحو مدينة مغنية في حدود الواحدة زوالا، حيث تم إقامة حفل غداء على شرف الضيوف لتتوجه القافلة وسط إجراءات أمنية خاصة على مستوى المحاور الطرقية نحو عين تموشنت ثم عاصمة الغرب وهران. أما من الجانب الأمني، فقد تم تشكيل خلية تنسيق مشتركة بين مصالح الدرك الوطني والشرطة لتأطير سير وتنقل القافلة على طول المحاور الطرقية التي تتنقل عبرها من مغنية نحو وهران.