لم يقتصر الاستنفار الذي تعيشه الجزائر جراء تدهور الوضع الأمني في مالي، على السلطات المدنية والعسكرية، بل تعداه إلى الأحزاب السياسية التي استنفرت قياداتها للقيام بزيارات ميدانية إلى أقصى الجنوب ولو تحت غطاء حزبي، للوقوف على تطورات الوضع الميداني الحرج على مقربة من حدودنا. وتنقل الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، إلى ولاية تمنراست، أول أمس الجمعة، حيث عقد تجمعا مع مناضلي الحزب، ولم يتحدث أويحيى كأمين عام للحزب فقط، بل تحدث بقبعة الوزير الأول حين أعلن أن تمنراست ستستفيد من إنشاء عشر مؤسسات عمومية هامة لإنعاش اقتصادها في انتظار المؤسسات التي سينشئها الخواص. وأضاف أويحيى أن الدولة تعمل على تنمية كل ولايات البلاد بنفس الوتيرة، وإفادتها بمشاريع بشكل عادل، كاشفا أن ولاية تمنراست ستستفيد من إنشاء مؤسسات عمومية منها 6 في تمنراست و4 في عين صالح، وأكد أن «مستقبل ولاية تمنراست ليس قضية إيديولوجية وأن الدولة أعطت كل التسهيلات للقطاع الخاص الذي لم يبد بعد اهتماما بإعمار الولاية». وحسب أويحيى، فإن جملة المشاريع التنموية المقترحة بولاية تمنراست «ستقضي على أغلب المشاكل التي تعرفها المنطقة وهي تعبر عن اهتمام الدولة الكبير وجهودها الجبارة في إعمار وبناء الولاية». وأشار أيضا إلى أنه إضافة إلى البرنامج الخماسي الذي استفادت منه الولاية، استفادت من برنامج تكميلي جد معتبر يتمثل في «مشروع القرن» الذي يزود مدينة تمنراست بالمياه القادمة من عين صالح على بعد أكثر من 750 كلم، واستفادة الولاية من 9000 وحدة سكنية ريفية بمناطق مختلفة من بلدياتها على غرار ابالسة وعين امڤل وغيرها. وذكر أن 600 مؤسسة شبانية تم تشكيلها من طرف الشباب بالمنطقة، منها 300 مؤسسة في السنتين الماضيتين، مؤكدا أن عدد المؤسسات المزمع إنشاؤها في السنوات الثلات القادمة «سيتضاعف أكثر». كما تم اعتماد تشكيل مستثمرات فلاحية لدعم الفلاحة لفائدة الشباب في إطار البرنامج التكميلي. وقالت مصادر مطلعة ل«البلاد»، إن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، سيشد الرحال إلى الجنوب، ويتم حاليا ضبط برنامج الولايات التي سيزورها. وأشار مصدرنا إلى أن ولايات الأغواط وغرداية وورڤلة، من المحتمل جدا أن يزورها هذا الأسبوع. من جانبها، زعيمة حزب العمال التي لا تحمل صفة رسمية في الدولة، حتمت عليها التداعيات بمالي ومنطقة الساحل ككل، برمجة زيارات إلى ولايات أقصى الجنوب «أدرار، بشار، إليزي، وتمنراست». وإن ربطت حنون زياراتها لتلك الولايات، قبل الحملة الانتخابية التي تنطلق في 15 من هذا الشهر، بتعذر زيارتها أثناء الحملة لنقص وسائل النقل، فإنها تحدثت وبإسهاب عن خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة الجنوبية للجزائر جراء التداعيات التي تعرفها منطقة الساحل. ودعت حنون خلال اجتماعها مع أعضاء مكتبها السياسي، السلطات إلى إيلاء الاهتمام لتلك المناطق، والانتباه إلى ما يحاك من الدول الغربية، للاستفادة من خيرات المنطقة.