أبدت معظم الأحزاب المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المرتقب قلقها الكبير، حيال التأخر الحاصل في إنهاء المصالح الإدارية لعملها الفني. وقد عبرت تلك الأحزاب في اتصالات بجريدة «البلاد» عن استغرابها للبطء الشديد الذي يطبع وتيرة عمل الإدارة، بدءا من وزارة الداخلية التي لم تفصل حتى الآن بشكل نهائي في قوائم المرشحين على المستوى الوطني، وعليه يضيف متحدثون باسم التشكيلات السياسية، لم تتلق إلى غاية أمس الأربعاء اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات قوائم الأحزاب والأحرار المقرر خوضها للتشريعيات، مما عطل حسب قولهم عملية إجراء القرعة بين المتنافسين لتوزيع التدخلات عبر وسائل الإعلام الثقيلة، التلفزيون والإذاعة، والتي تجريها لجنة محمد صديقي، لكن هذه الأخيرة ما زالت تنظر تسلم القوائم من وزارة الداخلية حسب ما أدلى به رئيسها أمس لوكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف ممثلو الأحزاب أن هذا الإشكال التقني سيضعها أمام رهان صعب يتعلق بمسابقة الزمن لإعداد مداخلاتها الإعلامية من جهة، وكذا سحب الملصقات الإشهارية لقوائمها من المطابع التي تتراكم عليها المطبوعات في مثل هذه المحطات، مما يعقد الأمر ويزيده صعوبة، وتدفع الأحزاب ثمن هذا العجز من خلال التأخر في دخول حلبة المنافسة كما يقول هؤلاء. ويحمل المنتقدون لتخلف وزارة الداخلية ومصالحها المحلية في استكمال مهمتها، مسؤولية هذا الارتباك الذي يلف التحضير للحملة الانتخابية قبل 72 ساعة من موعد انطلاقها، ويبرر الناقمون من ممثلي الأحزاب موقفهم، بالتوترات التي طبعت العلاقة في الآونة الأخيرة بين لجنة مراقبة الانتخابات وهيئة ولد قابلية، إضافة إلى ما وصفوه بالإقصاءات التعسفية للمرشحين من طرف مديريات التنظيم والتي جرت الأحزاب إلى أروقة المحاكم الإدارية لإنصاف مرشحيها، وهي كلها عوامل في تقدريهم قد أفرزت هذه التداعيات التي ترهن اليوم مصير الحملة الانتخابية من وجهة نظرهم. في ذات السياق ، انتقد الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد تأخر التلفزيون عن تحديد الرزنامة الزمنية المخصصة للحملة الانتخابية الخاصة بالأحزاب، بالرغم من أن حملة تشريعيات 10 ماي المقبل لم يبق لها سوى 72 ساعة. وقال بن بعيبش إن هذا التأخير سيضع الأحزاب أمام تحد حقيقي بسبب ضيق الوقت فقد لا يتسنى لها شرح برامجها والترويج لحملتها بصفة عادية، وقد أعلنت وزارة الاتصال في وقت سابق عن انطلاق الحملة الانتخابية على مستوى وسائل الإعلام الثقيلة. وأن كل حزب سياسي سيأخذ حصته من تغطية التلفزيون العمومي وهذا سيكون بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التي ستعد جدولا خاصا بتوزيع التدخلات على مستوى مقر التلفزيون. أما عن التجمعات التي سينظمها الحزب قال بن بعيبش إن الانطلاقة ستكون من ولاية المسيلة، حيث سيقف على أهم النقاط التي يتضمنها برنامجه الانتخابي.