عبد الحكيم.ح اعترف موسى تواتي ضمنيا بأنه يقدم خطابا شعبويا في التعبير عن رؤية ومواقف حزبه، لكنه علل ذلك بكونها شعبوية صادقة تتكلم بلغة الصراحة وتنبذ التملق والكذب، بل تعتمد لغة مباشرة تكشف عن مساوئ الواقع كما هو، دون مساحيق على حد تعبيره. ونفى في الوقت ذاته رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية المتهم بتمييع الخطاب الحزبي من خلال لغة خشبية بعيدة عن الواقعية السياسية، أن يكون حزبه شعبويا لأن الشعوبية ستفضح في النهاية كما يقول المتحدث، لكن «الأفانا» بخلاف ذلك تقدم بين 2002 و2007 في نتائج الانتخابات البرلمانية والمحلية، مما ينفي عنه هذه الصفة ويعكس تنامي وعائه الشعبي في تقديره. وأضاف رئيس الجبهة أن حزبه يناضل في الساحة منذ 10 سنوات، إذ لم يكن اسمه يوما نكرة أو مجهولا، ولا معرفا بسلطة الإدارة أو أي جهاز آخر في الدولة على حد قوله، بل شدد على أنه بنى حزبه عبر تحركه في الأوساط الشعبية العميقة التي تمثل مختلف الشرائح، دون تكبر على الجزائريين يضيف المتحدث. وقلل ضيف منتدى «البلاد» من نتائج سبر الآراء التي تجريها بعض الصحف حيث تضع حزبه في مؤخرة الترتيب، بالقول إن القارئ الإعلامي لا يصوت في الغالب، بل المواطن البسيط من عامة الشعب هو من يذهب إلى صناديق الاقتراع، لذا كانت الجبهة دوما تراهن على هذه الفئات بحسبه. وذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك في تمسك حزبه بخطاب الشارع، من خلال انتقاده دور المثقف في المجتمع، حيث اعتبره مجرد كاتب لا يستطيع أن يغامر بحياته من أجل المواطنين على حد تعبيره، وعليه تساءل موسى تواتي في صيغة النفي قائلا: هل وصل المستوى العالي إلى المجتمع، في إشارة إلى عدم قناعته بالاتجاهات النخبوية في الفعل السياسي، لذا يقول المتحدث فضلنا أن نتكلم بلغة الجزائري البسيط، لأن «الزوالي» هو من يتابع الشاشة ويقرأ الصحيفة، أما البقية فتتابع واقع الشعب من خلال الملخصات الإعلامية في مكاتبها العاجية على حد وصفه. أويحيى صاحب قرار رفض اعتماد الورقة الموحدة اتهم موسى تواتي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي من خلال موقعه الحكومي كوزير أول، بالوقوف ضد إرادة الأحزاب السياسية التي تتمسك بصيغة التصويت عن طريق الورقة الواحدة، وقال المتحدث إن أحمد أويحيى تهكم على مقترح التشكيلات الحزبية، مدعيا أن الورقة الانتخابية الواحدة ستكون أشبه بجريدة المجاهد عام 1963، وهذه إهانة أولا للجريدة التاريخية على حد تعبيره، كما هي مؤشر على إجهاض هذا الأخير رغبة الطبقة السياسية، ومن ثمة فإن الوزير الأول هو المسؤول الحقيقي عن التوترات التي تطبع علاقة اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات بمصالح وزارة الداخلية. وأضاف المتحدث أن ولد قابلية قد راسل في البداية لجنة محمد صديقي بهدف الاستشارة وإبداء مقترحاتها الحزبية، فاختارت هذه الأخيرة بأغلبية أعضائها فكرة التصويت بالورقة الواحدة، لكن أحمد أويحيى هو من مارس ضغوطا على وزير الداخلية لرفض كل القرارات التي جاءت بها اللجنة الوطنية على حد قوله، والخلفية واضحة في هذا الاتجاه وهي السعي للتزوير، يضيف موسى تواتي. كما أوضح ضيف منتدى «البلاد» أن الإدارة لم تعد تتدخل بشكل مباشر في عملية التزوير من خلال حشو الأوراق، في ظل الوسائل التي يمكن أن تفضحهم، وإنما يلجأ هؤلاء المزورون حسب قوله إلى التحايل القانوني بمعاكسة رغبة الأحزاب المشاركة من أجل ترك الثغرات التي يمكن أن يتسللوا من خلالها، وهو ما لاحظناه يضيف المتحدث في تعامل الداخلية مع مقترحات الطبقة السياسية، بعدما رفضت فكرة الفرز الإلكتروني التي بادرت بها الجبهة الوطنية الجزائرية، ثم تعنتها لاحقا في عدم قبول كل ما ورد من اللجنة المستقلة حتى الآن، وهو ما يؤكد أن هناك طرفا آخر يتدخل من أجل التأثير على مسار الانتخابات المقبلة لصالحه، ولن يكون هذا الطرف المفترض غير الوزير الأول أحمد أويحيى وفق تصريح المتحدث، لأن حزبه أعلن مرارا عدم تقبله آراء اللجنة المستقلة من جهة، كما أنه في موقع المسؤول المباشر على وزير الداخلية من جهة أخرى وفق تحليل المعني. كما رد موسى تواتي بقوة على تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية الذي اعتبر أن ما قامت به الجبهة الوطنية الجزائرية بشأن جمع الأموال من المرشحين مخالف تماما للقانون، وتحدى الرجل الأول في الجبهة دحو ولد قابلية أن يثبت تحويله تلك الأموال إلى حسابه الخاص. وزاد موسى تواتى على ذلك بالقول «أنا من يحق له أن يتهم الوزير، لأنه يريد أن يستولي أصحاب الشكارة على البرلمان ويسعى لقطع الطريق على الفقراء». وبرر رئيس الجبهة هذا السلوك الدخيل على الساحة الانتخابية، برفض وزارة الداخلية مقترح تمويل الأحزاب في تسيير الحملة الانتخابية، وذلك حتى لا تتمكن هذه الأحزاب التي وصفها المتحدث بالفقيرة من منافسة أصحاب الجاه والمال الوسخ على حد تعبيره، وهذا ما حمل المعني على توجيه الاتهام إلى الوزير في تفضيله أثرياء الفساد المالي كما سماهم موسى تواتي. كما عاد ضيف منتدى «البلاد» لتوضيح الإشاعات التي راجت حول تسلمه هدايا وعطايا من مرشحين يرغبون في الظفر بالتتويج على رؤوس القوائم الانتخابية، حيث نفى المتحدث بشكل مطلق كل الاتهامات التي طالته بهذا الصدد، قائلا» أنا لم أستلم أي هدية من أحد وإذا عرضت مرة أخرى عليّ فلن أقبلها»، وذلك تفنيدا لما تداوله البعض بشأن تقديم سيارة من نوع مرسيدس آخر طراز، «تكرم» بها مترشح من ولاية وهران، موضحا أن متصدر قائمة وهران دفع فقط 100 مليون عن كل أفراد القائمة وتعهد باستكمال البقية. عبد الحكيم.ح تعهد بطرح قوانين تتماشى مع روح الشريعة أنا ضد المتدينين ولست ضد الإسلام شدد موسى تواتى على أن حزبه يقف ضد ما سمّاه «التدين الشوفيني» الذي يقصي الآخرين ويضيف إلى المزايدات الدينية، موضحا أنه يرافع من أجل الحفاظ على الحريات الفردية، حتى يتسنى للأشخاص أن يعيشوا حياتهم كما يحلو لهم، على حد تعبيره. وقال رئيس الجبهة الجزائرية، في معرض حديثه عن الجدل السياسي بين الإسلاميين والديمقراطيين في الجزائر، إنه لا يشاطر الطرفين الرأي، فالشعب الجزائري كله مسلم، ومن غير المعقول أن نثير هذه القضية في صورة مشكلة مع الإسلام على حد وصفه، مضيفا أن هذه الإشكالية تمثل أصول الجزائريين، لكنه عاد ليؤكد تحفظه على ما أطلق عليه وصف «التيارات الدينية» التي تستعمل الاستعطاف الديني لاستمالة الناخب، مضيفا أن الجزائر من أولى الدول بعد إيران، التي عاشت صحوة وأرادت أن تجعل من الدين فضاء للممارسة السياسية، وهذا خطأ جسيم في تقديره، لأنه لا يمكن أن نستمد السياسة من الدين على حد قوله. واستدرك ضيف المنتدى موقفه من علاقة الدين بالسياسة والدولة على السواء، بالتذكير بمرجعية الدستور الذي يحدد أن الإسلام هو دين الدولة، وقبله ضبطت وثيقة أول نوفمبر هوية الجزائر ضمن إطار المبادئ الإسلامية على حد تعبيره، ومن ثمة يمكن حسب قوله أن نصدر نصوصا تتماشى مع روح الإسلام، ونطرحها كتشريعات قانونية لكن دون تسييس، وهذا ما يقبله حزب الجبهة وسوف يبادر به في الاستحقاقات المقبلة وفق ما أدلى به المتحدث. وأضاف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أن الجزائري يرفض الوضع الحالي ويتطلع فعلا إلى التغيير، لكن ذلك لا يعني بالضرورة حسب تقديره فوز الإسلاميين بالانتخابات، لأننا عشنا تجربة سابقة وكانت نتائجها في غير مصلحة الشعب وفق تحليل المتحدث. كما أن «رجال الدين» كما سماهم ليس في مقدورهم قيادة مشروع الدولة أو التغيير السياسي في البلاد، بدليل التجربة التاريخية في فترة الاستعمار حسب زعمه، حيث هيأت جمعية العلماء المسلمين للوعي الوطني، لكن الذي فجر الثورة في ساعة الحقيقة والجد هو «التطرف الديني» كما نعته المتحدث. عبد الحكيم.ح عارضت ترشح شقيقي في العاصمة لكن المناضلين اختاروه نفى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أن يكون قد تدخل شخصيا لفرض شقيقه على رأس قائمة الحزب بولاية الجزائر العاصمة، وأضاف أنه لم تكن له أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بأي قائمة على المستوى الوطني، إلا إذا تعلق الأمر بإدراج فرد مخل بالتزاماته التنظيمية تجاه الحزب على حد تعبيره. وشدد موسى تواتي على أن شقيقه الذي أثير بشأن ترشحه لغط كثير في أوساط المناضلين وعلى أعمدة الصحف الوطنية، مناضل قديم بل هو من مؤسسي «الأفانا»، وترشيحه كان بناء على قرار جماعي لأعضاء الجمعية العامة للحزب بالعاصمة، وذهب إلى أبعد من ذلك في تبرئة نفسه مما نسب إليه حول تكريس رابطة الدم داخل صفوف الجبهة، بالقول إنه لو كان مع المناضلين في القاعة لحظة الاختيار لما صوت لصالح أخيه بالترشح للبرلمان، وهذا طبعا ليس قدحا في أهلية المعني ولكن دفعا للشبهة، كما قال المتحدث. وهنا أوضح ضيف منتدى «البلاد»، أنه لا يحق له أخلاقيا وقانونيا أن يقصى شقيقه بشبهة الانتماء للعائلة، ما دام يمثل اختيار المناضلين، مؤكدا أنه لم يتلق أي طعن أو تظلم بهذا الصدد، وعليه فقد زكى قائمة العاصمة على غرار كل الولايات الأخرى دون أدنى محاباة أو انحياز لأي مرشح، على حد قوله. وعاد المتحدث في السياق ذاته، إلى الارتباك الذي عرفه الحزب على خلفية إقصاء مديرية التنظيم للقائمة التي يقودها شقيقه، حيث اتهم الإدارة بافتعال المشكلة برفضها القائمة جملة وتفصيلا، في حين أن دورها يقتصر على استقبال الملفات على حد قوله، مضيفا أن ما حصل لم يتعد خللا بسيطا في توقيعات المرشحين، كان يمكن استدراكه بسهولة، لأن القانون يمنح الأحزاب فرصة الاستكمال في غضون عشرة أيام، لكن مصالح الولاية تعمدت إسقاط القائمة مباشرة، قبل أن يسترجع الحزب حق مرشحيه عن طريق القضاء الذي أنصفهم حالا، مثلما أكده موسى تواتي في حديثه مع «البلاد». عبد الحكيم.ح أحزاب السلطة باعت الجزائر وتدعي الوطنية اتهم موسى تواتي حزبي الأفلان والأرندي اللذين وردا على لسانه بالاسم، بأنهما يعترفان فقط بالوطنية النفعية. وجاء كلام المتحدث في معرض الرد على ما سماه «أحزاب السلطة» التي يصفها بانتحال تمثيل التاريخ واحتكار الوطنية، مؤكدا أنهم سيتخلون فورا عن الوطنية المزعومة بمجرد فقداهم لوظائفهم السامية. وشدد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية في منتدى «البلاد»، على أن هؤلاء باعوا الخيرات والمقدرات الوطنية للأجانب ثم يدعون حبهم للجزائر، واصفا ذلك بأن «أكذوبة مفضوحة» أصبح الشعب أكثر وعيا بزيفها المكشوف على حد قوله. وأوضح المتحدث أن الوطنية الصادقة هي الحب والغيرة الصادقة على الجزائر من أجل الحفاظ على أمانة الشهداء، وتجسيدها يكمن في خدمة الشعب وليس التعالي، عليه يضيف موسى تواتي الذي قال إن الشهداء قد حرروا بالأمس الوطن، والوطنية تقتضي اليوم تحرير الشعب حتى لا يبقى خادما لدى هؤلاء «الأدعياء» على حد تعبيره. عبد الحكيم.ح بوتفليقة ليس قادرا على ضمان نزاهة الانتخابات هدد موسى تواتي السلطة السياسية بأنه سيفاجئها برد فعل غير متوقع إذا زورت نتائج الانتخابات القادمة، وقال المتحدث إن الجزائريين احتملوا 50 سنة من الظلم بعد الاستقلال، وهم اليوم ينتظرون من يحركهم للانتفاضة ضد الظالمين، على حد تعبيره. وأضاف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أن حزبه سيتسبب للنظام في «مشاكل كبيرة لا يعرفها ولا يتوقعها،» حسب قوله، مضيفا أن ذلك سيتبلور عبر مبادرة وطنية تجمع الجزائريين في حال تزوير الانتخابات المقبلة.وأكد المتحدث أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليس قادرا على توفير ضمانات لنزاهة الانتخابات رغم خطبه الكثيرة وتعليماته المتلاحقة، وعليه أن يثبت حسن نواياه بهذا الصدد، كما قال الرجل، موضحا أن هناك ممارسات واسعة تكشف أن الإدارة لا تزال على مذهبها القديم في التمسك بالتصرفات الحزبية والانحياز لصالح تشكيلات السلطة، على حد قوله