رئيس حزب «الفجر الجديد» الطاهر بن بعيبش لمنتدى «البلاد» : الرئيس بوتفليقة «صادق» لكن أطرافا مستفيدة تعرقل الإصلاح اعتبر بن بعيبش أن النظام في الجزائر، لديه قناعة بضرورة الذهاب إلى تغيير الوضع في الجزائر مع أن الإرادة الحقيقية لديه غير متوافرة، واستدل على ذلك بعدم مبادرته بخطوات عملية في هذا الاتجاه سابقا وانتظاره إلى غاية انفجار الوضع الإقليمي والعربي من حولنا. وأوضح الأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، أن النظام لا يملك بديلا عن التغيير وكل الأوراق الأخرى أمامه «ستحرق» إذا فشل موعد العاشر ماي المقبل في تحقيق الأهداف التي رسمها رئيس الجمهورية في خطاباته المتتالية، مشيرا إلى أن ظهور التجاوزات في هذا الموعد لن تمنح له الفرصة لتدارك الوضع سواء بإعادة الانتخابات أو بالتبرير لها والإبقاء على الوضع الذي سيقوده إلى وضع أخطر وحالة من الانسداد التام، حسبه. وهنا حذر المتحدث مما أسماه تحول هذا الموعد إلى خريف جزائري عوضا عن ربيع ديمقراطي، نظرا لهشاشة النظام والتركيبة الاجتماعية في البلاد، محذرا من مخاطر تفكك كلي لمفاصل الدولة الجزائرية في حالة التزوير. وأضاف بن بعيبش أن تشبيه رئيس الجمهورية لموعد التشريعيات القادمة بنوفمبر جديد، واستعماله مصطلح مصداقية الدولة في الميزان، دليل على خطورة الوضعية التي تعيشها الجزائر، خاصة وأن المتحدث ليس مسؤولا عاديا وإنما الرجل الأول في الدولة ويعلم جيدا ما يقول. وأكد ضيف «البلاد» أن أول ضحايا التزوير في العاشر ماي، سيكون النظام نفسه، لأن الجزائر لا يمكن أن تشكل استثناء عن باقي الدول العربية التي عرفت ما سمي بالربيع العربي، خاصة وأن الجزائر دفعت ثمنا باهظا من أبنائها في العشرية السوداء ولا يمكن لعاقل أن يدفع بها نحو ثمن مماثل في المرحلة القادمة، مضيفا أنه وانطلاقا من هذه القناعة فإن حزب الفجر الجديد يدرك حجم التحديات التي تنتظره بدخوله المعترك السياسي ويأمل في أن تستغل فرصة 10 ماي كما يجب لتكون الانتخابات القادمة فاصلا بين مرحلتين في حياة الجزائر. النظام يسعى لتوجيه الانتخابات لكنه يحرص على عدم التزوير أكد زعيم حزب الفجر الجديد أن السلطة تسعى بكل ما تملك لتوجيه مسار التغيير الذي انخرطت فيه الجزائر وتوجيه الانتخابات القادمة منذ حوالي 4 أشهر، موضحا أن تعطيل بعض الأحزاب الممثلة في المجلس الشعبي الوطني لمشاريع الإصلاح يدخل في هذا السياق. فيما أكد المتحدث أن الضغط الكبير الذي قابلت به الأحزاب الناشئة هذه المساعي حال دون ذلك، فضلا عن تفطن بعض المسؤولين مثلما حدث مع قانون إنشاء الأحزاب الذي تم تعطيله من قبل البرلمان، ما أدى إلى تدخل وزير الداخلية الذي هدد بمنح تراخيص للأحزاب الناشئة وفقا للقانون القديم. وأضاف بن بعيبش أن قطار التغيير إذا انطلق فلن يستطيع أحد الوقوف في وجهه وأنه سيسير إلى مداه في الجزائر ليبلغ كل الآفاق، معتبرا أن السلطة فقدت مصداقيتها لدى الشارع وأنه حتى ولو بقيت 10 سنوات أخرى تعمل على إقناع الشعب فلن تستطيع، موضحا أن البرلمان القادم سيكون عبارة عن «كوكتيل» من التشكيلات السياسية ولن تستأثر أي جهة بأغلبية مطلقة. وقال بن بعيبش إن محاولة توجيه السلطة للانتخابات القادمة هي مجرد صورة لغريق يتعلق بقشة لن تفيده في لحظاته الأخيرة، لأن السلطة بنظره تخاف من يوم الانتخابات وتحرص على عدم وقوع التزوير الذي يعتبر أكبر هم لها في المرحلة القادمة. كما أشار المتحدث إلى وجود بعض الأطراف من المستفيدين التي لا تزال تعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه حفاظا على مصالحها، لكنها اصطدمت برغبة صادقة لدى الرئيس في تكوين أغلبية جديدة وتغيير الوضع العام. م/ش اتهم الطاهر بن بعيبش ما يسمى بالقطب الديمقراطي في الجزائر بأنه تيار معادٍ للدين الإسلامي في بلد مسلم منذ 14عشر قرنا، معتبرا من يطلق على نفسه لقب «التيار الحداثي» بأنه مجرد عراب للائكية المتطرفة. مضيفا أن العلمانية في الغرب نفسه، حيث نشأت وترعرعت، هي لائكية سياسية فقط، تريد فصل الدين عن الدولة نتيجة الصراع الطويل الذي عاشه المجتمع الأوروبي مع سلطة الكنيسة المستبدة تحت ذريعة «حق التفويض الإلهي»، متسائلا لماذا يرتاد الساسة الغربيون حتى يوم الناس هذا المعبد الكنسي كل أحد. بينما يسعى من ينعتون بالديمقراطيين في بلادنا إلى تجسيد لائكية حضارية تستأصل الدين من الحياة العامة – يضيف المتحدث.وبدا المتحدث حازما في مواجهة هذا التوجه، عندما صرح قائلا «أنا شخصيا مستعد أن أعلن الحرب وأموت من أجل الإسلام». أضاف بن بعيبش بأنه يرفض الحديث عن الإيدولوجيا بهذا المنطق، لأن الإيديولوجيا في بلادنا لا يمكن أن تكون إلا إيديولوجية الدولة الجزائرية، حيث يتكامل فيها الإسلام، بالعربية والأمازيغية وفق طرحه، حيث يعتبر أن الإسلام يمثل عمق الهوية الوطنية ولا حاجة لمن يعرض علينا اليوم مشروع مجتمع جديد لأن الثوابت المحددة لانتمائنا لا تتبدل، وعليه فالرهان حسب رؤية مؤسس حزب الفجر الجديد هي البرامج العملية في مضمار الاقتصاد، السياسة، الثقافة والتنمية، فمن تمكن من ابتكار حلول ناجعة لانشغالات المجتمع فهو أهل للحكم بغض النظر عن التصنيفات التقليدية التي أضحت عناوين براقة من دون مضمون فعال، يقول المتحدث. عبد الحكيم.ح النظام البرلماني و الطابع الجمهوري أولويات الدستور القادم حدد ضيف «البلاد»، الطاهر بن بعيبش، أولويات حزبه الفجر الجديد في تعديل الدستور القادم، من خلال حديثه عن ضرورة الذهاب إلى نظام برلماني خالص، منتقدا فكرة ضرورة مراعاة هذا الأخير للخصوصيات الجزائرية التي يرافع لأجلها عدد من الأحزاب الأخرى، داعيا إلى تطبيق النظام البرلماني مثلما يطبق في أي دولة في العالم، فضلا عن وجوب المحافظة على الطابع الجمهوري للدول. كما أكد المتحدث أن حزبه سيعمل على أن يضمن الدستور القادم ما أسماه بالمقومات الأساسية للفرد و الجماعة من حرية تعبير وتعددية حزبية وجمعوية ونقابية، وكذا التركيز على رأس المال البشري والعمل على إعادة روح الانتماء الوطني للموطن الجزائري. م/ ش العرب ثاروا ضد أنظمة «استبدادية» منتهية الصلاحية نفى ضيف «البلاد» تصنيف ما يحصل من حراك في عدد من الدول العربية في خانة «المؤامرة»، وقال إن انتفاضات الشعوب العربية جاءت عفوية، لأنها جاءت كرد فعل على ضغوط وقهر أنظمة استبدادية منتهية الصلاحية أفسدت السياسة والاقتصاد وحياة الناس. وقال بن بعيبش «إن هذه الأنظمة قد انتهت صلاحيتها وبات من اللازم استبدالها»، مضيفا «إن كانت هذه الثورات دفعت بها أطراف خفية، فلماذا لم يحصل ذلك في إيران وفشل الغرب في تحريك الشعب هناك، رغم أن الجميع يدرك حجم التآمر الغربي على طهران المعلن منه والخفي»، متسائلا بالمقابل «لماذا احتلت بغداد في 3 أيام، بالرغم من أن صدام يقول ان العراق بحوزته مليون جندي. وقد حدث نفس السيناريو في ليبيا بالرغم من قوة القذافي المزعومة». مهدية. أ قال إن أفلان اليوم يخاف من فرنسا الأمس، بن بعيبش يصرح: الحزب الذي فشل في تجريم الاستعمار لا يمثل الجزائريين عبد الحكيم.ح سخر الطاهر بن بعيبش من تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الذي تحدى الأحزاب الجديدة في قدرتها على منافسة حزبه، وذلك خلال تجمع شعبي نشطه منذ أيام بمدينة تيزي وزو عندما تهكم على التشكيلات السياسية الناشئة قائلا «جبهة التحرير التي هزمت فرنسا لا يمكن أن تهزمها الأحزاب الحديثة». ورد بن بعيبش على ما وصفه ب»استفزازت» بلخادم قائلا «إذا هزم الأفلان الاستعمار الفرنسي بالأمس، فلماذا تخشون أنتم اليوم تجريمه»، مضيفا أن جبهة التحرير الوطني التاريخية كانت تمثل الكيان الجامع لكل التيارات المكافحة من أجل الحرية. أما حزب عبد العزيز بلخادم اليوم فهو مجرد واجهة لفئة من الجزائريين في عهد التعددية، في إشارة إلى رفضه لمنطق احتكار التاريخ وتوظيف منجزات الثورة التحريرية التي شارك فيها عموم الشعب الجزائري في الخطاب الدعائي الحزبي. وأكد ضيف «البلاد»، أن حزبه يرافع من أجل تجريم الاستعمار وسيسعى جاهدا في حال وصوله إلى مبنى زيغوت يوسف في العهدة النيابية القادمة، لإثارة القضية من جديد حتى لا تقع الأجيال اللاحقة، حسبه، ضحية التضليل التاريخي الذي يمارسه الاستدمار عبر تمجيد أفعاله المشينة في إفريقيا طيلة القرن المنصرم من خلال الكتابة المسيسة للحقائق التاريخية واستصدار القوانين المتلاحقة لتحريف ذاكرة الشعوب. وشدد بن بعيبش على ضرورة العمل الوطني لتكريس الجهد العلمي في توثيق كل الجرائم التي اقترفتها فرنسا في حق الوطن، لأن أكبر جريمة على وجه الأرض هي أن تسلب من الإنسان «الحرية والكرامة والأرض» يضيف بن بعيبش، «وعليه فإن الوقت قد حان الآن بعد خمسين سنة من الاستقلال لتجريم هذا الاستعمار البغيض»، لكنه في الوقت ذاته رفض فكرة الاعتذار عن الجرائم المرتكبة طيلة قرن وثلث من الاحتلال التي ينادي بها البعض، معتبرا ذلك من وجهة نظره إهانة للشهداء والمجاهدين وانتقاصا من إنجازهم الخالد الذي تكلل باسترجاع السيادة الوطنية. الوقت غير كاف لتقليص نسبة المقاطعة في الانتخابات تخوف بن بعيبش الطاهر من امتناع المواطنين عن التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في 10 ماي القادم، وقال إن دفع المواطن إلى الذهاب إلى مكاتب الاقتراع وقول كلمته بات صعبا، لأن المواطن فقد ثقته بالأحزاب السابقة التي لم تحقق الوعود التي وعدته بها. وفي هذا الشأن، قال ضيف المنتدى «على الدولة تقديم ضمانات للمواطن لتدفعه للخروج بكثافة لتأدية واجبه الانتخابي». كما قال «إن المدة المتبقية للاستحقاقات القادمة لا تكفي لتحقيق هذا المبتغى». مهدية. أ «الأحزاب الرحّالة» ستختفي بعد 2013 قال ضيف منتدى «البلاد»، الطاهر بن بعيبش، إن تأسيس الأحزاب السياسية في الجزائر بهذا العدد المعتبر يشكل ظاهرة صحية، لأن جميع الديمقراطيات العريقة عبر العالم مرت حسبه بهذه المرحلة، حيث عرفت اسبانيا على سبيل المثال تأسيس ما يقارب 136 حزبا، وغير بعيد عنا ظهر في تونس ما يقارب 75 حزبا بعد سقوط نظام بن علي. وأضاف بن بعيبش أن الساحة السياسية هي التي ستفرز الغث من السمين، مؤكدا أن الأحزاب التي تؤسس بقرار وتحل بقرار لا يمكن أن تدوم. وأبدى بن بعيبش استغربه استدعاء السلطة بعض الأحزاب للتشاور في إطار لجنة الإصلاحات التي ترأسها بن صالح، رغم أن القانون يعتبرها منتهية الصلاحية لعدم إحرازها على 03 بالمائة من الأصوات خلال المواعيد الانتخابية الماضية. في حين أكد أن سنة 2013 ستشهد خسوف ما أسماه ب»الأحزاب الرحالة»، التي قال إن مؤسسيها سيدخلون في سبات لمدة 5 سنوات يعودون بعدها للواجهة مع اقتراب استحقاقات أخرى. وأوضح أنه من غير المنطقي إلزام الأحزاب الجديدة بعقد مؤتمراتها في ظرف عام ولا يجب أن تلزم السلطة الأحزاب بالدخول في التشريعيات، لأنه قد تكون للحزب رؤية مستقبلية لا يمكن هضمها في الوقت الحالي وأفكار يريد الحزب خدمتها وتطويرها وعليه فهو غير ملزم بالمواعيد الانتخابية. م/ ش الجزائر في قلب «مؤامرة» غربية تحاك ضد منطقة الساحل حذر الطاهر بن بعيبش من الوضع الشائك الذي تعرفه منطقة الساحل، خصوصا بعد الانقلاب العسكري الأخير الذي شهدته باماكو تزامنا مع الحرب القائمة في شمال مالي مع طوارق الأزواد، إضافة إلى تنامي نشاط تنظيمات القاعدة التي استفادت بشكل كبير من انتشار الأسلحة الليبية في المنطقة بعد ما حصل هناك. ولم يستبعد المتحدث وجود مؤامرة غربية كبيرة تحرك خيوط الأحداث في تلك المنطقة الغنية بالثروات الطاقوية والمؤثرة على استقرار الأمن في دول الساحل برمتها وخصوصا الجزائر، مضيفا بالقول «بما إنها منطقة إستراتيجية فإن أعين الغرب وخصوصا فرنسا وأمريكا ترصد كل شاردة وواردة هناك وتمتلك أوراقا كبيرة للعب أدوار مؤثرة في ما يجري هناك». وتحدث بن بعيبش، بقلق كبير عن تأثير ما يجري حاليا في الساحل على الوضع الأمني للجزائر، خصوصا أننا نمتلك حدودا شاسعة مع 3 دول غير مستقرة أمنيا ولا يمكن السيطرة عليها بقوات الأمن فقط، داعيا المسؤولين في الدولة إلى اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن عدم المساس بسيادة التراب الوطني. مهدية. أ التخويف من فوز الإسلاميين يُرجعنا إلى مربع التسعينات رفض الطاهر بن بعيبش ما «فزاعة» ترفعها بعض الأصوات في الآونة الأخيرة للتحذير من تتويج الإسلاميين بنتائج الاستحقاق المرتقب، معتبرا أن هذا الخطاب «الإقصائي» يقودنا إلى مربع الصفر، ويحيلنا إلى بداية المأساة الوطنية، على حد تعبيره. وتساءل رئيس حزب الفجر الجديد قائلا «ماذا فعلت مؤسسات الدولة بعد عشرين سنة من توقيف المسار الانتخابي ليطرح علينا هؤلاء مثل هذا الوهم». وذكر ضيف «البلاد» أن الإنصاف يقتضي الاعتراف بنضج الإسلاميين كثيرا في السنوات الأخيرة، بدليل توجه خطابهم وممارساتهم نحو الفعل السياسي المدني، بل حتى العناوين الحزبية لهم من قبيل «مجتمع السلم، الإصلاح الوطني، جبهة التغيير، العدالة والتنمية، الجزائرالجديدة»، أصبحت تعبر عن مضامين وطنية تتطلع إلى برامج نضال سياسي، وهي جميعها مؤشرات ترفع هاجس الخوف في حال فاز هذا التيار – حسبه. وشدد بن بعيبش على وجوب احترام الإرادة الحرة للشعب الجزائري في كل الأحوال ومهما كان الفائز خلال الانتخابات المرتقبة، مستبعدا ما يروج له البعض من نية السلطة الدفع بالإسلاميين إلى واجهة الحكم تماشيا مع ما حصل في تونس، مصر والمغرب.