أبلغ المجلس الانتقالي الليبي رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداد النظام القادم في ليبيا للاعتراف بإسرائيل، وشدد المجلس الانتقالي في رسالة شفوية نقلها الكاتب اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي إلى نتانياهو خلال لقاء جمعه به يوم أمس بالقدس المحتلة، على الاهتمام بضمان العدالة للفلسطينيين وكذا أمن إسرائيل. قال الكاتب الفرنسي اليهودي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ''خلال لقاء دام ساعة ونصف، أبلغت رئيس الوزراء رسالة شفوية من المجلس مفادها أن النظام الليبي المقبل سيكون معتدلا ومناهضا للإرهاب، يهتم بالعدالة للفلسطينيين وأمن إسرائيل''. وأضاف هنري ليفي الذي يعد أحد منظري المجلس الانتقالي الليبي، في تفاصيل فحوى الرسالة التي حملها من ليبيا قائلا ''النظام الليبي المقبل سيقيم علاقات عادية مع بقية الدول الديمقراطية بما فيها إسرائيل''. ويشار إلى أن ليفي كان في مصراتة قبل أن يغادر التراب الليبي الذي تسيطر عليه المعارضة الليبية متوجها إلى إسرائيل. وأكد ناطق باسم نتانياهو للوكالة الفرنسية أن رئيس الوزراء استقبل الكاتب الفرنسي وقال إن ''رئيس الوزراء يحبذ التحدث إلى المثقفين''. وأشارت الوكالة في برقيتها إلى أن رئيس وزراء إسرائيل لم يبد استغرابه لمضمون رسالة المجلس الانتقالي، وفق ما أكده برنار ليفي في رده عن سؤال بهذا الخصوص، وأن نتانياهو حسبه ''لم يعرب عن حسرته على معمر القذافي، أحد ألد أعداء إسرائيل''. عدم استغراب نتانياهو لمثل هذا الموقف الذي عبر عنه المجلس الانتقالي حيال مستقبل العلاقات بين المجلس الانتقالي والكيان العبري، يمكن ربطه بما نشرته تقارير إعلامية في منتصف شهر ماي المنصرم، حول اتفاق بين إسرائيل والمجلس الانتقالي الليبي ''بدعم إسرائيل للمجلس على أن يتم الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية بمنطقة الجبل الأخضر في منطقة البيضاء لمدة 30 سنة''، وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل تلتزم مقابل ذلك بقيام جيشها ''بتدريب الثوار وتقديم الدعم لهم والأسلحة في حربهم ضد القذافي، مع الضغط على الدول الغربية للاعتراف بالمجلس''. هذه الوثيقة تم توزيعها خلال مؤتمر للقبائل الليبية انعقد منتصف الشهر الماضي في طرابلس، وحسب الموزعين للوثيقة فقد نشر مضمونها في صحيفة 'غازيتا رى' الروسية، سربها إليها ضابط أوكراني. ويعتبر هنري ليفي الكاتب والفيلسوف الفرنسي، وهو من أصل يهودي، أحد أهم المدافعين عن مصالح إسرائيل في فرنسا، وأصبح منذ اندلاع الأحداث في ليبيا في 17 فيفري مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الليبية. وكان برنارد هنري ليفي قد سافر من تونس إلى بنغازي برا في شاحنة خلال الأيام الأولى من اندلاع الأحداث الدامية في ليبيا، وتقرب من النواة الأولى التي شكلت فيما بعد المجلس الانتقالي في ليبيا، وقدم خلالها الاستشارة للرئيس ساركوزي من أجل استقبال ممثلي المجلس. وحمل معه بعد عودته من بنغازي إلى باريس صورة العلم الفرنسي مرفوعا في إحدى البنايات لإقناع ساركوزي بضرورة استغلال الفرصة. وسوق ليفي للمجلس الانتقالي خارجيا كما أنه كان من الأوائل الذي دعوا إلى تدخل القوات الدولية في ليبيا، واستشاراته لساركوزي جعلت فرنسا أول بلد يعترف بالمجلس الانتقالي الليبي، وهي من تزعمت التدخل العسكري في ليبيا في إطار التحالف الدولي إلى جانب كل من بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية.