حقق حزب جبهة التحرير الوطني فوزا كاسحا بولاية قالمة بعد أن تمكن من حصد 3 مقاعد نيابية من ضمن المقاعد الستة المخصصة للولاية في تشريعيات العاشر ماي 2012 قالبا بذالك كل التكهنات التي كانت تصب في خانة فوز محتشم للحزب العتيد الذي ضرب بقوة و اكتسح جميع المراكز بعاصمة الولاية و العديد من البلديات الأخرى حيث حصد نحو 28 ألف صوت، متقدما بذالك على الأرندي الذي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على مقعدين و ذهب المقعد السادس لقائمة الحركة الوطنية للأمل التي يتصدرها صالح بوسلبة المستثمر الخاص الذي حقق المفاجأة و تفوق على تشكيلات و قوائم حرة كانت مرشحة لتحقيق نتائج كبرى. و أسفرت نتائج التشريعيات بقالمة، عن انتكاسة غير متوقعة للتيار الإسلامي الذي مني بهزيمة نكراء و لم يحصل على أي مقعد بالرغم من الحملة المكثفة التي قام بها عبر مختلف مناطق الولاية ،فلا قائمة الجزائر الخضراء و لا قائمة جاب الله و لا قائمة مناصرة حفظت ماء الوجه و أنقذت المقعد النيابي الذي حصل عليه النائب السابق عبد الرزاق عاشوري المنشق عن حركة حمس و الملتحق بحزب مناصرة الذي عجز عن اكتساح معقل الإسلاميين ببوشقوف عاصمة الإقليم الشرقي. و هو نفس المصير الذي آل إليه رجال المال و الأعمال بقالمة و الذين خرجوا من الباب الضيق و عجزوا عن حصد أصوات الناخبين بالرغم من الإغراءات المادية التي تم عرضها طيلة الحملة الانتخابية. و حسب المتتبعين للتشريعيات بولاية قالمة فإن النجاح الذي حققته جبهة التحرير الوطني يعود بالأساس الى تركيبة القائمة في حد ذاتها حيث تضم أوزانا ثقيلة يتقدمها عميد جامعة 8 ماي 45 بقالمة الدكتور محمد نمامشة يليه الطبيب علي بن الشيخ و المناضل كمال عطاب و هو الثلاثي الذي قاد إلى الفوز الكاسح و إعادة الحزب العتيد إلى واجهة المشهد السياسي بعد أن خسر التشريعيات السابقة و اكتفى بمقعد واحد حصل عليه المجاهد صالح كعواني و غادر الولاية بلا رجعة. المفاجأة الأخرى التي أسفرت عنها النتائج النهائية بقالمة تتمثل في التقدم الكبير الذي أحرزه التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة حسان بونفلة البرلماني السابق الذي تمكن من اكتساح مدن الشرق و الجنوب و قهر الإسلاميين في معاقلهم خاصة ببوشقوف و وادي الزناتي.