استمرت ليلة الخميس إلى الجمعة، المواجهات بين الشرطة الفرنسية والشباب الغاضب المحتج بمدينة فيرميني قرب سانت ايتيان الفرنسية، جراء ظروف الوفاة الغامضة للشاب الجزائري محمد بن مونة البالغ من العمر 21سنة داخل أحد مراكز الشرطة بمدينة فيرميني، خاصة في ظل استمرار الجهات الرسمية في تسويق رواية انتحار الشاب الجزائري. فيما لازال والد محمد، السيد عبد القادر بن مونة يطالب بالتحقيق في ظروف وملابسات القضية لمعرفة حقيقة سبب وفاة ابنه محمد. كما حرك دعوى قضائية ضد مجهول. وكان محمد بن مونة قد نقل الاثنين الماضي إلى مستشفى سانت ايتيان وهو في حالة غيبوبة، قبل وفاته، غير ان عائلة الضحية كانت قد اكتشفت رضوضا كبيرة في رأس الابن محمد بن مونة، الأمر الذي حملها على ترجيح فرضية تعرض الضحية للتعنيف داخل مركز الشرطة وذلك خلافا للنتائج الأولية لعملية التشريح والتي نفت أن تكون الضحية قد تعرضت للتعنيف. وقد اندلعت المواجهات بين الشرطة والشباب المحتج القاطن بمنطقة فيرميني قرب مقر سكن الضحية. وقد شهدت المنطقة عمليات تخريب وحرق طالت العديد من المنشآت ويخشى أن تتحول المواجهات إلى ما يشبه ثورة الضواحي الباريسية التي أشعل فتيلها تصريح ساركوزي حين وصف آنذاك المغتربين والمهاجرين بالحثالة. وكان النائب العام لمدينة سانت ايتيان قد استقبل والد الضحية، الذي كان رفقة مسعود مهيلة القنصل الجزائري لمنطقة لالوار ولوفارني. وكان الوالد قد جدد المطالبة بمعرفة ملابسات وفاة ابنه والأسباب التي أدت إلى ذلك بعدما اقتيد إلى مركز الشرطة لسبب لا يدعو إلى الانتحار، على فرض صحة الرواية الرسمية الفرنسية. وغير بعيد عما حدث لمحمد بن مونة، كان الجزائري الآخر علي زيري قد توفي نتيجة اعتداء عناصر الشرطة عليه في عملية مراقبة أمنية عادية دون أن تعرف القضية التي وقعت منذ قرابة شهر أية متابعة.