حزب أويحيى رحب بالنتائج ثم شكك في نزاهتها فاجأ القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي شهاب صديق، الطبقة السياسية والرأي العام، بتشكيكه في نتائج الانتخابات التشريعية، التي قال بشأنها «إنها جد غريبة بالنظر إلى معطيات الساحة السياسية وتراكم التسيير الأحادي» وفق ما أوردته أمس إحدى الصحف الوطنية في عددها لنهار أمس. وذهب المتحدث أكثر من ذلك في معرض تعليقه عن حصيلة الأرندي حين اعتبر أن «نتائج الأرندي مشرفة أحسن من انتصارات مصطنعة»، وهي عبارة تحمل طعنا مبطنا في التقدم الساحق الذي أحرزه الحليف جبهة التحرير الوطني، رغم محاولات شهاب صديق التملص من تبعات مثل هذا الكلام، لكن إجابته لا تحمل قراءة ثانية في حقيقة الأمر، سوى الإيحاء بتضخيم عدد مقاعد الحزب العتيد. وقد حاولت «البلاد» الاتصال بعضو المكتب الوطني للأرندي لاستيضاح التصريح المذكور بمزيد من التفصيل، لكن هذا الأخير لم يرد على المكالمة، فيما رفض الناطق الرسمي ميلود شرفي التعليق على ما قاله زميله في قيادة التجمع، مؤكدا أن الحزب قد عبر عن موقفه من مجريات العملية الانتخابية، مجددا ترحيبه بالنتائج المعلنة. وقد كان لافتا للانتباه تهرب المتحدث من تصحيح أو تدارك ما ورد على لسان شهاب صديق، في ضوء الموقف الرسمي للحزب وفق ما يقتضيه المنطق، لكن الناطق باسم الحزب رغم إلحاح صحفي الجريدة على تفسير حالة الغموض، ظل يؤكد عدم إمكانية التعليق عن تصريح لزميل له في القيادة، حتى ولو كان موقفه غريبا ومخالفا لما أعلن بصفة حزبية غداة كشف دحو ولد قابلية لنتائج الصندوق. وقد قرأ بعض المراقبين في هذه الازدواجية التي يتعاطى بها التجمع مع نتائج تشريعيات العاشر ماي الأخيرة، نوعا من المناورة التي تندرج ضمن التعبير عن الغضب الذي ينتاب صفوف قيادة التجمع الديمقراطي إثر ترتيبه وصيفا للأفلان، بفارق شاسع جدا، كما يتوقع هؤلاء المحللون أن تكون هذه الخرجة مبرمجة، في ظل امتناع الحزب عن التبرؤ منها، وتعد محاولة للضغط بهدف الاحتفاظ برئاسة الوزراء التي يديرها زعيمه أحمد أويحيى، وسيتندون في ذلك إلى كون التصريحات الجديدة للأرندي قد جاءت مباشرة بعد تشديد الحزب العتيد على حقه في رئاسة الحكومة، وفق ما أدلى المكلف بالإعلام قاسة عيسى وكذا الوزير الأسبق عبد الرحمان بلعياط.فهل يمكن قراءة هذا الموقف الغامض من شهاب صديق كتعبير حقيقي عن «ازدواجية ممنهجة»، أو هو مجرد اجتهاد شخصي لا يلزم إلا صاحبه، خاصة بعد النتيجة المتواضعة التي حصل عليها هذا الأخير على رأس العاصمة، ذلك ما سوف يتضح في مستقبل الأيام لا سيما بعد تعيين اسم الوزير الأول.