^ إن كانت الحكومة المقبلة ستأتي بوزير أسوء.. فنفضل بقاء تومي ^ تومي باقية في الحكومة الجديدة.. سواء في الثقافة أو غيرها لا تزال أنفاس الطبقة السياسية محبوسة في انتظار التشكيلة الحكومية التي ستعلن قريبا، يرتقب الكثير من المثقفين والفنانين والسينمائيين والناشرين وباقي الناشطين في القطاع والمهتمين به، معالم الطاقم الوزاري الجديد، وخصوصا اسم وزير الثقافة المقبل في حال إنهاء مهام الوزيرة الحالية خليدة تومي التي تولت شؤون القطاع سنة 2002، أو حتى «تجديد الثقة فيها». وحاولت «البلاد» رصد آراء بعض الكتاب والمثقفين حول الأمر، حيث طرح هؤلاء، كل حسب قناعاته، تصوراتهم حول هوية الوزير الجديد، والشروط الواجب توفرها فيه، مع مراعاة مطلب «التغيير» الذي برز بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، مما جعل الرئيس بوتفليقة يبادر إلى إطلاق إصلاحات انتهت بتنظيم انتخابات تشريعية، في انتظار تعديل الدستور. وهنا؛ ترى الوزيرة السابقة والأديبة زهور ونيسي أن الحديث عن هوية وزير الثقافة المقبل هو حديث عن «انتمائه إلى هذا الوطن بكل معطياته، مع محافظته على الثوابت الوطنية وأن يجهد نفسه حتى يجعل من الثقافة الموضوع الأهم في الهيئة التنفيذية، لأن الثقافة لم تكن أولوية من أوليات الجهاز التنفيذي». ورأت محدثتنا أن سياسة الكتاب ودعمه يجب أن تكون حاضرة في برنامج وزير الثقافة القادم، مهما يكن اسمه، وأن توضع سياسة إستراتيجية كاملة للبلاد، مضيفة «أعتقد أنه بعد مضي خمسين عاما من استرجاع الجزائر لاستقلالها لم نضع بعد سياسة ثقافية وإستراتيجية، ولم نجد أثرا لذلك مع كل تسيير وزراء الثقافة الذين مروا.. ولكن ستبقى الأمور مستمرة بعد التشكيل الحكومي الجديد إلى غاية 2014 وحتى بعد هذا التاريخ». وتعتقد ونيسي أن الثقافة تعتمد على ثوابت وطنية وأسس، حيث تساير متطلبات العصر وإبداعات الأزمنة القادمة، كما يجب أن تعطى لها جميع الإمكانيات اللازمة، مع محاربة الرداءة في شتى المجالات. وقالت أيضا «يجب أن نرتفع بالثقافة كمثقفين وإدارة، وأن نرفع معنا المواطن إلى المستوى الذي تتطلبه حضارة البلاد». في السياق ذاته، يرى الوزير الأسبق والكاتب كمال بوشامة أن وزير الثقافة القادم يجب أن يكون شخصا محنكا وعلى مستوى من الثقافة، موضحا «المؤكد أن الوزير سيكون جديدا.. وطبعا الوزيرة الحالية خليدة تومي ليست سيدنا نوح الذي عاش ألف عام حتى تستمر أكثر من هذا». وقال محدثنا إنه يجب إحداث تغيير لأن البلاد بحاجة إلى تغيير شامل، موضحا «هذا لا يعني أن الوزيرة تومي سيئة.. لكن التغيير مطلوب كما يريد الشعب وكما يقول الشاعر.. إني رأيت وقوف الماء يفسده.. إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب.. والشمس لو بقيت في الفلك ثابتة.. لملها الناس من عجم ومن عرب». ومضى بوشامة بالقول» لو كنت في مستوى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لاستطعت التكهن بالوزير القادم. صحيح أني كنت وزيرا وأعرف كيف تقدر الأمور وتختار الأسماء، لكن أخشى أن يغضب مني الأصدقاء إن رشحت اسما دون آخر.. ورغم هذا أتصور أن هناك أناسا مثقفين كثر في البلد يصلحون للمنصب وأعجز عن ترشيح واحد منهم». تومي باقية في الثقافة أو غيرها من ناحية أخرى، أوضح المخرج المسرحي والفنان علي جبارة أنه من غير الممكن استبعاد خليدة تومي من منصب وزير الثقافة في الحكومة المقبلة، وإن حدث هذا، فإنها ستتقلد منصبا وزاريا آخر، مضيفا «المهم أن وجودها في الحكومة أمر مؤكد.. وإن كانت ستستبدل بوزير أسوء، فالأفضل أن تبقى هي». ورأى محدثنا أن هناك أدباء ومثقفين جديرون بمنصب وزير الثقافة من بينهم، حسبه، عز الدين ميهوبي وأمين الزاوي وآخرين كثر. أما الناشر ومدير «دار المعرفة» فيصل هومة فيعتقد أن وزير الثقافة القادم؛ سواء كان خليدة تومي في عهدة جديدة، أو وزيرا آخر، سيصب برنامجه في إطار برنامج رئيس الجمهورية وخدمة لمشروعه، ذلك أن الرئيس بوتفليقة باق إلى غاية نهائية عهدته، مضيفا «إن جاءت الحكومة بأعضاء جدد أو تم الإبقاء على نفس الأشخاص، فإن الثابت هو أن نفس المشروع سيطبق إلى غاية 2014، فنحن نخضع لنظام رئاسي واضحة سياسته»، على حد تعبيره.