حركة المرور مزدحمة طوال الوقت التراموي والجسر العملاق يخنقان مدينة الصخر العتيق تشهد مدينة قسنطينة هذه الأيام، اختناقا كبيرا في حركة المرور، زاد من المتاعب اليومية للمواطن، خاصة من العمال الذين يسجل بعضهم مُضطرّا تأخّرا عن مواقيت العمل، حيث تزداد حدة الاختناق في ساعات الذروة من الصباح، وفي حدود الساعة الثامنة والنصف إلى غاية منتصف النهار، حين تزداد درجة الحرارة وتزداد معها نرفزة السائقين، ليخف الاختناق عند الزوال ويعود مع ساعات خروج الموظفين والعمال من العمل.وقد عبر عديد المواطنين عن قلقهم إزاء هذه الوضعية غير المريحة التي تتسبب في الكثير من الأحيان في ضياع العديد من مصالحهم، بسبب التأخر، مما جعل بعض المواطنين يفضلون ركن سياراتهم على حواف المدينة أو في موقف السيارات والدخول إلى وسط المدينة راجلين، وهي الطريقة التي أتت أكلها لدى الكثير من المواطنين في قضاء الحاجيات في وقت قصير، بعيدا عن أزمة اختناق المرور، وكذا البحث عن مكان لركن السيارات. ولعل أبرز النقاط التي ينطلق منها الاختناق في ظل بعض السلوكات غير اللائقة لمستعملي الطريق وأنانيتهم، الطريق المحاذي لمحطة المسافرين الشرقية هذه الأيام ازدحاما كبيراً في كلا الاتجاهين، حيث تلاحظ زحمة لسيارات والحافلات القادمة من أحياء قسنطينةالشرقية على غرار جبل الوحش، الدقسي، بومرزوق وحتى من الخروب والمتوجهة عبر محطة المسافرين إلى وسط المدينة أو إلى الأحياء الغربية من قسنطينة باتجاه بلدية عين السمارة والطريق الوطني رقم 5. إلى جانب ذلك، يشهد طريق حي الصنوبر العلوي إلى محطة القطار هو الآخر، ازدحاما كبيرا يصل أحيانا إلى سلسلة من المركبات، وقد زادت مركبات الوزن الثقيل القادمة من مختلف الولايات الداخلية، والمتوجهة نحو موانئ عنابة، سكيكدة وجيجل، من حدة الأزمة، في انتظار فتح مقطع الطريق السّيار شرق- غرب على مستوى ولاية قسنطينة خلال الأشهر المقبلة، والذي سيجنب هذا المحور عددا كبيرا من المركبات. ويعرف طريق دقسي عبد السلام بمحاذاة المقر الجديد للولاية، والرابط بين أحياء دقسي، جبل الوحش مرورا بالزيادية وساقية سيدي يوسف، إلى الإخوة عباس وسيدي مبروك، نحو وسط المدينة، هو الآخر، ازدحاما كبيرا شأنه شأن الطريق المحاذي لمسجد الأمير عبد القادر، مرورا بحي قدور بومدوس نحو وسط المدينة، بسبب أشغال الترامواي. من جهتها، بررت السلطات الولائية بقسنطينة ومديرية النقل، هذا الاختناق في حركة المرور بالورشات الكبيرة المفتوحة بقسنطينة، على غرار مشروعي الجسر العملاق والترامواي، معتبرة أن نهاية هذه المشاريع ودخول مقطع الطريق السيّار شرق- غرب حيز الخدمة، سيحد من اختناق حركة المرور ويحل المشكل جذريا. في غياب وسائل النقل بعاصمة الشرق الجزائري بحث في فائدة سيارات الأجرة تعرف ولاية قسنطينة هذه الأيام نقصا حادا في سيارات الأجرة، حيث أصبح التنقل صعبا وغير ممكن في أغلب الأحيان، ما يجعل المواطنين خلال هذه الأيام ينتظرون لساعات تحت أشعة الشمس خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة أمام موقف السيارات، رغم تدعيم الخطوط من وإلى وسط المدينة في المدة الأخيرة بأعداد إضافية من سيارات الأجرة. وقد عبّر المواطنون عن تذمرهم وامتعاضهم الكبيرين اتجاه سائقي هذه السيارات، وذلك لفرضهم دفع حق «الكورسة» بسعر يصل لأكثر من 300 دينار جزائري للتنقل خاصة وأن الظاهرة في استمرار منذ أيام، حيث يستغلون الظروف المناخية الحارة وامتحانات نهاية السنة للضغط على المواطن الذي يبقى ضحية تعسف سواق سيارات الأجرة، مما دفع الكثيرين من المواطنين إلى استئجار سيارات «الكلونديستان» وإيجاد حل أمثل لنقلهم رغم دفعهم تكاليف باهظة جدا مقارنة بأسعار سيارات الأجرة العادية. وقد طالب المواطنون بتدخل السلطات ومديرية النقل من اجل إنهاء معاناتهم شبه اليومية، وهم يلحون اليوم على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة في حق سائقي السيارات الذين تثبت في حقهم تجاوزات، خاصة وأن قسنطينة يتواجد بها حوالي 5000 سيارة أجرة، لكن وجودها صوري، وهي تتجول بين أحياء المدينة وتغيب عن ممارسة نشاطها الذي يعكر صفو تأديته غياب المواقف مطاردات الشرطة وسائقون خارجون عن العادة يفرضون تسعيرات على المزاج وثمن يدفعه المواطن المسكين يحدث كل هذا في ظل غياب شبه تام للرقابة وتراشق بالتهم وتهرب من المسؤولية تتقاسمه جميع الأطراف المشرفة على قطاع النقل بالولاية والجمعيات والنقابات الممثلة للناقلين والسائقين، حيث إن بعض أصحاب سيارات الأجرة لا يقطنون بمدينة قسنطينة، وأن معظمهم يشتغلون نشاطات مختلفة، وهم يمارسون نشاط «الطاكسي» كعمل إضافي يمارس عند بداية النهار قبل الساعة الثامنة صباحا وبعد الساعة الخامسة مساءا، بهدف تحصيل مصروف إضافي وحق المازوت، ولأن الأخير يمكن تحقيقه بالعمل خارج القانون عن طريق «الكلوندستان»، خاصة أنه أصبح الحل الوحيد للمواطنين لقضاء حاجياتهم. لتبقى النقابات في صراع مرير أفقدها مصداقيتها التي طالما عملت على تكريسها بخطابات للحفاظ عليها لسنوات، وكذلك الحال بالنسبة لممثليها الذين اختلطت عليهم الأمور ولم يعد هناك من السائقين من يمنحهم الشرعية ويفوضهم للحديث باسمهم لأن النقابات الثلاث النشطة تبحر في زورق واحد وتشترك كلها في أنه لم يعد باستطاعتها حماية سائق مظلوم أو استرجاع وثائقه التي تسحب منه أو تمكنه من العمل في ظروف حسنة أو تخلصه من مزاحمة «الكلوندستان» غير المشروعة، خاصة وأن نقابة السائقين تحولت إلى مؤسسة بيروقراطية لا يطالها التغيير إلا بموت الممثل أو الزعيم. أصبحت وكرا للرذيلة وتمركز المتسولين والمجانين محطة نقل المسافرين الشرقية في وضعية كارثية لا تزال تتخبط محطة المسافرين الشرقية الواقعة شرق مدينة قسنطينة في مشكلات متعددة، إذ تعاني ارضيتها من اهتراء كبير تسببت في مشكلات للناقلين على وجه التحديد، مما جعلهم يرفعون شكاوى متكررة للمسؤولين المحليين من أجل إخراج هذه المحطة من هذه الدائرة المظلمة. وقد اكد أحد الناقلين في حديث ل «البلاد» أنه سبق وأن أبلغ المسؤولين بهذا الانشغال المتمثل أساسا في تضرر الحافلات من جراء وضعية الأرضية الجد متدهورة للمحطة، حيث إن انتشار الحفر داخل المحطة يتسبب في غلق عدة حافلات فيها ما ينتج عنه الكثير من الأعطاب والمشاكل التقنية لمركبات النقل. هذه الوضعية التي يتخبط فيها الركاب والناقلين منذ أمد طويل هذا وحسب أحد المواطنين من أصحاب المحلات داخل المحطة الذين تحدثوا إلى «البلاد «، أكد أن هذه الوضعية زادتها حدة حالة اللاأمن التي تعيشها المحطة والتي أصبحت وكرا للرذيلة بعد استعمارها من طرف المشبوهين وأصحاب السوابق الذين يعيثون فسادا فيها ما ادى إلى عزوف المسافرين عن التوجه إلى المحطة، إضافة إلى تمركز المتسولين والمجانين بالمحطة مفترشين أرصفتها وأركانها. هذا وحاولنا الاتصال بالمسؤول الأول عن المحطة لكن تعذر علينا الوصول إليه من اجل الاستفسار أكثر عن حالة المحطة. حي 1600 مسكن بالخروب انتشار القاذورات والروائح الكريهة ب«السوق المغطاة» يشتكي مستعملو السوق المغطاة بحي 1600 مسكن بالخروببقسنطينة، من الوضعية الكارثية التي آل إليها هذا الأخير، جراء تراكم كميات هائلة من القاذورات والنفايات التي ساهمت بشكل كبير في انتشار الروائح الكريهة، ما أدى إلى استياء ونفور الباعة والمتسوقين على حد سواء، لاسيما هؤلاء الآخرين، حيث أزعجتهم الوضعية التي أضحى عليها هذا السوق بالرغم من توفره على عدد لا بأس به من المحلات وطاولات لبيع مختلف السلع من خضر وفواكه ولحوم حمراء وبيضاء وأسماك، وكذا التوابل ومستلزمات المطبخ، ما يعني أن جل الحاجيات الاستهلاكية لسكان الخروب متوفرة في هذا الأخيرالذي تحول إلى ما يشبه مفرغات عمومية لتراكم كميات هائلة من النفايات والأوساخ، جراء الممارسات اللامسؤولة التي يقوم بها باعة السوق من خلال إقدامهم على رمي القاذورات على مستوى مداخله ومخارجه، دون مراعاة لأدنى شروط الصحة والسلامة التي يجب أن تتوفر داخل هذه المرافق، إلى جانب مخلفات الباعة الفوضويين المعروضة سلعهم أمام مدخل السوق الرئيسي، حيث ساهم هذا بشكل كبير في انتشار النفايات من سلع فاسدة وعلب التخزين الكرتونية، مشوهين بذلك منظر السوق وكذا الحي المتواجد به. وقد أضاف بعض سكان الحي بأن التجار هم المسؤولين عن هذه الوضعية المزرية التي بات عليها السوق خاصة أنهم وبعد انقضاء عملهم يتخلصون من بقايا سلعهم الفاسدة بإلقائها على أرضية السوق القريبة من تجمعهم السكني، وهذا ما بات يشكل خطرا كبيرا على صحتهم، خاصة لدى الأطفال الذين يلعبون بالقرب من المكان. كما أبدو تخوفاتهم من تفاقم الوضع أكثر لاسيما ونحن مقبلون على دخول فصل الصيف، ولقد دفعت وضعية الأحياء بالسكان إلى الاحتجاج مهددين بالتصعيد في حال لم تتخذ السلطات المعنية تدابير عاجلة لإزاحة الفوضى، خاصة وأن الكثير من الباعة قد استفادوا من محلات بسوق الفلاح وهي لا تزال مغلقة ومهجورة لأكثر من سنتين رغم أنها جاهزة. مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي ابن باديس تعاني نقائص بالجملة يعتبر مستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة من أكبر المرافق الصحية على مستوى كل الولاية، فهو يستقبل يوميا المئات من المرضى، لكن الوضعية الحالية التي تعيشها هذه المصلحة لا ترقى إلى متطلبات المرضى الذين يدفعون ثمن الإهمال واللامبالاة كونهم يعانون كثيرا نظرا للمشاكل الكثيرة والنقائص الكبيرة المسجلة فيها، حيث إن مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن باديس تعرف حالة من الفوضى نتيجة الاكتظاظ الكبير التي تزيد من معاناة المرضى وكذا نوعية الخدمات الطبية جد متردية وتنتج عنها في الكثير من الأحيان مضاعفات صحية. وتعاني هذه المصلحة أيضا من نقص كبير في بعض الأدوية خاصة الأدوية المهدئة والمسكنة وعلى هذا يطلب الأطباء من أهل المرضى اقتناء الأدوية المهدئة من الصيدليات. كما تعاني نقصا كبيرا في الإمكانيات والوسائل والتجهيزات الطبية ومعظم التجهيزات المتوفرة قديمة وغير مستعملة. ونظرا للنقائص الكثيرة التي تعاني منها هذه المصلحة، لم يخف محدثونا أنها أصبحت مسرحا للمشاكل بين أهل المرضى ومرافقيهم مع الأطباء، التي تصل في الكثير من الأحيان إلى تبادل الشتائم، لأن الكل يعيش على الأعصاب والتوتر، وكثيرا ما يتم الاستنجاد بأعوان الأمن وهؤلاء أيضا يعجزون عن توفير الهدوء مما يضطر إلى الاتصال بأعوان الشرطة، الذين يقومون بإخراج مرافقي المرضى من مصلحة الاستعجالات وترك المجال للفريق الطبي لتقديم خدمات صحية في هدوءهذا. ونظرا لجملة من النقائص التي تشهدها مصلحة الاستعجالات بمستشفى الجامعي ابن باديس، يلجأ العديد من المواطنين إلى نقل مرضاهم إلى مصحات الخاصة، حتى وإن اضطروا إلى دفع مبالغ باهضة وهذا من أجل إنقاذ مرضاهم، لأن المستشفى الجامعي أصبح مهملا من طرف مسؤوله.