تشهد مدينة قسنطينة هذه الأيام، اختناقا كبيرا في حركة المرور، زاد من المتاعب اليومية للمواطن، خاصة من العمال الذين يسجل بعضهم مُضطرّا تأخّرا عن مواقيت العمل، حيث تزداد حدة الاختناق في ساعات الذروة من الصباح، وفي حدود الساعة الثامنة والنصف إلى غاية منتصف النهار، حين تزداد درجة الحرارة وتزداد معها نرفزة السائقين، ليخف الاختناق عند الزوال ويعود مع ساعات خروج الموظفين والعمال من الشغل. وقد عبر عديد المواطنين عن قلقهم إزاء هذه الوضعية غير المريحة التي تتسبب في الكثير من الأحيان في ضياع العديد من مصالحهم، بسبب التأخر، مما جعل بعض المواطنين يفضلون ركن سياراتهم على حواف المدينة والدخول إلى وسط المدينة راجلين، وهي الطريقة التي آتت أكلها لدى الكثير من المواطنين في قضاء الحاجيات في وقت قصير، بعيدا عن أزمة اختناق المرور، وكذا البحث عن مكان لركن السيارات. ولعل أبرز النقاط التي ينطلق منها الاختناق في ظل بعض السلوكات غير اللائقة لمستعملي الطريق وأنانيتهم، نجد ساحة الأممالمتحدة بحي جنان الزيتون، التي تربط بين وسط المدينة والأحياء الغربيةلقسنطينة، على غرار بوالصوف، بوجنانة، فيلالي و20 أوت,1955 مرورا بمسجد الأمير عبد القادر والجامعة الإسلامية، بسبب الأشغال التي تعرفها على مستوى نقطة الملتقى، والتي تم إزالتها تزامنا مع أشغال الجسر العملاق الذي سيربط بين جنان الزيتون وسطح المنصورة، على مسافة حوالي 1 كلم، وهي نفس الوضعية التي يعرفها ملتقى الطرق بالقرب من مركز العبور التابع للناحية العسكرية الخامسة، بمحاذاة قصر الثقافة مالك حداد. كما يعرف الطريق المحاذي لمحطة المسافرين الشرقية هذه الأيام ازدحاما كبيراً في كلا الاتجاهين، حيث تلاحظ زحمة لسيارات والحافلات القادمة من أحياء قسنطينةالشرقية على غرار جبل الوحش، الدقسي، بورزوق وحتى من الخروب والمتوجهة عبر محطة المسافرين إلى وسط المدينة أو إلى الأحياء الغربية من قسنطينة باتجاه بلدية عين السمارة والطريق الوطني رقم .5 إلى جانب ذلك، يشهد طريق حي الصنوبر العلوي إلى محطة القطار هو الآخر، ازدحاما كبيرا يصل أحيانا إلى سلسلة من المركبات طولها 4 كلم، وقد زادت مركبات الوزن الثقيل القادمة من مختلف الولايات الداخلية، والمتوجهة نحو موانئ عنابة، سكيكدة وجيجل، من حدة الأزمة، في انتظار فتح مقطع الطريق السّيار شرق- غرب على مستوى ولاية قسنطينة خلال الأشهر المقبلة، والذي سيجنب هذا المحور عددا كبيرا من المركبات. ويعرف طريق دقسي عبد السلام بمحاذاة المقر الجديد للولاية، والرابط بين أحياء دقسي، جبل الوحش مرورا بالزيادية وساقية سيدي يوسف، إلى الأخوة عباس وسيدي مبروك، نحو وسط المدينة، هو الآخر، ازدحاما كبيرا شأنه شأن الطريق المحاذي لمسجد الأمير عبد القادر، مرورا بحي قدور بومدوس نحو وسط المدينة، بسبب أشغال الترامواي. من جهتها، بررت السلطات الولائية بقسنطينة وعلى رأسها مدير النقل، هذا الاختناق في حركة المرور بالورشات الكبيرة المفتوحة بقسنطينة، على غرار مشروعي الجسر العملاق والترامواي، معتبرة أن نهاية هذه المشاريع ودخول مقطع الطريق السيّار شرق-غرب حيز الخدمة، سيحد من اختناق حركة المرور بقسنطينة ويحل المشكل جذريا، وفي انتظار ذلك، طالب العديد من القسنطينيين مديرية النقل بقسنطينة والسلطات المعنية، اتخاذ إجراءات عملية، على غرار وضع مخطط نقل استعجالي لتخفيف متاعب المواطنين ومستعملي الطرق يوميا.