دافعت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن البلدان الإفريقية التي تعاني من تبعات الاستعمار الأجنبي المسلط عليها منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أو التي تعاني من وصاية أجنبية لحد اليوم، وبالتحديد الصحراء الغربية وهذا بقولها ''إن إفريقيا لا تزال تعاني من الاحتلال ما دامت الصحراء الغربية مستعمرة''. وقالت تومي خلال إشرافها أمس على افتتاح الملتقى الدولي حول الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا بقصر الثقافة مفدي زكرياء ''إن البلدان الإفريقية شمالا أو جنوبا، تدفع حاليا ثمن الحقبة الاستعمارية التي أساءت لها ولشعوبها المهزومة على أمرها وقت ذاك''، وأكدت تومي في معرض حديثها عن الاستعمار، أنه بات من الضروري التفكير حاليا في المصير المشترك لنا كأفارقة سواء باحثين أو من جيل ينتمي للقطاع الثقافي، وهذا بالنسبة لمكتسبات البحث الإفريقي في علوم الإنسان والمجتمع، وقد وجهت وزيرة الثقافة رسالة أكدت من خلالها على مواجهة رهانات الحاضر والمستقبل باعتبار أن إفريقيا عانت ولا تزال تعاني من لسعات الدول الغربية، وإحباطها لشعوب القارة المعتبرين في عيون الغربيين ''منتمين لقارة باردة لم تدخل في التاريخ بعد''. ومن جهته، أكد مدير مركز البحث في علم التاريخ سليمان حاشي أن الملتقى جاء ليعالج موضوع الاستعمار في القارة الإفريقية ونتائجه من شتى الجوانب، إضافة إلى تبعاته التي لا تزال تعاني منها إلى حد الآن في ظل تكالب أخرى ووصاية على البلدان الإفريقية في القضايا المتعددة سياسيا ثقافيا وغير ذلك. وأوضح حاشي أنه قد تم إنشاء لجنة خاصة من طرف مركز البحث الذي يرأسه تهتم بالتواصل مع المؤسسات الإعلامية والباحثين من مختلف أطيافهم الغرض منها تعزيز عمليات البحث ومد عمليات التواصل بينهم بغرض التصدي للأبحاث والدراسات ذات الطابع الاستعماري. ومن المنتظر أن يتناول الملتقى الذي سيتواصل على مدار أربعة أيام وإلى غاية 16جويلية بحضور مجموعة من الباحثين ورجال السياسة والشخصيات التاريخية منها الباحث جاك فارجاس، زهرة ظريف بيطاط، مختلف القضايا المتعلقة بالجانب الاستعماري وما عرفته الحقبة الاستعمارية في تاريخ الشعوب المضطهدة، بالإضافة إلى النتائج التي خلفها الاستعمار، وكذا نظرة الباحثين والدارسين ومن عايشوا حقبته آنذاك .