دعت وزيرة الثقافة خليدة تومي الدول الإفريقية إلى التكاتف وتوحيد الجهود لمواجهة السياسات الاستعمارية الحديثة المتربصة بفكر وثقافة الشعوب الإفريقية، والتي تحاول، حسبها، طمس هوية السمراء وإخراجها من دائرة التاريخ. وأكدت الوزيرة على ضرورة متابعة العمل التحرري في ظل تبعية بعض الأراضي الإفريقية للوصاية الأجنبية، في اشارة منها إلى جمهورية الصحراء الغربية التي قالت بشأنها ''إن إفريقيا لا تزال تعاني من الاحتلال ما دامت الصحراء الغربية مستعمرة''. وأوضحت وزيرة الثقافة لدى إشرافها، أول أمس، على افتتاح الملتقى الدولي ''الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا'' بقصر الثقافة مفدي زكرياء، أن هذا الملتقى المندرج ضمن فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي فرصة لتعبئة إفريقيا طاقاتها بكل ما تحمله من مميزات حضارية وثقافية، وللتفكير في المصير المشترك لدول القارة، من خلال البحث في مكتسبات الشعوب الإفريقية من علوم وفنون وأدب وتاريخ... وقالت تومي إن البلدان الإفريقية شمالا وجنوبا تدفع حاليا ثمن الحقبة الاستعمارية التي أساءت لها ولشعوبها، مضيفة أنه بات من الضروري التفكير في المصير المشترك لنا كأفارقة سواء كباحثين او منظرين او مؤرخين او ساسة. وهو ما يستدعي، حسب تومي، مواجهة رهانات الحاضر والمستقبل باعتبار أن إفريقيا عانت ولاتزال تعاني من لسعات الدول الغربية. وقد شهد افتتاح ملتقى الاستعمار وحركات التحرر الذي يتواصل إلى غاية 16 من الشهر الجاري مشاركة أزيد من 25 دولة افريقية ممثلة في عدد من الشخصيات النضالية الفاعلة في الحركات التحررية، على غرار زهرة ظريف بيطاط وجلول ملايكة وسليم أحمد سليم الأمين العام السابق لمنظمة الاتحاد الإفريقي والمحامي جاك فيرجس ومارسيلينودوس سانتوس، رئيس دولة الموزمبيق سابقا، الذين تطرقوا خلال مداخلاتهم إلى عدة مواضيع أهمها آثار ظاهرة العبودية على المجتمعات الإفريقية وغياب القارة عن المسار التاريخي والاستعمار في إفريقيا. وبالمناسبة ثمّن وزير الثقافة الناميبي الدور الرائد الذي لعبته وتلعبه الجزائر في دعم حركات التحرر ماديا وعسكريا وديبلوماسيا، مشيرا إلى أهمية المهرجان الثقافي الإفريقي في إعطاء دفع للثقافة الإفريقية المعروفة بديناميكيتها. من جهته استعرض المحامي والحقوقي الكبير الفرنسي ''جاك فيرجس'' في دراسة مقارنة آراء عدد من المفكرين الأوروبيين حول الشعوب الإفريقية، موضحا نظرتهم الفوقية والاحتقارية للقارة السمراء التي لازالت تعاني من تبعات حركاتهم الاستدمارية التي يبررونها اليوم، حسب ذات المتحدث، بالدعوة إلى تطبيق قوانين حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية.