" مادامت الصحراء الغربية مستعمرة فإفريقيا لم تتحرر بعد" ولقد دعت الوزيرة في كلمتها الافتتاحية إلى ضرورة مواجهة رهانات الحاضر والمستقبل، قائلة إنه" لاوجود ولامستقبل لمن ليس له ذاكرة"، لاسيما وأن احتلال إفريقيا كان بمثابة عملية استئصال الروح من الجسد، ومشروع للمحو الثقافي ونزع الحضارات العريقة. وأضافت" تومي" في سياق حديثها عن هذا الملتقى أنه فرصة لإبراز أصالتنا وعالميتنا، بالإضافة لكونه يشهد عودة قوية للمراجعة التاريخية التي تهدف للتوظيف السياسي، خاصة في ظل بروز الفرضيات المبتذلة للاحتلال الإيجابي واتهام الأفارقة بالمشاركة الضعيفة في بناء التاريخ، مؤكدة في ذات الوقت أنه بوجود الصحراء الغربية مستعمرة، فإفريقيا لم تتحرر بعد. من جهتها اعتبرت المناضلة زهرة ظريف بيطاط هذا الملتقى بمثابة جسر لنقل الرسائل للجيل الجديد قصد تأصيله في تاريخه المستنير. أما الأمين العام اتحاد منظمة الوحدة الإفريقية سليم أحمد سليم من تنزانيا فقد نوه بالمبادرات الجزائرية التي كان لها السند في دعم الحركات التحررية وبالأخص مساهمتها في حل النزاعات التي تشعل فتيلها أطراف أجنبية هدفها زعزعة استقرار هذه الدول وبقائها تحت وطأة الحروب والمجاعات. هذا وعرجت الوزيرة السابقة للثقافة بالمالي السيدة أميناتا تراوري إلى ذكر الأزمات الحقيقية التي تعانيها القارة السمراء، ومن جملتها الغداء، الماء، هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات على ثروات القارة باسم الديمقراطية، وغيرها من المشاكل التي رأت أميناتا ضرورة التحدي السياسي، والفكري لمواجهتها لبناء القارة ضمن سياسة تنموية شاملة. وبالموازاة مع ذلك، سيعرف الملتقى على مدار الثلاثة أيام المتبقية مناقشة عدة محاور رئيسية تمتد من مرحلة السيطرة المركانتلية التي استمرت من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر، والتي جعلت من إفريقيا إحدى الأقطاب الأساسية للتجارة الثلاثية المحاور والإتجار بالعبيد، لتليها مرحلة مقاومات التحرير وظهور الدول الوطنية ابتداء من منتصف القرن العشرين، مرورا بمرحلة اقتسام الأراضي وتعزيز النظام الاستعماري. ومن ثم وحسب ماسطره القائمون على الملتقى الدولي فسيتناول مواضيع متعددة أهمها الاستعمار الماركينتيلي وتجارة الرقيق المطرودين من إفريقيا، أيضا الاستيلاء على الأرض وتقاسم القارة بين القوى المستعمرة، بالإضافة للتطرق لموضوع يطرح مختلف أنواع الاستعمار وأشكال الاستغلال ومقاومة الشعوب، إلى جانب تقديم محاضرات تصب حول نهاية "سياسة الأمر الواقع" ، وظهور الحركات القومية، مع إبراز السبل المختلفة المتخذة لبلوغ الاستقلال الوطني في مختلف البلدان الإفريقية وثورات التحرير.