أوقفت الأجهزة الأمنية، أول أمس، عددا من الأفارقة الذين يتواجدون في الجزائر ضمن المشاركين في المهرجان الثقافي الإفريقي ''الباناف''، بعد محاولتهم ''الحرقة'' في الجزائر والإقامة فيها بطريقة غير شرعية.وأفاد مصدر يشتغل على الملف ل''البلاد''، أمس، أن مصالح الأمن أودعت عددا منهم لدى وكيل الجمهورية بتهمة الإقامة غير الشرعية وتمويه مصالح الأمن المكلفة بمهمة تأمين أمن وسلامة المشاركين في فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي. وقد شوهدت، عشية يوم الأحد، شاحنات لمصالح الأمن بشوارع عبان رمضان تقلّ عددا من الأفارقة يحملون جنسيات مختلفة يتواجدون في زيارة للجزائر، وأعلنت مصالح الأمن عن تجنيد أعداد كبيرة من عناصر الشرطة لتأمين المهرجان والسهر على أمن وسلامة المشاركين من 15 دولة إفريقية ونحو 8 آلاف مشارك. وكانت ظاهرة اللاجئين الأفارقة تقتصر على بعض مدن الجنوب فقط، لما كان الأفارقة يزحفون إلى تمنراست وأدرار هروبا من الجفاف الذي أصاب بلدان الساحل في بداية الثمانينات، ورغم أن السلطات الجزائرية قامت آنذاك بترحيل المئات منهم بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية، فإن الموقف الحقيقي كان يتميز بنوع من الليونة في التعامل معهم. ومنذ بداية التسعينيات، تضاعف عدد اللاجئين، وتشكلت في المدن الكبرى أماكن خاصة يتجمع فيها الأفارقة، تحولت إلى بورصة لليد العاملة. ساحة بور سعيد، بالعاصمة، مثلا، كانت مكانا معروفا لتجمع الأفارقة قرب المحطة المركزية للقطار، ونفس الشيء في مناطق بأعالي العاصمة وشرقها. وكانت الجزائر قد صنفت مرارا في التقارير الدولية على أساس أنها منطقة عبور لهجرة هؤلاء الأفارقة، الذين فقدوا كل أمل داخل بلدانهم واختاروا المجازفة بحياتهم بغية الوصول يوما ما إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث عادة ما تكون مدن الجنوب مرحلتهم الأولى للعبور نحو أوروبا، حيث يصلونها بعد رحلة شاقة في الصحراء الكبرى يصادفون خلالها مجموعات قطاع الطرق والجماعات الإرهابية المسلحة التي كثيرا ما تجبرهم على رشاوى للدخول إلى التراب الجزائري.