تشهد أهم الطرق المؤدية الى الجزائر العاصمة رفعا تدريجيا للحواجز الامنية وقد شاهد كل العاصميين أن الإجراءات الأمنية لدى نقاط المراقبة و التفتيش في الطرقات السريعة و مداخل و مخارج العاصمة قد خففت منذ أسبوع , وكان مصدر امني مسؤول قد اخبرنا منذ" أيام أن الحواجز الأمنية ستكون بعد أسبوع اقل كثافة و أن الأمن الجزائري سيخفف من إجراءات مراقبة الطرقات" و استثنى من هذه الإجراءات التخفيفية "ما كان متصلا بالطرقات في محيط مدينة بومرداس التي تعتبر المنطقة الأكثر تهديدا في الوقت الراهن لما تتميز به من ممرات من و إلى المعاقل الإرهابية". و تتزامن هذه الخفيفات الامنيه مع اقتراب احتضان "المهرجان الإفريقي الثقافي الشامل الثاني" (باناف) وفعاليات هذا المهرجان الذي سيقام في الجزائر العاصمة هذه الصائفة بعد أربعين عاما على إقامة المهرجان الأول. و الظاهر أن تراجع المد الإرهابي و التوافد الوشيك لعشرات الآلاف من الأفارقة أدى إلى هذه الإجراءات التخفيفية . و يولى الرئيس بوتفليقة اهتماما زائدا لنجاح هذه التظاهرة من كل جوانبها بما في ذلك الجانب الأمني من غير ان تعطي الجزائر عن نفسها صورة "البلد في حرب" وكان المهرجان الثقافي الإفريقي الأول اقيم في الجزائر عام 1969 بمشاركة العديد من حركات التحرر التي جاءت ممثلة لبلادها التي كانت تسعى للتخلص من نيران الاحتلال و كان حينها الرئيس بوتفليقة وزيرا للخارجية و احد منجحي المهرجان . وعرفت الجزائر منذ سنة تقلصا كبيرا للاعمال الارهابية لا سيما في العاصمة التي تبقى الهدف الاول لنشاط القاعدة الارهابي و كان وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائرى نور الدين يزيد زرهوني قد أشاد منذ ايام بيقظة مصالح الامن والمواطنين فى مواجهة الارهاب . وأكد زرهونى أن "يقظة ومهنية مختلف مصالح الامن وكذلك تفطن ودعم المواطنين كانا بالمرصاد لكل المحاولات الارهابية" وقال ان المحاولات الارهابية القليلة التي حدثت هنا وهناك لم يكن لها أدنى تاثير . كما قد نوهت كتابة الدولة الأمريكية في آخر تقرير سنوي لها حول الإرهاب بجهود قوات الأمن الجزائرية في مواجهة الجماعات الإرهابية، مما أدى إلى انخفاض عدد الاعتداءات الإرهابية لاسيما في المدن الكبرى. و أشارت كتابة الدولة الأمريكية في تقريرها الاخير إلى أن مصالح الأمن الجزائرية أوقفت و قضت على ألف إرهابي خلال عام 2008 مقارنة مع ألف و مئة إرهابي تم القضاء عليهم أو إيقافهم خلال عام 2007. و في هذا الخصوص، قال التقرير الأمريكي إن النجاح الذي حققته مصالح الأمن في مكافحة الإرهاب مرفوقا بالرفض الشعبي للإرهابيين قد يكون السبب الرئيسي في إضعاف فعالية ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة و القتال