سجلت المصالح الاستشفائية عبر تراب ولاية تلمسان، أكثر من 50حالة إصابة بمرض الحمى المالطية، خصوصا بجنوب الولاية، حيث تسجل دوائر بني سنوس وسيدي الجيلالي وسبدو أكبر نسبة من مجموع الإصابات المعلن عنها منذ مطلع السنة الجارية. ويتخوف العديد من المواطنين من تزايد الإصابات بمرض الحمى المالطية على ضوء تزايد عملية البيع العشوائي للحليب في الطرقات دون مراقبة من المصالح المعنية بما في ذلك عناصر الرقابة التجارية. مما يزيد أيضا من نسبة الإصابة بمرض ''البريسيلوز'' أوالحمى المالطية المنتشر في حوض البحر الأبيض المتوسط، ينتج في الغالب عن تناول الحليب من البقر أوالمعز المصاب. ويؤكد المختصون أنه يمكن للمرض أيضا أن يدخل الجسم من خلال الخدوش أوالجروح في جلد الشخص الذي يعتني بالبقر أوالماعز أوالخنازير المصابة به أوعن طريق التنفس. ويظهر المرض بعد فترة تتراوح ما بين أيام وبضعة شهور على التعرض للعدوى. وبرغم الحملات التحسيسية التي باشرتها المصالح البيطرية التابعة لمديرية الفلاحة وكذا التوجيهات الطبية الوقائية التي أشرفت مصالح الوقاية التابعة لقطاع الصحة على توجيهها للموالين، فإن تربية الماعز والأبقار بطريقة لا تخضع للمراقبة البيطرية باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحة العديد من المواطنين بجنوب الولاية، خصوصا في المناطق الريفية. ويتنقل الخطر بانتشار ظاهرة بيع الحليب في الأكياس البلاستيكية في المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية، مما يتطلب بحسب آراء الأطباء حملة للوقاية والرقابة خاصة وأن تكلفة علاج الحالة الواحدة من الإصابة تفوق العشرة ملايين سنتيم، إضافة إلى غياب بعض الأدوية المستعملة في العلاج على مستوى بعض الوحدات الطبية الجوارية، حيث يتنقل المصاب نحوالمستشفى الجامعي لولاية تلمسان. من جانب آخر لا زال الموالون يفضلون تجنب الفحص البيطري للمعز والأبقار مخافة الكشف عن إصابات بمرض الحمى المالطية وتجنبا للخسارة إزاء ضعف التعويض الموجه للموالين في مثل هذه الحالات يلجأ البعض إما لذبحها وتوجيه لحومها للبيع في الأسواق الأسبوعية وهو ما يشكل خطرا أكبر على صحة المستهلك أو إبعاد الماشية خلال الدوريات الخاصة بالمراقبة البيطرية بعيدا عن أعين البياطرة.