الدراسة أعدت في الثمانينات وإنجازه تعطل خلال سنوات الأزمة علمت ”البلاد” من مصادر موثوقة أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، تعمل على دراسة ملف إعادة بعث إنجاز مستشفى متخصص في علاج الربو والأمراض التنفسية وكذا الأمراض العصبية، بالنظر إلى ارتفاع عدد المصابين بهذه الأمراض، خصوصا على مستوى الولايات الساحلية والعاصمة. وكشفت المصادر أن المشروع الذي سيبعث من جديد، سبق وأن أعدت له دراسة في سنوات الثمانينات ليتوقف مع دخول الجزائر في فوضى الأزمة الأمنية في بداية التسعينات، حيث تشير الدراسة إلى أن المشروع كان من المنتظر أن يتم إنجازه في منطقة ”بوركيكة” بولاية تيبازة، وبالضبط في منطقة سيدي محمد بن عائشة وهي المنطقة التي تتربع على مساحات خضراء شاسعة وتتميز بهواء نقي يساعد كثيرا المصابين بداء الربو، خصوصا وأن هذه المنطقة تتوسط ولايات تيبازة والبليدة وعين الدفلى. وقالت المصادر إن الوزارة تقوم بمجهودات من أجل إعادة بعث الدراسة لإنجاز هذا الصرح الطبي الذي سيغطي العجز فيما يتعلق بعلاج مرضى الربو والحساسية، خصوصا أولئك الذين يقطنون بالقرب من البحر وكذا سكان المناطق الصناعية على مستوى الجزائر العاصمة وضواحيها في كل من منطقة الروبية والرغاية ومناطق مفتاح وكذا منطقة أولاد يعيش على مستوى ولاية البليدة، وما تتركه هذه المصانع من الرطوبة والتلوث، بسبب الغازات المنبعثة، فضلا عن تنامي عدد المصانع في تلك المناطق التي تقع بالقرب من المناطق السكنية. في سياق ذي صلة، كشفت المصادر نفسها أن الرطوبة والتلوث يهددان صحة 80 في المائة من سكان العاصمة، خلال العشر سنوات القادمة، خصوصا احتمال تعرضهم لأمراض مختلفة أهمها أمراض الحساسية والربو والأمراض التي تصيب الصدر والجيوب الأنفية. وسبق لرئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل، البروفيسور سليم نافتي، أن كشف في تصريحات ل”البلاد” أن ما يقارب 30 بالمائة من فئة عمرية تتراوح بين 35 و55 سنة، تعاني من أزمات صحية مرتبطة بمشكلة التنفس. فيما تصل إلى 60 بالمائة عند الأكبر سنا. من جانبهم أرجع الأطباء في أمراض الربو والحساسية، انتشار مرض الربو وكذا أمراض الحساسية المختلفة خلال العشرين سنة الأخيرة بالدرجة الأولى إلى العوامل البيئية المختلفة من تلوث المحيط ومواد التنظيف وكثرة المصانع ومختلف المواد المسببة للحساسية، بالإضافة إلى العوامل الوراثية. كما تشير الدراسات إلى أن المدن الكبرى تعرف ضغطا رهيبا على السكان وهو ما يدفع إلى الإصابة بالأمراض العصبية والقلق، خصوصا أمام تناقص الأماكن الترفيهية التي تساعد المواطن على التفريغ والتجديد بعد يوميات مرهقة تقضيها الأغلبية إما في وسائل النقل أو في أماكن الازدحام، فضلا عن المتاعب اليومية. من جهة أخرى، أشارت مصادر محلية من ولاية تيبازة إلى أن إعادة بعث هذا المشروع الصحي الضخم، يهدف أيضا إلى إعادة تثبيت سكان الأرياف الذين هاجروا إلى عدة مناطق بالولاية في فترة الإرهاب، حيث تسعى السلطات هناك إلى بناء العديد من المرافق الصحية والتعليمية في المنطقة.