يستعد الشعب الليبي للتوجه إلى صناديق الاقتراع السبت القادم لاختيار أول مجلس تأسيسي بعد «ثورة 17 فبراير» سيكون مناطا به وضع الدستور ثم تنظيم الاستفتاء عليه وإجراء انتخابات عامة لاختيار البرلمان خلال ستة شهور. ويتوقع متابعون محليون وأجانب أن تواجه ليبيا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة تحديات كبيرة، والتحدي الأبرز في هذا المرحلة يبقى تحقيق الاستقرار الأمني وجمع السلاح من المليشيات للحد من المواجهات القبلية التي كان آخرها في منطقة الكفرة بجنوب شرق ليبيا والتي أسفرت عن وقوع 47 قتيلا وأكثر من مئة جريح. ويستبعد المتابعون أن تجري الانتخابات في كل المناطق خاصة التي تشهد اشتباكات أو هيمنة لفصيل مسلح على منطقة لا تنتمي لقبيلته. وقالت مصادر ليبية رسمية أن عدد الناخبين المسجلين في الدوائر الانتخابية قبيل انتخابات المؤتمر الوطني العام وصل إلى 2.8 مليون ناخب، فيما أطلقت مفوضية الانتخابات الليبية حملة شعبية للحث على المشاركة في انتخابات المؤتمر العام السبت المقبل. ومن جانبها، أعلنت لجنة شؤون الأحزاب الليبية الرسمية قبول 30 تنظيما حزبيا سياسيا جديدا دفعة واحدة، إلى جانب ما هو قائم بالفعل من أحزاب وكتل سياسية. وستشهد فترة الانتخابات وما بعدها، وفق تقرير للموقع الإخباري «العرب أون لاين»، حضورا قويا لعدد من الأحزاب والقوى السياسية مثل حزب الجبهة الوطنية «الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي تأسست في مطلع الثمانينات» وحزب لعدالة والبناء وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى أحزاب أخرى جديدة في مقدمتها تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل وحزب الوطن بقيادة عبد الحكيم بلحاج بالإضافة إلى التيار الوسطي بقيادة وزير المالية والبترول السابق علي الترهوني. ويتوقع سياسيون أن تدور معركة الانتخابات في ذروتها بين فصيلين رئيسيين؛ الأول هم «الإسلاميون» بمختلف تفرعاتهم من جهة وبين تحالف القوى الوطنية بزعامة جبريل الشخصية الليبرالية الهادئة. ولا يستبعد مراقبون أن يكون جبريل الرقم الصعب أمام «الإخوان» لتجربته في السلطة بعد الإطاحة بالقذافي ثم لعلاقاته الدبلوماسية والاقتصادية الخارجية وتبنيه لنمط الاقتصاد الحر، فضلا عما يروج من كونه مرشح الغرب والمسنود من واشنطن وباريس. من ناحية أخرى، أعلنت ليبيا أمس، أن عبد المنعم الهوني لم يعد سفيرها لدى الجامعة العربية أو لدى مصر اعتبارا من شهر مارس الماضي، مؤكدة أن أي تصريحات يدلي بها لا تمثل إلا نفسه. وأكدت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها أن تصريحات «الهوني لا تكتسب أي طابع رسمي بأي شكل من الإشكال». وكان الهوني قد حذر من خطورة استمرار تردى الوضع الراهن في ليبيا قبل أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ نحو أربعة عقود.